الكويت: تعيين رئيس الوزراء نائباً للأمير في غيابه

21 ابريل 2024
الشيخ مشعل الأحمد الصباح يؤدي اليمين بمجلس الأمة أميراً للكويت، 30 ديسمبر 2023 (الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- أصدر أمير الكويت قراراً بتعيين الشيخ أحمد العبد الله نائباً له خلال غيابه، لملء فراغ شغور منصب ولي العهد، حيث أدى الشيخ أحمد اليمين الدستورية أمام الأمير.
- القرار يأتي في إطار التقاليد الدستورية والسياسية للكويت التي تتطلب اختيار ولي العهد في غضون عام من تولي الأمير الحكم، ومبايعته من قبل مجلس الأمة.
- يعكس التأخير في تعيين ولي العهد مرحلة انتقالية في الحياة السياسية للكويت، مما يبرز دور البرلمان في تأكيد الاستقرار السياسي ويشير إلى تغيير في تقاليد تعيين أولياء العهد.

أصدر أمير الكويت، الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، اليوم الأحد، أمراً أميرياً بتعيين رئيس مجلس الوزراء، الشيخ أحمد العبد الله الأحمد الصباح، نائباً للأمير أثناء غيابه عن البلاد، وفق ما أوردته وكالة الأنباء الرسمية (كونا). وأدى الشيخ أحمد العبد الله الصباح، اليوم، في قصر بيان، اليمين الدستورية أمام أمير الكويت.

وجاء في المادة 2 من نصّ الأمر الأميري، أن "يستمر العمل بهذا الإجراء إلى حين تعيين وليّ العهد"، في ظل شغور منصب وليّ العهد حتى اللحظة، والذي تُوكل إليه مهام الإنابة عن الأمير في حال غيابه عن البلاد وممارسة كل صلاحياته الدستورية. كما ألغت المادة 3 من الأمر الأميري، "كل نص يتعارض مع أحكام هذا الأمر"، بعدما كان قد صدر في 24 يناير/ كانون الثاني الماضي، أمراً أميرياً بتعيين رئيس حكومة تصريف الأعمال، المُستقيلة أخيراً عقب انتخابات مجلس الأمة (البرلمان)، التي جرت في 4 إبريل/ نيسان، الشيخ محمد صباح السالم الصباح، نائباً للأمير طوال فترات غياب الأمير عن البلاد حتى حين تعيين وليّ العهد.

وما زال ينتظر الكويتيون اختيار أمير الكويت الجديد، الشيخ مشعل الأحمد الصباح، لوليّ عهد البلاد القادم، منذ أدائه اليمين الدستورية في 20 ديسمبر/ كانون الأول الماضي أمام البرلمان، في جلسة خاصة علنية لممارسة صلاحياته حاكماً للبلاد. ووفق الدستور الكويتي، فإن أمير الكويت يختار وليّ العهد في مدة أقصاها عام من تقلّده الحكم، ويستوجب بعد ذلك أن يُبايعه مجلس الأمة في جلسة خاصة بموافقة أغلبية أعضائه، ويملك البرلمان صلاحية رفض المرشح لمنصب ولاية العهد بالتصويت، وفي هذه الحالة يُزكّي الأمير لولاية العهد ثلاثة أسماء على الأقل، على أن يُبايع المجلس أحدهم وليّاً للعهد.

وزكّى أول أمير في الكويت تقلّد منصبه بعد إعلان صدور الدستور عام 1962، الشيخ صباح السالم المبارك الصباح، الذي حكم البلاد في نوفمبر/ تشرين الثاني 1965، خلفه الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح بعد 6 أشهر تقريباً، وزكّى الأخير عقب توليه مقاليد الحكم في ديسمبر/ كانون الأول 1977 الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح وليّاً للعهد بعد نحو شهر تقريباً.

أما الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، الذي تولّى الحكم في يناير 2006، فقد زكّى الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح وليّاً للعهد بعد مُضي 9 أيام، فيما زكّى الأخير أمير الكويت الحالي الشيخ مشعل الأحمد الصباح بعد 8 أيام من توليه الحكم في أواخر سبتمبر/ أيلول 2020.

وسجّلت انتخابات البرلمان الأخير سابقة في تاريخ الكويت، إذ جرت لأول مرة في ظل بقاء منصب وليّ عهد البلاد شاغراً، في حين كان أمراء الكويت السابقون يختارون وليّ العهد إما في غياب البرلمان وإما أثناء انعقاده، ولم يسبق أن عُقدت أية انتخابات من بدء التجربة النيابية في البلاد عام 1963 من دون تعيين وليّ للعهد.

وكان من أبرز محطات البرلمان الكويتي طوال أكثر من ستين عاماً، هو حسمه "أزمة الحكم" في البلاد عام 2006، بعد وفاة الأمير الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح، وتمسّك وليّ العهد الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح بتنصيبه حاكماً، على الرغم من تعذر تأديته اليمين الدستورية أمام البرلمان بسبب تدهور حالته الصحية، ما أدى إلى تصويت مجلس الأمة بالإجماع على عزله، وتنصيب رئيس مجلس الوزراء آنذاك، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حاكماً للبلاد.

المساهمون