القوات العراقية تحبط مخطط "غزوة رمضان" لـ"داعش"

01 ابريل 2022
تواصل القوات العراقية عملياتها ضد تنظيم "داعش" (أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -

كشف المتحدث باسم قيادة العمليات العراقية المشتركة، اللواء تحسين الخفاجي، في حديث مع "العربي الجديد"، أمس الخميس، عن إحباط مخطط واسع لتنظيم "داعش"، يستهدف مدناً وبلدات عديدة خلال شهر رمضان (يبدأ غداً السبت)، والإيقاع بعدد من خلايا التنظيم التي كانت تستعد للمشاركة بتلك الهجمات.

عملية استباقية ضد "داعش" تُفشل "غزوة رمضان"

وبدأت وحدات من الجيش العراقي، مدعومة بغطاء جوي واسع، منذ أربعة أيام، عملية مشتركة تحت اسم "الإرادة الصلبة" مع وحدات قتالية خاصة إلى جانب قوات الشرطة والحشد الشعبي، في ثلاث محافظات شمالي وغربي البلاد، هي الأنبار وصلاح الدين ونينوى، تستهدف خلايا وبقايا تنظيم "داعش"، في أول حملة عسكرية من نوعها منذ نحو شهرين.

وقال الخفاجي، لـ"العربي الجديد"، إن داعش كان ينوي تنفيذ مخططه، من خلال ما يسميه "غزوة رمضان"، في مدن عراقية عدة، وأضاف أن "قواتنا نجحت في الإيقاع بعناصر خلايا إرهابية وتدمير مضافات (مخابئ) عديدة للتنظيم، ومصادرة أسلحة ومتفجرات، ضمن عملية استباقية أحبطت مخطط داعش".

الخفاجي: العثور على وثائق مهمة تخص تنظيم داعش وبعض مخططاته لشن ما تعرف بغزوة رمضان

وأوضح أن "مخطط التنظيم كان يحدد أهدافاً معينة، وعملية الإرادة الصلبة التي أطلقناها، استهدفت هذا المخطط، وتم فعلاً إفشاله من خلال مداهمة أوكار التنظيم التي كان يخطط للانطلاق منها لتنفيذ هجماته".

وأشار الخفاجي إلى "العثور على وثائق مهمة جديدة تخص تنظيم داعش وبعض مخططاته لشن ما تعرف بغزوة رمضان، وبهذا النجاح الأمني والعسكري، تم إفشال مخطط التنظيم قبل انطلاقه خلال شهر رمضان المبارك".

العملية ضد "داعش" تتواصل خلال رمضان

وكشف الخفاجي عن أن "العمليات الأمنية والعسكرية ستبقى متواصلة خلال شهر رمضان، لا سيما أن هناك خطة خاصة لهذا الشهر، لمنع حصول أي خروقات أمنية أو عمليات إرهابية قد تستهدف المدنيين بكافة المدن والمحافظات، وهناك جهد استخباراتي كبير يعمل في كافة المحافظات، وهو يفشل بين حين وآخر عمليات إرهابية خطيرة قبل تنفيذها".

ومنذ أيام، تواصل القوات العراقية عملية "الإرادة الصلبة" بمحافظات الأنبار وصلاح الدين ونينوى، بمساحة مناطق مستهدفة تقدر بأكثر من 180 كيلومتراً، ضمن شريط شمال غربي العراق المرتبك أمنياً. ويأتي ذلك بعد إعلانات متتالية للقوات العراقية عن تحقيقها نجاحات مهمة في الحرب على الإرهاب.

وبدت لافتة في العملية مشاركة وحدات خاصة من جهاز مكافحة الإرهاب والاستخبارات العسكرية. وبشأن ذلك، قال مسؤول عسكري عراقي لـ"العربي الجديد"، إن "العراق ما زال بحالة استنفار على حدوده الشمالية الغربية مع سورية منذ الهجوم على سجن غويران في الحسكة السورية في يناير/ كانون الثاني الماضي، والتأكد من فرار قسم من السجناء منه، بينهم عراقيون".

