"اللائحة الموحدة".. يسار دنماركي يجعل فلسطين جزءاً من حملته الانتخابية

05 يونيو 2024
من نشاطات حزب "أنهيدسليستن" الدنماركي الداعم لفلسطين، مارس 2024 (العربي الجديد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- الدنمارك تشهد منافسة حادة في انتخابات البرلمان الأوروبي، حيث يبرز حزب "أنهيدسليستن" اليساري بقوة، معتمدًا على قضية فلسطين في حملته الانتخابية ويقدم بيير كلاوسن كمرشح رئيسي.
- حزب "اللائحة الموحدة" يعتبر دعم قضية فلسطين جزءًا من هويته السياسية، مشكلاً جبهة موحدة مع أحزاب أخرى للمطالبة بالاعتراف الدنماركي بدولة فلسطين، مستمرًا في هذا النهج حتى بعد اعتراف السويد.
- يتوقع لحزب "اللائحة الموحدة" تحقيق نتائج جيدة بفضل مواقفه المناهضة للعنصرية ودعمه للقضية الفلسطينية، مع دور مهم للجيل الشاب والجاليات الأخرى في دعمه، مما يعكس تأثيره في السياسة الدنماركية.

تتنافس الأحزاب الدنماركية من مختلف التيارات السياسية على 15 مقعدا مخصصة لبلدها في انتخابات البرلمان الأوروبي غدا الخميس. ويبرز في معسكر اليسار الدنماركي حزب "أنهيدسليستن" اللائحة الموحدة. فانسجاما مع مواقفه التاريخية ذهب هذا الحزب إلى جعل قضية فلسطين أحد أهم عناوين حملته الانتخابية.

ويقدم الحزب أحد أبرز مؤسسيه ومرشحيه، بيير كلاوسن، مرفقا بالعلم الفلسطيني، والتعهد بأن يجري بالاتفاق مع كتلة اليسار والخضر في البرلمان الأوروبي القادم طرح الاعتراف بدولة فلسطين وبحدودها دولةً مستقلة محتلة أراضيها، إلى جانب طرحه ضرورة اعتراف كوبنهاغن بذلك مثلما فعلت الجارة النرويج وقبلها السويد.

الصورة
بوستر خزب أنهيدسليستن الدنماركي
بوستر للحزب ويظهر فيه العلم الفلسطيني إلى جانب بيير كلاوسن (تلفزين دي آر الدنماركي)

موقف "اللائحة الموحدة" ليس جديدا على مستوى تأييد النضال الفلسطيني وحقوق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير والاستقلال، لكنه وضعها على أجندة ترشح الحزب إلى برلمان أوروبا يحمل رمزية خاصة هذه المرة على مستوى داخلي وأوروبي. فمنذ أن تأسس الحزب اليساري في 1989، على أعتاب انهيار جدار برلين، مشكلا ما يشبه جبهة يسارية انضم إليها أعضاء الحزب الشيوعي وحزب اليسار الاشتراكي (الذي حل نفسه أواخر الثمانينيات)، وهو يطرح تأييده للقضية الفلسطينية، وبتأثير شخصيات كانت تُحسب على اليسار الثوري الأوروبي.

ومنذ دخوله الأول إلى برلمان بلده في العام 1994، لم يتوقف الحزب عن طرح مشترك مع حزب الشعب الاشتراكي، ولاحقا يسار الوسط في "راديكال فينسترا"، حول ضرورة اعتراف الدنمارك بدولة فلسطين. وبقي الطرح قائما حتى بعد اعتراف السويد بالدولة الفلسطينية، فمارست تلك الأحزاب المزيد من الضغوط التي أثمرت عن رفع التمثيل الدبلوماسي لفلسطين، حيث لم يحقق مطلب الاعتراف الرسمي أغلبية برلمانية، رغم وجود أكثر من مبادرة شعبية وقع من خلالها عشرات الآلاف على عريضة تدعو البرلمان في كوبنهاغن لمناقشة الاعتراف بفلسطين دولةً مستقلة (وتسمى المبادرة الشعبية بعد توقيع 50 ألف مواطن لفرض مناقشة القضية المطروحة).

ومنذ بداية الحرب على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي برز "اللائحة الموحدة" و"الشعب الاشتراكي" كأكثر حزبين لم يحيدا عن دعم الحقوق الفلسطينية، دون الانقياد وراء السردية الصهيونية. وطرح الحزب في كل الحروب الماضية على غزة ضرورة مناقشة البرلمان (خاصة في 2014) ملاحقة الدنماركيين الذين يلتحقون بجيش الاحتلال، سواء بالتجنيد أو كمرتزقة، مثلما جرت ملاحقة من ذهب للقتال في سورية.

ويلعب الجيل الشاب في صفوفه، وخصوصا منظمته الشبابية (الشباب الاشتراكي) دورا كبيرا في الفعاليات الداعية لمقاطعة دولة الاحتلال عسكريا، وخاصة في فعاليات محاصرة مصنع تيرما العسكري في آرهوس وكوبنهاغن، والذي يصدر معدات تستخدم في طائرات أف 35 في قصف غزة. كذلك تبرز في صفوف "اللائحة الموحدة" شخصيات قيادية لم تغير مواقفها المساندة للحقوق الفلسطينية، مثل مرشحها الأبرز كلاوسن وأعضاء قيادة الحزب مثل سورن سونداغورد وكريستيان يول ويهنا شميدت نيلسن، وعضو البرلمان الأوروبي نيكولاي فيلومسن، المغادر لمقعده بعدما بقي فيه منذ 2019، وهانس يروغن فاد وجون غراوسغورد، وغيرهم الكثيرون من جيل الشباب المؤيدين للقضية الفلسطينية بصورة مبدئية.

يتوقع لحزب اللائحة الموحدة تحقيق نتيجة جيدة في انتخابات البرلمان الأوروبي الأحد القادم. وفي العادة يحصل الحزب على الكثير من أصوات الفلسطينيين الدنماركيين، وباقي الجاليات، التي تراه الحزب الأكثر تمثيلا لمصالحها، وخصوصا على مستوى عمله الدؤوب لمكافحة العنصرية والتمييز والمطالبة بتكافؤ الفرص وفرض المساواة. أضف إلى ذلك أن تحول العلم الفلسطيني إلى جزء من الحملة الانتخابية سيجذب لهذا الحزب آلاف الأصوات العربية والفلسطينية هذه المرة.

ومن الجدير ذكره أن حزب اللائحة الموحدة (لديه اليوم تسعة برلمانيين وخسر أربعة في 2022) شكل أرضية برلمانية لحكومة رئيسة وزراء يسار الوسط الأسبق هيلي تورنينغ شميت بين 2011 و2015، كما شكل أرضية برلمانية لرئيسة الحكومة الحالية ميتا فريدركسن بعد انتخابات 2019، إلى أن اختارت التحالف بعد انتخابات 2022 مع يمين الوسط.