مؤشرات انفراجة بالأزمة الأوكرانية: تأكيد روسي لسحب قوات على الحدود وكييف تعلن عن "تفادي تصعيد"

15 فبراير 2022
القوات الروسية عادت إلى قواعدها بعد انتهاء التدريبات (الأناضول)
+ الخط -

في مؤشرات إلى انفراجة في الأزمة الأوكرانية المتصاعدة منذ أسابيع، أكد الكرملين، اليوم الثلاثاء، بدء عملية سحب جزء من القوات الروسية المنتشرة عند الحدود مع أوكرانيا، لكنه شدد على أن روسيا ستواصل تحريك جنودها في أنحاء البلاد كما تراه مناسباً، فيما أعلنت أوكرانيا أن جهودها الدبلوماسية المشتركة مع حلفاء غربيين "نجحت في تفادي تصعيد روسي أكبر".

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، للصحافيين: "قلنا دائماً إنه بعد انتهاء التدريبات سيعود الجنود إلى قواعدهم الدائمة. ما من جديد هنا. إنها عملية عادية".

وكانت وزارة الدفاع الروسية قد قالت، الثلاثاء، إن جزءاً من القوات المنتشرة قرب الحدود مع أوكرانيا، والبالغ عددها أكثر من 100 ألف عسكري، باشر بالعودة إلى ثكناته بعد الانتهاء من مناورات عسكرية.

بدوره، قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا للصحافيين: "تمكنّا نحن وحلفاؤنا من الحؤول دون قيام روسيا بمزيد من التصعيد. نحن في منتصف شباط/فبراير، ونرى أن الدبلوماسية لا تزال مستمرة".

 

وتأتي تصريحات كوليبا غداة ترك روسيا المجال مفتوحاً أمام مزيد من المحادثات مع دول الغرب، بهدف وضع حد لأزمة نجمت عن معارضة موسكو لتوسع حلف شمال الأطلسي في شرق أوروبا، واحتمال انضمام أوكرانيا إلى الحلف.

 

ويشكك مسؤولون أوكرانيون منذ أسابيع في تقارير للاستخبارات الأميركية تشير إلى أن روسيا تستعد لهجوم وشيك على جارتها الواقعة غرباً.

غير أن كوليبا شدد على أن منسوب التوتر لا يزال مرتفعاً عند الحدود الأوكرانية، وأنه لا يزال يتعين على روسيا سحب قواتها الباقية.

وقال: "لدينا قاعدة: لا تصدق ما تسمعه، بل ما تراه. عندما نرى انسحاباً، سنصدق حصول خفض للتصعيد".

جونسون: معلومات الاستخبارات "لا تزال غير مشجعة"

في غضون ذلك، أكد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، اليوم الثلاثاء، أن معلومات الاستخبارات المتعلقة بالوجود الروسي على الحدود الأوكرانية "لا تزال غير مشجعة"، رغم الإعلان عن سحب بعض القوات وقول موسكو إنها "منفتحة على الحوار".

وقال في ختام اجتماع أزمة حول أوكرانيا، إن "روسيا تبدي انفتاحاً على الحوار، لكن من الجانب الآخر، معلومات الاستخبارات التي لدينا اليوم لا تزال غير مشجعة"، مشيراً إلى أن "مستشفيات ميدانية روسية أقيمت قرب الحدود الأوكرانية في بيلاروسيا"، و"المزيد من المجموعات التكتيكية تقترب من الحدود"، وأضاف أن "الإشارات متفاوتة حتى الآن".

حلف الأطلسي ينتظر ردّ موسكو على المقترحات الأمنية

بدوره، أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، اليوم الثلاثاء، أن الحلف ما زال ينتظر الرد الروسي على مقترحاته الأمنية، مشيراً للصحافيين في بروكسل قبل اجتماع لوزراء دفاع الحلف يبدأ غداً الأربعاء ويستمر يومين، إلى أنه "نأمل أن نتلقى إجابة من روسيا على رسالتنا قريباً".

بوتين يرفض طلب الدوما الاعتراف باستقلال دونباس عن أوكرانيا

إلى ذلك، رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الثلاثاء، طلب مجلس الدوما (النواب) الاعتراف باستقلال "جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين" المعلنتين من طرف واحد، قائلاً: "سأنطلق من أنه يجب علينا بذل قصارى الجهود لحلّ مشكلات دونباس انطلاقاً من الوفاء باتفاقات مينسك التي لم يتم استنفاد فرصها بعد. نأمل كثيراً في أن شركاءنا وراء المحيط، وفي أوروبا، وبالدرجة الأولى ألمانيا وفرنسا، سيكون لهم التأثير اللازم على السلطات الحالية في كييف، وسيتم التوصل إلى حلّ".

وقرر مجلس الدوما الروسي، في وقت سابق اليوم الثلاثاء، إحالة طلب الاعتراف بـ"جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك" المعلنتين من طرف واحد شرقيّ أوكرانيا، إلى بوتين.

وقال رئيس مجلس الدوما فياتشيسلاف فولودين، على قناته على "تيليغرام": "اتخذ النواب خلال الجلسة العامة قرار إحالة الطلب على الرئيس للنظر في مسألة الاعتراف بجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين بصفتهما دولتين مستقلتين ذاتا سيادة".

وأضاف فولودين: "لا تلتزم كييف باتفاقات مينسك. يحتاج مواطنونا المقيمون في دونباس إلى العون والدعم"، وتابع في هذا السياق: "يرى النواب أن الاعتراف بجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين سيشكل قاعدة لتقديم ضمانات أمنية وحماية سكان الجمهوريتين من التهديدات الخارجية، وكذلك لتعزيز السلام الدولي والاستقرار الإقليمي، وفق أهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وبداية للاعتراف الدولي بالدولتين".

وحصل أكثر من 700 ألف من سكان دونيستك ولوغانسك على أوراق الهوية الروسية.

من جهته، أكّد وزير الخارجية الأوكراني دميتري كوليبا أن كييف ستعتبر اعتراف موسكو بالجمهوريتين المعلنتين من طرف واحد، بمثابة انسحاب روسيا من اتفاقات مينسك للتسوية الأوكرانية.

ومن اللافت أن طلب الدوما جاء بعد ساعات معدودة من إعلان وزارة الدفاع الروسية، صباح اليوم، عن بدء سحب القوات من المناطق القريبة من الحدود مع أوكرانيا، وسط تهدئة التوتر الجيوسياسي والعسكري.

وكانت كتلة الحزب الشيوعي الروسي وقياديان بحزب "روسيا الموحدة" الحاكم قد أحالوا في وقت سابق مشروعي طلب الاعتراف بدونباس، قبل البت في إحالته إلى بوتين اليوم.