دخلت المعارضة التركية في أزمة اختيار مرشحها الرئاسي للمشاركة في انتخابات رئاسة الجمهورية المقررة العام المقبل، مع طرح بعض أطياف المعارضة اسمي عمدة أنقرة منصور ياواش، ورئيس المحكمة الدستورية السابق هاشم كلج، اللذين نفيا نيتهما الترشح.
ونفى ياواش، في تصريح صحافي الاثنين، تفكيره بالترشح للانتخابات الرئاسية، مشيرًا إلى أنه يركز على أداء مهامه "موظفاً عاماً" في البلدية. كما نفى اليوم كلج كذلك ترشحه للانتخابات.
وطرح رئيس حزب النصر القومي المتطرف أوميت أوزداغ اسم ياواش قبل أيام، إذ قال إن مرشح المعارضة يجب أن يكون ياواش "لأن عليه إجماعا شعبيا"، مجددًا قوله أمس إن "تحالف المعارضة سيعرض الترشح على ياواش إن لم يرشح هو نفسه".
أما اسم كلج فجاء على لسان الصحافي نهاد كنج أمس الأحد، بعد أن قال إنه مرشح توافقي للمعارضة، حيث لاقت تصريحاته تفاعلا كبيرا من قبل وسائل الإعلام التركية ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، الأمر الذي أجبر كلج على التصريح بالنفي.
والتقى ياواش اليوم مع زعيمة الحزب الجيد، ميرال أكشنر. وعقب اللقاء، تلقى سؤالا عن مطالب ترشيحه، إلا أنه نفى ذلك. وقال" "حسب مفهومي للعمل البلدي، يجب على رئيس البلدية الانشغال بمهامه فقط، وقبل الانتخابات، كنت قلت إننا لا نرى أن من لم يصوت لمصلحتنا عدو، ولم نفرق بين المواطنين، ونقدم خدماتنا بشكل متساو". وأضاف: "لم أغير من خطي، ولست رجلا داخل السياسة (...) أرى نفسي موظفاً عمومياً وأنا على رأس عملي".
أما هاشم كلج، فقال في تصريحه لقناة خبر تورك: "لا أعلم إلى ما تم الاستناد في الحديث عن موضوع ترشحي للانتخابات الرئاسية، ولا أعلم الأسباب الأساسية لهذه المزاعم"، مضيفا أن "رؤساء أحزاب المعارضة الستة (أكبر تجمع للمعارضة) قدموا وجهات نظرهم حيال اختيار المرشح الرئاسي، وهم يواصلون المشاورات، ولم يُحسم بعد من المرشح".
كما نفى أن يكون له أي لقاء مع أي حزب من المعارضة في ما يتعلق بترشحه للانتخابات الرئاسية، مؤكدًا أن هذا الموضوع "غير مطروح حاليا لدي".
وبات موضوع اختيار المعارضة مرشحها الرئيسي حديث الشارع التركي، في ظل حديث إعلامي مكثف عن الموضوع وتسريبات، فيما تتوجه الأنظار بشكل مكثف إلى زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كلجدار أوغلو، كونه يتزعم أكبر أحزاب المعارضة.
وسبق أن طرح اسم عمدة إسطنبول أكرم إمام أوغلو مرشحاً بارزاً ومقبولاً من قبل التيارات الإسلامية والناخبين الأكراد، على عكس كلجدار أوغلو، ولكن إمام أوغلو كشف عن أن مرشحه هو كلجدار أوغلو، فيما تفضل الأحزاب الكردية إمام أوغلو على ياواش. ومع تصريح إمام أوغلو وياواش بأن لا نوايا لديهما يفتح الطريق واسعا أمام كلجدار أوغلو.
وطرحت 6 أحزاب معارضة مؤخرا رؤية مشتركة لها في ما يتعلق بمرحلة ما بعد الانتخابات، وهي: "الشعب الجمهوري"، و"الجيد"، و"دواء"، و"المستقبل"، و"السعادة"، و"الحزب الديمقراطي"، وتتمثل الرؤية في العودة للنظام البرلماني، حيث تعمل الأحزاب حاليا على وضع خريطة طريق الانتقال السياسي، فيما لم يتم التوافق بعد على المرشح الرئاسي.
ويتهرب زعماء الأحزاب الستة في كل لقاء صحافي أو جماهيري من أسئلة تتعلق بالمرشح الرئاسي، ولكن أوضح تصريح كان من زعيم حزب دواء، علي باباجان، حول أفضلية اختيار المرشح، كان في لقاء إفطار رمضاني مع الصحافيين قبل أيام.
وقال باباجان: "سيحدد المرشح الرئاسي على طاولة الأحزاب الستة (...) القرار المتخذ هو عدم الخوض في هذا الأمر حاليا إلى حين الدخول في الفترة الانتخابية".
أما كلجدار أوغلو فقد قال، في تصريح تلفزيوني، قبل يومين: "اتخذنا قرارا بعدم الحديث عن أي اسم، وعندما نتلقى سؤالاً عن المرشح الرئاسي سنتحدث عن مواصفات الرئيس الذي سيجرى ترشيحه"، كما نقلت وسائل إعلام أيضا تصريحات لقادة حزبيين من الأحزاب الستة على هذا المنوال.
ومن المقرر إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية العام المقبل، في ظل ضغوط من المعارضة منذ عامين بأن تكون الانتخابات مبكرة، ولكن الرئيس رجب طيب أردوغان وحلفاءه أكدوا عدة مرات أن الانتخابات ستكون في وقتها في يونيو/ حزيران 2023.
وأقرّ البرلمان قبل أيام قانون الانتخابات الجديد، ونشر في الجريدة الرسمية، وهذا يعني أن الانتخابات لن تجرى قبل عام واحد على القانون الجديد، أي إبريل/ نيسان من العام المقبل، حيث تصنف الأوساط السياسية التركية الحكومية والمعارضة الانتخابات المقبلة بأنها انتخابات مصيرية.