المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تتوقع ارتفاع عدد الجنود المعوّقين بنسبة 61%

12 سبتمبر 2024
دبابة لجيش الاحتلال على حدود غزة، 16 مايو 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **تأخير علاج المدنيين بسبب أولوية الجنود**: في مستشفى رمبام بحيفا، تعاني أم عربية من تأخر علاج ابنها المصاب بسبب أولوية علاج الجنود، مما يعكس معاناة المدنيين نتيجة تزايد أعداد الجنود المصابين وضغط على مراكز التأهيل.

- **زيادة متوقعة في عدد المصابين والميزانيات**: تتوقع المؤسسة الأمنية الإسرائيلية زيادة كبيرة في عدد الجنود المصابين بحلول 2030، مما سيرفع ميزانية إعادة التأهيل من 3.7 مليارات شيكل في 2019 إلى 10.7 مليارات شيكل.

- **إحصائيات الحرب الحالية وتأثيرها النفسي والجسدي**: منذ بدء الحرب على غزة في أكتوبر 2023، قُتل 706 جنود وأصيب 10646، منهم 35% يعانون من ردود فعل نفسية و37% من إصابات في الأطراف، مما يزيد الضغط على نظام الرعاية الصحية.

في أحد أروقة مستشفى رمبام في مدينة حيفا، صادف مراسل "العربي الجديد" في الآونة الأخيرة أماً عربية من فلسطينيي الداخل، بدا عليها القلق والشحوب، فيما كان ابنها يرقد في أحد الأقسام ينتظر نقله إلى أحد مراكز إعادة التأهيل، عقب إصابته بإطلاق نار على خلفية جنائية. واختصرت قصتها بالقول إن الحال ضاق بولدها الذي نفد صبره، وتأذّت نفسيته وبات عصبياً بعد انتظار طويل امتد أسابيع لنقله إلى مركز تأهيل، لكن إجابة المسؤولين تكررت في كل مرة أنه يجب انتظار خلو مكان، ذلك أن مراكز التأهيل مشغولة بتقديم العلاج لجنود مصابين جراء الحرب.

لا تتنافى هذه الحالة التي تعكس حالات كثيرة في أوساط المدنيين الذين تأخر تلقيهم علاج إعادة التأهيل بسبب منح أولوية لجنود مع المعطيات الإسرائيلية التي تُنشر بين فينة وأخرى حول حجم الإعاقات المؤكد أو المتوقع بسبب الحرب على جبهتي غزة ولبنان. وتتوقع المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، وفق معطيات جديدة، زيادة بنسبة 172% في عدد جنود الاحتلال الذي يعانون مشاكل نفسية بحلول عام 2030، وزيادة بنسبة 61% في عدد المعوقين جسدياً في الجيش الإسرائيلي، وأن تصل ميزانية قسم إعادة التأهيل، التي بلغت 3.7 مليارات شيكل في عام 2019، إلى ما لا يقل عن 10.7 مليارات شيكل في عام 2030.

ونشرت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية بيانات، اليوم الخميس، تظهر أنه عشية الحرب، في سبتمبر/ أيلول 2023، تلقّى حوالي 62 ألف شخص العلاج في جناح إعادة التأهيل، منهم حوالي 11 ألف مصاب بمشاكل نفسية. وبحسب توقعات وزارة الأمن، بحلول نهاية عام 2024، سيعالج جناح إعادة التأهيل 78 ألف شخص معوق، منهم 15 ألف شخص يعانون من إعاقة شديدة، وبحلول عام 2030، سيعالج الجناح 100 ألف شخص (زيادة بنسبة 61% في عدد معوّقي جيش الاحتلال)، منهم حوالي 30 ألف متضرر من مشاكل نفسية (زيادة بنسبة 172% في عدد المصابين نفسياً).

وتظهر البيانات أيضاً أن الميزانية المخصصة لتأهيل المعوقين في عام 2019 بلغت 3.7 مليارات شيكل سنوياً. وحتى عام 2022، زادت الميزانية بشكل رئيسي بسبب الإصلاحات التي نفذتها وزارة الأمن في علاج المعوقين جسدياً ونفسياً، وبلغت خمسة مليارات شيكل. وبحسب التقديرات، بحلول نهاية عام 2024، ستكون الميزانية 7.3 مليارات شيكل سنوياً، ومن المتوقع أن ترتفع إلى 10.7 مليارات شيكل سنويا في عام 2030.

ومن المتوقع أيضاً زيادة ميزانية تعويضات عائلات الجنود القتلى. في الأعوام 2020-2022 كانت الميزانية 1.7 مليار شيكل سنوياً، وفي عام 2023 بلغت 1.8 مليار شيكل سنوياً، وبحلول نهاية عام 2024 سترتفع إلى 2.4 مليار شيكل سنوياً، وفي عام 2030 ستصل حسب التقديرات إلى نحو 2.6 مليار شيكل سنوياً.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه مجرد تقديرات يمكن أن تتغير تبعاً للوضع العملياتي للجيش، وبالتأكيد إذا اندلعت حرب في الشمال، الأمر الذي قد يؤدي وفقاً للتقديرات إلى سقوط العديد من القتلى في صفوف المدنيين وبالطبع في صفوف قوات الاحتلال. ووفقاً لبيانات الجيش المنشورة على موقعه الإلكتروني، فقد قُتل منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي 706 جنود إسرائيليين، 340 منهم منذ بدء العملية البرية في 27 أكتوبر الماضي. وسقط 53 من القتلى في حوادث عملياتية، منهم 28 بنيران صديقة، وخمسة بسبب أخطاء في إطلاق النار، بالإضافة إلى 20 في حوادث وسائل قتالية، وأسلحة، ودهس، وحوادث طرق.

وتظهر بيانات محدّثة لقسم إعادة التأهيل في وزارة الأمن أن الوزارة اعترفت حتى الآن بـ10646 جريحاً وجريحة جراء الحرب الحالية على قطاع غزة، التي تطلق عليها إسرائيل اسم "السيوف الحديدية"، وبحسب البيانات، يتم استقبال أكثر من 1000 جريح جديد شهرياً. ومن بين الجرحى والمصابين الذين أصيبوا في الحرب الحالية، أظهر حوالي 35% منهم ردود فعل نفسية، أو ردود فعل ما بعد الصدمة، فيما يعاني 37% جراء إصابات في الأطراف. وتفيد المعطيات بأن 68% من الجرحى هم من جنود الاحتياط، 51% منهم تراوح أعمارهم بين 18 و30 عاماً، و31% تراوح أعمارهم بين 30 و40 عاماً.

قلق واكتئاب وصعوبات في التواصل

ويواجه أكثر من 3 آلاف جريح، أي حوالي 29% من الجرحى، أضراراً نفسية كضرر رئيسي، بما في ذلك القلق، والاكتئاب، وما بعد الصدمة، وصعوبات في التكيّف والتواصل. 9% يعانون من إصابات داخلية، و7% يعانون من إصابات في العمود الفقري. وتختلف البيانات الموجودة على موقع جيش الاحتلال الإسرائيلي قليلاً، حيث أصيب وفقاً لها 4428 جندياً منذ بداية الحرب، منهم 658 بجروح خطيرة، و1119 بجروح متوسطة، و2651 بجروح طفيفة. ولا تشمل هذه الأرقام من وصولوا إلى غرف الطوارئ دون أن يمكثوا في المستشفيات، كما لا تشمل من لم يتم تحديد مدى خطورة إصاباتهم.

المساهمون