لكن المسؤول الذي فضل عدم ذكر اسمه، أكد أنه "من غير المعلوم ما إذا كانت هناك خلايا تخطط لتنفيذ هجمات غير تلك التي تم إحباطها في الأيام الماضية. لذا، فإن حالة التأهب وعمليات التفتيش والتتبع ستتواصل، خاصة مع مخاوف من ارتدادات الأزمة السياسية الحالية على الملف الأمني، وإمكانية استغلال أي خرق أمني من قبل الأحزاب".

وتحدث المسؤول عن "تعاون واضح مع القوات العراقية من قبل السكان المحليين في المناطق المستهدفة بالعمليات".

مسؤول عسكري: حالة التأهب وعمليات التفتيش والتتبع ستتواصل

وأمس الخميس، قال نائب قائد العمليات المشتركة، الفريق الأول الركن عبد الأمير الشمري، في تصريحات صحافية، إن "عملية الإرادة الصلبة متواصلة من قبل قطعات الجيش العراقي والحشد الشعبي في مناطق صحراء الأنبار، شمالي الفرات، وكذلك غرب وادي الثرثار وجنوب الحضر بالمحافظة".

وأوضح أن "القطاعات دخلت هذه المناطق الواسعة وحققت نتائج جيدة، منها العثور على مضافات، والسيطرة على سيارات الإرهابيين"، كاشفاً عن "تنفيذ ضربات جوية جديدة ضد جيوب تابعة للتنظيم في كركوك وقرب تكريت".

وأكد الشمري أنه "خلال الشهرين الماضيين، تم قتل 60 عنصراً من التنظيم في مناطق متفرقة من العراق، والعملية الحالية تميّزت بالتعاون والتنسيق بين قطعات الجيش والحشد الشعبي، وكذلك الاستطلاع الجوي المستمر، والعملية تسير وفق ما هو مخطط لها".

تطور في أداء الأجهزة الاستخبارية العراقية

في الإطار ذاته، قال الخبير في الشأن الأمني العراقي أحمد الشريفي، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "تنظيم داعش يبدأ تصعيد عملياته خلال شهر رمضان، ضمن ما يُطلق عليه اسم غزوة رمضان، إذ يستغل هذا الشهر لكثرة التجمعات البشرية فيه. وخلال السنوات الماضية، نفّذ عمليات كهذه، ما أسفر عن سقوط مئات الشهداء والجرحى".

ورأى الشريفي أن "هناك تطوراً كبيراً في أداء الأجهزة الاستخباراتية العراقية، فقد أحبطت خلال الفترات الماضية الكثير من العمليات الإرهابية الكبيرة والخطيرة قبل تنفيذها، وذلك لوجود معلومات مؤكدة عن تحركات خلايا وعناصر تنظيم داعش في مختلف المدن العراقية".

وأضاف أن "العملية العسكرية الحالية (الإرادة الصلبة)، تختلف عن العمليات التي انطلقت خلال الفترات الماضية، فهذه العملية لها أهداف مرسومة مسبقاً وانطلقت وفق معلومات استخباراتية دقيقة، والهدف الأساس منها إحباط غزوة رمضان لتنظيم داعش".

أحمد الشريفي: هذه العملية ستطول من أجل منع أي خروقات خلال شهر رمضان أو أيام عيد الفطر

وعبر عن اعتقاده بأن "هذه العملية ستطول وستكون لها أكثر من صفحة، من أجل منع أي خروقات خلال شهر رمضان أو أيام عيد الفطر، فمناسبات كهذه يستغلها عناصر داعش لتنفيذ عملياتهم".

ومنذ مطلع العام الحالي، كثّفت القوات العراقية عمليات التمشيط والمداهمة لملاحقة فلول "داعش"، بالتزامن مع تزايد وتيرة هجمات التنظيم، لا سيما في المنطقة بين كركوك وصلاح الدين وديالى المعروفة باسم "مثلث الموت".

وأعلن العراق عام 2017 عن تحقيق النصر على "داعش"، باستعادة كامل أراضيه التي كان التنظيم قد اجتاحها في صيف عام 2014، وكانت تقدر بنحو ثلث مساحة البلاد. إلا أن التنظيم لا يزال يحتفظ بخلايا نائمة في مناطق واسعة في العراق ويشن هجمات في فترات متباينة.

المساهمون