تجددت اليوم الأحد الاحتجاجات في مدينة الكوت، العاصمة المحلية لمحافظة واسط (180 كيلو متراً جنوب بغداد)، للمطالبة بإقالة الحكومة المحلية، وسط انتشار أمني كثيف للقوات العراقية.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن الاحتجاجات بدأت في ساحة التظاهرات في المدينة، موضحة أن المحتجين طالبوا بإقالة الحكومة المحلية، والكشف عن مصير الناشطين المعتقلين، ومحاسبة قتلة المتظاهرين.
وأشارت المصادر ذاتها، التي اشترطت عدم ذكر اسمها، إلى تأكيد المتظاهرين أنهم سيقومون بالتصعيد في مظاهر الحراك الاحتجاجي السلمي إذا لم يُستجَب لمطالبهم، وخصوصاً في ما يتعلق بإقالة الحكومة المحلية في موعد أقصاه ليل اليوم الأحد، لافتة إلى قيام عشرات المحتجين بالتوجه من ساحة التظاهرات نحو شارع النسيج الحيوي وسط الكوت وقطعه من خلال حرق إطارات السيارات.
وبينت أن قوات أمنية انتشرت بكثافة بالقرب من ساحة التظاهرات، وفي محيط مبنى الحكومة المحلية للحيلولة دون اتساع نطاق الاحتجاجات.
وسبق أن منح متظاهرو واسط الحكومة المحلية مهلة 10 أيام انتهت في الساعة الثانية بعد ظهر اليوم الأحد (بتوقيت بغداد) لتقديم استقالتها، ملوّحين بالتصعيد إذا لم يُستجَب لمطالبهم.
وأمس السبت، وصل وزير الداخلية، عثمان الغانمي، إلى واسط في زيارة سريعة التقى خلالها قيادات أمنية وعدداً من المحتجين، وغادر بعدها المحافظة دون أن يدلي بتصريحات للصحافيين، كما كان منتظراً.
ونقلت وسائل إعلام محلية عن ناشطين في تظاهرات الكوت قولهم إن المحتجين ناقشوا مع وزير الداخلية مطالبهم، وأبرزها إقالة الحكومة المحلية، ومحاسبة قتلة المتظاهرين، وأبلغوه أن المحافظة ستشهد تصعيداً احتجاجياً إذا لم يُستجَب لهم قبل انتهاء موعد الهدنة.
وعادت اليوم الأحد الاحتجاجات إلى مدينة الناصرية (مركز محافظة ذي قار)، بعد قطع متظاهرين جسر الحضارات وسط المدينة، وطالب المتظاهرون بالكشف عن مصير الناشطين المختطفين، ومحاسبة قتلة المتظاهرين، ملوّحين بالتصعيد في حال عدم استجابة السلطات المحلية في ذي قار، والحكومة الاتحادية في بغداد لمطالبهم.
وكانت ساحة الحبوبي في الناصرية قد شهدت يوم الجمعة الماضي احتجاجات طالبت بالكشف عن الجهات المتورطة بقتل المتظاهرين، قابلتها قوات الأمن بإطلاق الرصاص الحيّ، ما سبّب إصابة أحد المحتجين.
وانتقد رجل الدين أسعد الناصري، الداعم لاحتجاجات ذي قار، استمرار عمليات القمع ضد المتظاهرين، قائلاً في تغريدة على موقع "تويتر": "اعتبر بعض العبيد أن حراك تشرين قد انتهى، ولم يبقَ منه سوى بعض الشباب المتظاهرين أحياناً ولا تأثير لهم، يقولونها بشماتة، وكأن هؤلاء الشباب غرباء ولا يطالبون بحقوق شعب، واستعادة وطن سرقه اللصوص، إذا كان هؤلاء لا تأثير لهم كما تزعمون، فلماذا القمع واستخدام الرصاص الحي والملاحقات؟".
اعتبر بعض العبيد بأن حراك تشرين قد انتهى. ولم يبقَ منه سوى بعض الشباب المتظاهرين أحياناً ولا تأثير لهم! يقولونها بشماتة، وكأن هؤلاء الشباب غرباء ولا يطالبون بحقوق شعب، واستعادة وطن سرقه اللصوص. إذا كان هؤلاء لا تأثير لهم كما تزعمون، فلماذا القمع واستخدام الرصاص الحي والملاحقات؟!
— أسعد الناصري (@asaadalnaseri) February 5, 2021
وعثرت السلطات الأمنية العراقية في محافظة كربلاء، ليل أمس السبت، على الناشط المدني البارز رائد الدعمي، مكبلاً ومرمياً في إحدى المقابر القديمة، وقد تعرض للتعذيب الشديد، وذلك بعد اختطافه من قبل جهة مسلحة صباح اليوم نفسه.