لا يزال التوتر يخيم على مدينة المقدادية العراقية وضواحيها شمال شرقي محافظة ديالى الحدودية مع إيران لليوم الثالث على التوالي، وسط تسجيل موجات نزوح جديدة للسكان من مناطقهم بعد قصف نفذته فصائل مسلحة واستهدف عدة قرى ليلة أمس الخميس.
واقتحمت مليشيات مسلحة تستقل عربات تابعة لـ"الحشد الشعبي" قرية نهر الإمام، وشرعت بعمليات إعدام ميدانية لرجال ونساء داخل منازلهم، بحجة أن "الإرهابيين" الذين هاجموا قرية الرشاد قدموا منها، ما أسفر عن مقتل 12 شخصًا، بينهم سيدتان، وإحراق مركز صحي ومسجد وعدة منازل.
وكان مسلحون من تنظيم "داعش" هاجموا، الثلاثاء الماضي، قرية الرشاد التي تقطنها عشيرة بني تميم، ما أدى إلى مقتل 14 شخصًا وإصابة أكثر من 15 بجروح، قبل هجوم المليشيات المسلحة على القرية المجاورة، ما ترتب عليه حدوث موجة نزوح واسعة من القرية إلى مناطق مجاورة، دون أن تتمكن قوات الجيش والشرطة من إيقاف رد فعل المليشيات الانتقامي، والذي طاول بساتين القرية ومحطة المياه الوحيدة فيها.
وقال مسؤول أمني عراقي في قيادة شرطة محافظة ديالى، لـ"العربي الجديد"، إن "وساطات تجريها الحكومة من خلال مستشار الأمن الوطني قاسم الأعرجي مع قادة وزعماء فصائل مسلحة لمنع تكرار الهجمات على القرى المجاورة التي شهدت انتهاكات واسعة خلال اليومين الماضيين، بما فيها عمليات إعدام ميدانية"، مضيفا أن "مليشيا مسلحة نفذت جرائم تحت غطاء مسمى الثأر العشائري، وقتلت مدنيين، وأحرقت منازل وحقولا زراعية وسيارات".
ولمح المسؤول الذي تحدث عبر الهاتف من مدينة بعقوبة، لـ"العربي الجديد"، إلى "وجود دور للحكومة في عمليات النزوح الحالية من القرى، بسبب عجز الأمن عن منع وقوع الهجمات ضدهم، إذ إن رحيلهم سيمنع وقوع انتهاكات أكبر".
ووقعت عمليات التهجير في قرى نهر الإمام، والهواشة، والميثاق الأولى، والميثاق الثانية والعامرية، بشكل رئيس.
ووفقا لمصادر حقوقية في المحافظة، فإن 218 عائلة نزحت إلى منطقة الكاطون في بعقوبة، و70 عائلة إلى منطقة حمرين، وهناك نحو 250 عائلة نزحت إلى خانقين، إلا أن هذه الأرقام تبقى غير رسمية، حيث عائلات أخرى نزحت إلى إقليم كردستان ومناطق أخرى خارج ديالى، أبرزها بغداد وصلاح الدين.
وبحسب بيان لمرصد "أفاد" الحقوقي في بغداد، فإن مجموع ضحايا العمليات الانتقامية للمليشيات بلغ حتى الآن 12 مدنيا، بينهم سيدتان، إلى جانب اختفاء 3 آخرين لا يعرف مصيرهم لغاية الآن، وسط تأكيدات بتورط مليشيا "عصائب أهل الحق" و"بدر" بعمليات التصفية والتنكيل تحت أغطية الثأر العشائري في الوقت الحالي.
وقال الناشط علي القيسي، من محافظة ديالى لـ"العربي الجديد"، إن جماعات "عصائب أهل الحق" و"بدر" يمارسون عمليات العنف تحت عنوان الثأر العشائري على هجوم تنظيم "داعش" الأخير، محملين سكان القرى المجاورة مسؤولية ذلك، واصفا دور القوات الأمنية في المنطقة بـ"المتفرج".
من جهته، دعا زعيم تحالف "عزم" خميس الخنجر، في تغريدة له عبر "تويتر"، الحكومة للتدخل بوقف هجمات المليشيات على المدنيين، داعيا إلى ملاحقة المجرمين المتورطين بإحراق عشرات المنازل وقتل الأطفال والشباب الأبرياء في قرية نهر الإمام، مهما كانت صفتهم، مشيرًا إلى أن "داعش" والمليشيات وجهان لعملة واحدة.
بنفس القوة التي نحارب فيها داعش وجرائمه؛ فإننا ندعو إلى ملاحقة المجرمين الذين أحرقوا عشرات المنازل وقتلوا الأطفال والشباب الأبرياء في قرية #نهر_الإمام وهجروا أهلها، مهما كانت صفتهم وصفة من يقف خلفهم.
— خميس الخنجر (@khameskhanjar) October 27, 2021
داعش والمليشيات وجهان لعملة واحدة.
وهاجم مسلحون بزي عسكري، مساء أمس الخميس، منزلا في قرية الحد الأخضر التابعة لبلدة العبارة شمال شرقي بعقوبة، واختطفوا أحد الاشخاص واقتادوه إلى مكان مجهول، كما تعرضت البلدة إلى قصف بقذائف الهاون نفذته جهة مجهولة، دون أن يسفر عن حدوث خسائر بشرية.
وتداولت وسائل إعلام محلية وثيقة أظهرت قيام وزارة الداخلية بإعفاء قائد شرطة ديالى اللواء حامد خليل يعقوب من منصبه على خلفية التدهور الأمني الذي تشهده المحافظة منذ ثلاثة أيام.
ووفقا للوثيقة الموقعة من قبل وزير الداخلية عثمان الغانمي، فقد أعفي يعقوب من منصبه ليحل محله اللواء عباس محمد حسين، الذي كان يعمل في فرقة التدخل السريع.
إقالة قائد شرطة محافظة #ديالى "حامد الشمري" و تعيين "عباس محمد" خلفاً له. pic.twitter.com/AfqhsURGUo
— مركز أخبار العراق (@Newsofiraq) October 28, 2021