قررت القيادة الفلسطينية في اجتماعها الذي عقدته، مساء الأربعاء، الاتفاق على تشكيل لجنة لدراسة الخيارات الواجب اتخاذها على المستويات كافة، والاتفاق على استراتيجية عمل موحدة للشعب الفلسطيني.
وخلص الاجتماع الذي انتهى في ساعة متأخرة من مساء الأربعاء، إلى "مواصلة التحرك عربياً ودولياً وفي المحافل الدولية من أجل وقف الاعتداءات الإجرامية الإسرائيلية على شعبنا في القدس وغزة وكل مكان".
وقاطعت "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" الاجتماع، فيما لم تُدعَ حركة "المبادرة الوطنية"، وكان الرئيس محمود عباس قد دعا أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واللجنة المركزية لحركة "فتح" وشخصيات مقربة منه إلى حضور الاجتماع.
واعتبر القيادي في "الجبهة الشعبية" عمر شحادة، "أن الانتفاضة المتدحرجة على امتداد أرض فلسطين، وما جرى في أراضي الـ 48 المحتلة بمثابة يوم قدس جديد شقيق ليوم الأرض، حيث أعلن الشعب الفلسطيني في داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 رغم سياسات التهويد والأسرلة أنه جزء من الشعب الفلسطيني في تحرير أرضه".
وتابع شحادة، في تصريحات لـ"العربي الجديد": "وفي الوقت نفسه، كشفت هذه التطورات عن التزايد المتواصل لدور غرفة المقاومة المشتركة وقوى المقاومة وازدياد دورها وتأثيرها في صناعة القرار الفلسطيني الميداني والقرار السياسي عموماً، ما يعني الانتقال التدريجي لمركز القرار السياسي الوطني والميداني إلى قطاع غزة، باعتبارها تحولت إلى مركز يستجيب لتطلعات الشعب الفلسطيني، ليس في الضفة والقطاع فحسب، بل في أراضي الـ 48 المحتلة".
ويرى شحادة أن "هذا الأمر بات يضع القيادة الفلسطينية أمام خيارين، إما المغادرة النهائية من مستنقع أوسلو ورهاناته العقيمة على خرافة حلّ الدولتين ومفاوضات ثنائية برعاية الرباعية والإدارة الأميركية، أو اللحاق بقرارات اجتماع الأمناء العامين وما تضمنه من عقد انتخابات بمراحلها الثلاث: رئاسية وتشريعية ووطنية، وصولاً إلى مجلس وطني توحيدي جديد يضم الجميع الفلسطيني، ويصوّب وضع المؤسسات الفلسطينية ووضع منظمة التحرير بما يعيد الاعتبار لها وتشكيل قيادة جديدة من كل القوى السياسية والوطنية لاستعادة برنامج منظمة التحرير على قاعدة برنامج الشراكة والمقاومة والوحدة بديلاً من أوسلو والتزاماته".
وأكدت القيادة، في بيان لها، أنّ "الهدف الاستراتيجي يجب أن يبقى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي عن أرض دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية، وإلى حين ذلك يجب التمسك بالأرض والبقاء صامدين فيها، وأن تقوم منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد بدورها في لمّ الشمل ورصّ الصفوف من أجل الدفاع عن القدس والمقدسات ونيل الشعب الفلسطيني حريته واستقلاله".
وجاء في البيان التشديد على أن القدس "يجب أن تبقى عنوان الصراع، باعتبارها قلب فلسطين وعاصمتها الأبدية، وبالتالي علينا العمل لتعزيز صمود أهلها، وإسناد شبابها وشاباتها وكذلك تعزيز صمود أهلنا في جميع الأراضي الفلسطينية، والالتفاف حول القدس والدفاع عن المسجد الأقصى وكنيسة القيامة والتصدي لجرائم إسرائيل من طرد سكان حيّ الشيخ جراح والتصدي لهدم المنازل في القدس وجميع الأراضي الفلسطينية".
وشدد البيان على "الوقوف صفاً واحداً لتعزيز المقاومة الشعبية السلمية في القدس وجميع المدن الفلسطينية، وإسناد أهلنا في قطاع غزة وتوفير مقومات الصمود لهم في مواجهة الاعتداءات الهمجية الإسرائيلية".