المعارضة الألمانية تنتقد حزب ميركل: مشغول بالانتخابات بدلا من مواجهة كورونا

16 ابريل 2021
خلافة ميركل تشغل حزبها (طوبياس شوارز/فرانس برس)
+ الخط -

يعتزم زعيما الحزب "المسيحي الديمقراطي" أرمين لاشيت وزعيم الشقيق الأصغر في بافاريا "الاجتماعي المسيحي" ماركوس سودر، التوصل مبدئياً هذا الأسبوع إلى اتفاق بينهما على من سيكون مرشح "الاتحاد المسيحي" بعد الانتخابات البرلمانية العامة لمنصب المستشار، خلفاً لأنجيلا ميركل. لكن، وعلى الرغم من إبراز كلّ منهما نيته تحقيق تقارب سريع حول المرشح المناسب للمنصب، تبدو الأمور معقدة نسبياً، مع تصويب كلّ منهما عن عمد على نقاط ضعف الآخر خلال اجتماعات كتلتي "الاتحاد المسيحي" وبين مسؤوليه.

هذا الكباش والتمييع في حسم الموقف، دفعا أحزاب المعارضة لرفع الصوت، والمطالبة بالتركيز على شؤون المواطنين، وعدم تكريس الجهد للأمور الداخلية للحزب الحاكم، لأن الأهم الخروج بأسرع وقت ممكن من أزمة جائحة كورونا بعد العثرات المستمرة في إدارة مكافحة الوباء.

وفي هذا الإطار، دعا زعيم كتلة اليسار في البوندستاغ ديتمار بارتش، في حديث مع شبكة التحرير الألمانية، حزب المستشارة ميركل لإنهاء "العرض المسرحي غير المستحق"، مبرزاً أنه يجب ألا تكون سياسة الجائحة بمثابة ألعوبة في سياسات القوة بين حزب ميركل، "المسيحي الديمقراطي" و"الاجتماعي المسيحي" في بافاريا. هذا الأمر شدد عليه أيضاً الأمين العام لليبرالي الحر فولكر فيسينغ، داعياً "الاتحاد المسيحي" للتركيز على مكافحة جائحة كورونا. أما الأمين العام للحزب الشريك في الائتلاف الحاكم، "الاشتراكي الديمقراطي" لارس كلينغبيل، فوصف في حديث مع صحيفة "أوغسبوغر الغماينه"، السباق والمشاجرة العلنيَّين من أجل الترشح لمنصب المستشار داخل الاتحاد، بأنه تصرف "أناني"، وأن صراع القوة المفتوح يشلّ الاتحاد، وهذا السلوك لا ينصف ألمانيا في ظل الوضع الصعب.

بدروه، قال الزعيم المشارك لحزب "الخضر" روبرت هابيك: "نحن بحاجة لحزب محافظ قادر على العمل في ألمانيا، ولهذا السبب لا مصلحة لنا في غرق الاتحاد في نزاعاته الخاصة"، مؤكداً أن من سيترشح عن "الاتحاد المسيحي" لمنصب مستشار لن يكون له أي تأثير على قرار "الخضر".

كذلك، برزت مواقف لسياسيين آخرين، تنتقد تفرغ سياسيي الطرف الأكبر في الائتلاف الحاكم للصراع على المناصب، في وقت كان ينبغي على الحزبين الشقيقين الشريكين في الائتلاف الكبير، الاهتمام بمكافحة وباء كورونا الذي يقض مضاجع المواطنين الألمان، حيث تتخبط الحكومة الاتحادية في كيفية مواجهة الأزمة وإدارة عمليات التلقيح.

وإزاء ذلك، شددت وزيرة الزارعة المنتمية لـ"الاتحاد المسيحي" يوليا كلوكنر على أهمية اتخاذ حزبها القرار، قائلة: "علينا أن نقرر الآن، لا الاعضاء ولا السكان يفهمون أي شيء آخر".

وحول النزاع القائم حول الشخصية الأوفر حظاً داخل "الاتحاد المسيحي"، يستند رئيس حكومة ولاية بافاريا، سودر، إلى الأرقام التي تمنحه التفوق في استطلاعات الرأي على لاشيت، والتي من الممكن أن تأتي بثمارها للاتحاد خلال انتخابات البوندستاغ المقرَّرة في سبتمبر/أيلول المقبل، فيما يستذكر لاشيت، الذي يتخلف بشكل واضح عن سودر، التحولات المستمرة في مواقف سودر السياسية حول العديد من الملفات الأساسية المطروحة، مشدداً على أن الاستطلاعات تتبدل، والمطلوب التمعن بالأرقام على مساحة البلاد.

هذا الواقع أشارت إليه مديرة أكاديمية الثقافة السياسية في توتزينغ، الباحثة السياسية أورسولا مونش، لصحيفة "تاغس شبيغل"، موضحة أنه لا يمكن تأكيد أن المسار لا يمكن تصحيحه بالنسبة للاشيت، والأمر يعتمد على أي من الشخصيتين لديها العصب الأفضل.

وأضافت: "بالطبع لدى سودر ميزة كبيرة، ولاشيت في موقف دفاعي وأوراقه أضعف، لكن لا يزال بإمكانه مراكمة الأرقام في الاستطلاعات، ولا يمكن شطبه تماماً من المنافسة"، مبرزة أنه من غير المرجح أن يترك "المسيحي الديمقراطي" زعيم حزبه يتنحى قبل فترة وجيزة من الانتخابات الاتحادية، قبل أن تشير في ردّ على سؤال، إلى أن المشكلة الأساسية في الصراع الشخصي بين الزعيمين، أن سودر منافس واثق من نفسه ومقنع في ولاية بافاريا، ذكي ويتقن فنّ الخطابة وباستطاعته جذب الناس، فيما لاشيت بعيد عن هذه الصفات بأشواط.

علماً أن سودر يشدد على أنه يجب على الاتحاد بذل قصارى جهده ليكون قوياً قدر الإمكان لجذب أكبر عدد ممكن من أعضاء البوندستاغ المقبل، ووفق صحيفة "دي تسايت"، فإن لدى سودر قناعة بأنه، ومن أجل تحقيق فوز انتخابي عريض في هذه المرحلة الحاسمة لـ"الاتحاد المسيحي"، يحتاج الأخير إلى أفضل تشكيلة ممكنة للنجاح على حزبي "الخضر" و"الاشتراكي الديمقراطي".

المساهمون