أعلن متحدث عسكري عراقي، اليوم الأربعاء، أن القوات العراقية وطيران التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، نفذا خلال الأسبوعين الأخيرين 312 ضربة جوية في سلسلة جبال مخمور جنوب شرقيّ نينوى على الحدود مع محافظة أربيل شماليّ العراق، أدت إلى تصفية 27 عنصراً من "داعش" وتدمير عشرات المواقع التابعة له.
وقال المتحدث العسكري باسم رئيس الوزراء العراقي، اللواء الركن يحيى رسول، في بيان صحافي، إنّ "عملية الأسد المتأهب التي انطلقت في التاسع من الشهر الحالي في سلسلة جبال مخمور (قره جوخ) جنوب شرقيّ نينوى والتي استهدفت بقايا عصابات داعش الإرهابية، شهدت أسلوباً تكتيكياً مُتقدماً من خلال نشر مفارز قناصين على مسافةٍ من مداخل الكهوف والأوكار ومخارجها في المناطق الشاهقة التي لا يُمكن الوصول إليها بالعجلات (العربات) العسكرية، الأمر الذي مكّن بقايا داعـش من التخفي فيها".
وأضاف البيان أنّ طيران التحالف والطيران العراقي شاركا في إسناد قوات مكافحة الإرهاب من خلال توجيه 312 ضربة جوية، "كان لها دور مهم من خلال تدمير 120 كهفاً وموقعاً سبّبت قتلهم وهروبهم (عناصر داعش) بعد انهيارها عليهم"، متحدثاً عن استسلام عدد من عناصر التنظيم.
وأوضح البيان أنّ العملية المستمرة منذ 14 يوماً قتل فيها 27 عنصراً من تنظيم "داعش"، "ممن رُصد قتلهم مباشرةً، فيما لم تتسنّ معرفة عدد القتلى الذين طُمرت جُثثهم تحت الصخور الجبيلة"، وفقاً للبيان الذي أشار إلى مشاركة قوات "البشمركة" الكردية في العملية.
بتوجيه من القائد العام للقوات المُسلحة @MAKadhimi وبإشراف من قبل رئيس جهاز مُكافحة الإرهاب، ومنذ الـ ٩ من أذار للعام ٢٠٢١ إنطلقت عملية " الأسد المُتاهب " في سلسلة جبال مخمور جنوب شرقي مدينة الموصل والتي إستهدفت بقايا عصابات #داعش الإرهابية. pic.twitter.com/dFoHvpcjfa
— يحيى رسول | Yehia Rasool (@IraqiSpoxMOD) March 24, 2021
وتقع جبال قره جوخ، في قضاء مخمور جنوب شرقيّ نينوى ويصل طولها إلى قرابة 40 كيلومتراً، وتتميز بصعوبة تضاريسها وكثرة الكهوف والملاجئ والممرات الجبلية فيها.
وتحولت المنطقة الجبلية، في الأشهر الأخيرة، إلى واحدة من أبرز معاقل تنظيم "داعش"، في العراق، خاصة بعد معلومات تشير إلى تسلل مسلحين من التنظيم من الأراضي السورية المجاورة واختبائهم في تلك المناطق، وبدء تنفيذهم اعتداءات إرهابية على مناطق وبلدات عراقية مجاورة.
وبالتزامن مع الإعلان، ذكر بيان عراقي أمني منفصل، صباح اليوم الأربعاء، أنّ مقاتلات تابعة للتحالف الدولي نفذت 13 ضربة جوية استهدفت مخابئ لمسلحي "داعش" في المنطقة ذاتها.
وبحسب بيان نقلته وكالة الأنباء العراقية (واع)، فإنّ الضربات الجوية للتحالف الدولي، أدت إلى تدمير 18 وكراً جديداً لتنظيم "داعش" وقتل عدد من المسلحين.
وحول ذلك، قال الخبير بالشأن العراقي، أحمد النعيمي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "استمرار محاصرة قوات جهاز مكافحة الإرهاب سلسلة جبال قره جوخ بالكامل ضمن منطقة مخمور جنوب شرقيّ نينوى، يؤكد أنّ العملية لم تنتهِ لغاية الآن، وأن هناك جيوباً ما زالت ناشطة فيها"، متوقعاً ألّا تنتهي العمليات العسكرية في المنطقة قريباً.
وأضاف النعيمي أنّ "القوات العراقية تحقق نجاحاً واضحاً في حربها ضد بقايا داعش على عكس الجانب الثاني من الملف الأمني في تغول نفوذ المليشيات المسلحة بالعاصمة بغداد ومدن أخرى وهيمنتها على القرار الأمني"، معتبراً أنّ "نجاح القوات العراقية في تحقيق استقرار أمني على مستوى خطر تنظيم داعش، ووقف عملياته الإرهابية، من شأنه دحض ذرائع المليشيات المستمرة في انتشارها بمناطق عدة من البلاد، حيث تمارس من خلالها أجندات ذات أبعاد سياسية معروفة تحت غطاء الحرب على الإرهاب"، وفقاً لقوله.