جاءت تصريحات المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة في العراق، اللواء يحيى رسول، التي أشار فيها إلى وجود تحسّن أمني في مدينة سنجار الواقعة غرب محافظة نينوى (شمالاً) الخاضعة لنفوذ حزب "العمال الكردستاني" ومليشيات تابعة له، متناقضة مع ما يؤكده مسؤولون وسكان محليون، بشأن استمرار هيمنة "الكردستاني" على سنجار.
وأشار المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة، اليوم الإثنين، إلى وجود ارتياح شعبي بسبب وجود قوات الشرطة الاتحادية في سنجار. مبيناً، في حديث لوكالة الأنباء العراقية "واع"، أن الارتياح الشعبي انعكس على الوضع الأمني في المدينة التي تشهد تحسنا ملحوظا.
ولفت إلى وجود "عمليات استباقية تنفّذ في المناطق التي يتواجد فيها الكثير من القوميات والديانات والمذاهب، حيث هناك ارتياح من قبل الأهالي لمسك مناطقهم من قبل الحكومة الاتحادية"، مشدداً على ضرورة "التركيز على حماية تلك المناطق ومطاردة العصابات الإرهابية".
في المقابل، فإن قائم مقام سنجار، محما خليل، يؤكد أن مقاتلي حزب "العمال الكردستاني" لا يزالون يسيطرون على سنجار. موضحاً، في حديث نقلته وسائل إعلام كردية، أن عناصر الحزب قاموا فقط بتغيير ملابسهم وأماكن مقراتهم.
وأكد عدم تطبيق اتفاق سنجار الموقّع بين بغداد وأربيل قبل أكثر من 3 أشهر. معبراً عن أمله في تطبيق هذا الاتفاق بشكل صحيح.
وتابع "حتى الآن، تم تطبيقه بصورة شكلية، ولا يزال عناصر حزب العمال الكردستاني يتواجدون في سنجار، وقاموا بتغيير مقراتهم وملابسهم فقط"، مطالباً بإخراج هذه القوات غير العراقية، وغير المسموح بها دستورياً، والتي يمنع الدستور تواجدها على الأراضي العراقية إلا وفق اتفاقيات.
وقال مسؤول سابق في سنجار، لـ"العربي الجديد"، إن المدينة والقرى المحيطة بها لا تزال تخضع من الناحية الفعلية لنفوذ "العمال الكردستاني" والجماعات المسلحة المرتبطة به، مبيناً أن انتشار القوات العراقية لم ينه عمليات الضغط والتهديد في المدينة، كما أن غالبية سكان سنجار لا زالوا يرفضون العودة بسبب استمرار هيمنة "الكردستاني".
وأوضح أن أهالي سنجار استبشروا خيراً باتفاق سنجار بين بغداد وأربيل، مستدركاً "إلا أن هذا الاتفاق لم يطبق على أرض الواقع بشكل كامل، ولا تزال القوات العراقية عاجزة عن اجتثاث حزب العمال الكردستاني من سنجار ومحيطها".
والشهر الماضي، وجّه مسؤولون عراقيون اتهامات لحزب "العمال الكردستاني" بالتحايل على اتفاق سنجار، موضحين أن الحزب عرقل تنفيذ اتفاق التطبيع في المدينة، وبينوا أن نجاح اتفاق سنجار مرهون بإخراج "الكردستاني" من المدينة والمناطق التابعة لها.
ويقضي الاتفاق الذي وقّعته الحكومة الاتحادية في بغداد، وحكومة إقليم كردستان في أربيل، في التاسع من أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، بتطبيع الأوضاع في مدينة سنجار المتنازع عليها بين إقليم بغداد وأربيل، وإخراج عناصر حزب "العمال الكردستاني" وفصائل "الحشد الشعبي" منها، لأجل تأمين عودة جماعية للنازحين.