العراق: استمرار استهداف التحالف قبل 10 أيام على الموعد النهائي لانسحاب القوات القتالية
تتواصل الهجمات التي تستهدف أرتال التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، وذلك قبل 10 أيام على موعد انسحاب جميع القوات القتالية التابعة للتحالف من العراق، وفقاً لتفاهمات سابقة بين بغداد وواشنطن نتجت من 4 جولات من الحوار الاستراتيجي بين البلدين.
وقالت مصادر أمنية، اليوم الثلاثاء، لـ"العربي الجديد"، إنّ رتلاً للدعم اللوجستي تابعاً للتحالف الدولي، تعرّض لتفجير بعبوة ناسفة في أثناء مروره على الطريق السريع في محافظة البصرة أقصى جنوب العراق، مشيرة إلى أنّ "التفجير تسبب بحدوث أضرار طفيفة في إحدى شاحنات الرتل".
وجاء التفجير بعد يوم واحد على استهداف رتل للتحالف الدولي في محافظة الأنبار غربي البلاد، دون أن يُحدث أضراراً في الرتل.
وقبل ذلك، تمكّنت القوات العراقية من إحباط محاولة لتفجير عبوتين ناسفتين كانتا معدتين لاستهداف أرتال التحالف الدولي على الطريق الدولي السريع في محافظة بابل جنوبي البلاد.
وقال المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة، اللواء يحيى رسول، في بيان، إنّ إحدى العبوتين مضادة للدروع كانت معدة للتفجير قرب جسر قاعدة "كالسو"، موضحاً أنّ عبوة ناسفة أخرى كانت معدة للتفجير أيضاً في منطقة الشوملي.
وقال ضابط في قيادة العمليات العراقية المشتركة، فضّل عدم الكشف عن هويته، لـ"العربي الجديد"، إنّ القوات الأمنية حاولت خلال الفترة الماضية نشر دوريات مراقبة لحماية المرور على الطريق السريع من الخروقات والتفجيرات، موضحاً أنّ طول الطريق الذي يمر على مسافة مئات الكيلومترات "تصعب عملية حمايته بشكل كامل".
وتواصل جماعات مسلحة غير معروفة، هجماتها ضد أرتال التحالف الدولي، على الرغم من تأكيد السلطات العراقية أنّ القوات القتالية الأجنبية ستخرج بشكل نهائي من العراق، في 31 ديسمبر/كانون الأول الحالي.
وفي السياق، يواصل سياسيون مقرّبون من إيران، مطالباتهم بخروج القوات الاجنبية، ولا سيما الأميركية، من العراق "بشكل سريع".
وقال عضو تحالف "الفتح" (الجناح السياسي للحشد الشعبي)، حامد عباس، إنّ "فصائل المقاومة مستعدة لمواجهة الاحتلال الأميركي إذا استمر وجوده داخل الأراضي العراقية"، مطالباً الأميركيين بالتزام اتفاقية الانسحاب.
وتابع عباس، في تصريح صحافي، أنّه "لا توجد ثقة بشأن الخروج الفعلي للقوات الأميركية، خصوصاً أنّ القواعد التي توجد فيها هذه القوات لا يمكن دخولها من قبل الجانب العراقي".
واتهم القيادي في "ائتلاف دولة القانون" كاطع الركابي، القوات الأميركية بـ"عدم الجدية" في الخروج من العراق، معتبراً أنّ سحب تلك القوات لبعض الأسلحة والآليات من بعض القواعد العسكرية "لا يعني أنّها في طور الانسحاب الكامل".
ولفت إلى أنّ "السؤال الذي يبحث عن إجابة، هو كم عدد القوات الباقية في العراق؟ وما خريطة انتشارها العسكري؟"، مؤكداً "دعمه لانسحاب القوات القتالية الأجنبية من البلاد، لأنّه يصبّ في مصلحة الاستقرار"، بحسب قوله.