العاهل الأردني يزور الدوحة: تعزيز العلاقات في المجالين السياسي والاقتصادي

11 أكتوبر 2021
الزيارة تبحث العلاقات الثنائية (خليل مزرعاوي/ فرانس برس)
+ الخط -

يقوم العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، غداً الثلاثاء، بزيارة إلى دولة قطر، وهي زيارة تترجم رغبة البلدين في توطيد العلاقات الثنائية والارتقاء بها وتعزيزها في شتى المجالات، لا سيما السياسية والثقافية والاقتصادية والاستثمارية، والحرص على تعزيز التعاون المشترك وبالأخص في مجالات الطاقة والبنية التحتية.

وقال الديوان الملكي الأردني، اليوم الاثنين، إن الملك عبدالله سيبحث مع أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، العلاقات بين البلدين والشعبين، وسبل توسيع التعاون في المجالات كافة، إضافة إلى المستجدات الإقليمية والدولية.

وشهدت العلاقات الأردنية القطرية توسعاً في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية، في الآونة الأخيرة، لا سيما في ظل الدعم القطري للاقتصاد الأردني، من خلال الاستثمارات القطرية، وتوفير فرص العمل للأردنيين في قطر. 
تعليقا على ذلك، قال رئيس الديوان الملكي ونائب رئيس الوزراء الأسبق، جواد العناني لـ "العربي الجديد" إن العلاقات بين الأردن وقطر دائما كانت جيدة، منذ عام 1971، لكن تأثرت خلال الأزمة الخليجية الأخيرة، مستدركاً بالقول إنها "لم تصل إلى درجة القطيعة رغم الحصار الاقتصادي الخليجي، والضغوط التي مورست على الأردن".
وتابع قائلا "العلاقات الآن بين البلدين تسير نحو الأمام وبخطى ثابتة مدروسة، رغم تأثرها أحيانا بعوامل أخرى مثل العلاقة الرسمية مع حماس وأحيانا مع مصر، نتيجة تباين وجهات النظر والمصالح خلال فترات سابقة".  
وأضاف "في السنوات الأخيرة نجحت قطر بناء علاقات ودور إقليمي كبير في المنطقة والعالم، فيما الأردن يجد نفسه في موقف مشابه في الإقليم وعلاقاته في بلاد الشام ومع مصر والحفاظ على علاقات جيدة مع تركيا ومستقرة مع إيران، وهذا يفتح المجال لتنسيق سياسي واسع بين البلدين".
ولفت العناني إلى أن "زيارة الملك إلى دولة قطر والاجتماع مع الشيخ تميم ستنقل هذه العلاقات إلى مرحلة أعلى من التعاون الاقتصادي والاستثماري والتنسيق السياسي، خاصة أنها تأتي في توقيت دقيق في المنطقة والعالم"، مضيفا أن "المنطقة مقبلة على تطورات مهمة جدا، ومن مصلحة الطرفين أن ينسقا مواقفهما حيالها"، من دون أن يكشف عن طبيعة تلك التطورات. 
وأوضح أن "هناك فرصاً كبيرة للاستثمار ودعم التبادل التجاري وزيادة التعاون بين البلدين من حيث الاستثمارات في الأردن، وكذلك استقطاب الخبرات الأردنية في قطر"، معتبرا أن "الاستثمار المتبادل بين البلدين أمر مهم، فهناك مستثمرون أردنيون في الخارج". 
بدوره قال رئيس "مركز الدستور للدراسات الاقتصادية"، عوني الداوود، إن "العلاقات الأردنية القطرية في أفضل حالاتها، خاصة في ظل التنسيق المشترك الأخير، وزيارة وفود رسمية ومن القطاع الخاص إلى الأردن، وآخرها زيارة رئيس استثمارات آسيا وأفريقيا في جهاز قطر للاستثمار، الشيخ فيصل بن ثاني آل ثاني على رأس وفد قطري لبحث فرص ومجالات الاستثمار في العديد من القطاعات، بهدف البحث عن إقامة استثمارات جديدة للتوسع في استثمارات قائمة في المملكة، وهذا يكشف عن انفتاح قطري أكبر للعب دور استثماري أكبر في الأردن". 
وقال في تصريحه لـ"العربي الجديد": "دائما كانت العلاقات الأردنية القطرية جيدة، وتراجعت لفترة محدودة في ظل الأزمة الخليجية والضغوط التي مورست على الأردن خلال عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب".
وأوضح الداوود أن البلدين يراهنان على تطور الأوضاع في الإقليم من أجل علاقات أوسع، مضيفا "الواضح جدا أن هناك إرادة سياسية لتطوير التعاون الثنائي الأردني القطري، وتحديدا في المجالات الاقتصادية الاستثمارية التنموية، وإعطاء دفعة لتنفيذ مبادرة سمو أمير قطر بقيمة 500 مليون دولار أميركي، وتوفير 20 ألف فرصة عمل للأردنيين في دولة قطر الشقيقة، واستعداد قطر للاستثمار في المشاريع الكبرى الحيوية التي يعتزم الأردن البدء بتنفيذها خلال السنتين القادمتين". 
ولفت إلى أن الاستثمار القطري في الأردن يشمل قطاعات اقتصادية متنوعة كالعقار والفنادق والخدمات السياحية والبنوك والصحة والطاقة والصناعة، كاشفا أن "الملفات المشتركة بين الأردن وقطر كثيرة ومتعددة ومتشابكة، سواء في الملفات السياسية التي تبدأ بالقضية المركزية، القضية الفلسطينية، بكافة تفصيلاتها وتشعباتها والدعم المستمر والمتواصل لوكالة أونروا (غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين) مرورا بقضايا سياسية ملحّة في الإقليم تتعلق بلبنان وسورية والعراق". 
وقال الداوود إن "الأردن حاول خلال حصار قطر التوفيق بين مختلف الأطراف، وبذل المساعي لعودة المياه إلى مجاريها بين الدول الخليجية"، معتبراً الزيارة تأتي تتويجا للعلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين. 
وفيما لفت إلى أن "هناك أيضا تنسيقا عسكريا وأمنيا في مجال مكافحة الإرهاب وحتى القضية الأفغانية"، أوضح أنه "خلال الفترة الماضية والأزمة الخليجية لم تكن البيئة الجيوسياسية مهيأة".
وعن ذلك قال إن "هناك فرقاً، ففي عهد ترامب كان الأردن في ظل حصار اقتصادي غير معلن لمدة 4 سنوات، وتغير الحال مع الإدارة الديمقراطية بقيادة جو بايدن، حيث عاد الدور المحوري للأردن في الإقليم، فيما تم طي جزء كبير من الأزمة الخليجية".
وشدد على أن "هناك مصلحة اقتصادية مشتركة بين الأردن وقطر، فالجميع خارج من أزمة كورونا"، مشيرا إلى أن "القليل من الاستثمار القطري سيحدث فارقاً مهماً، خاصة في ظل اهتمام الجانب القطري في الناقل الوطني للمياه واستثمارات الغاز، والطاقة المتجددة".

وشهد حجم المبادلات التجارية بين الأردن وقطر خلال الأشهر الماضية من العام الجاري، نموا ملحوظا مقارنة مع الفترة المماثلة من العام الماضي، عقب تراجع الميزان التجاري بين البلدين من 220 مليون دولار أميركي في عام 2019، إلى نحو 182 مليون دولار العام الماضي. وعاد ليسجل نموا ملحوظا خلال الفترة الماضية من هذا العام، حيث بلغ إجمالي تجارة البلدين خلال هذه الفترة نحو 220 مليون دولار، ليستعيد بذلك مستويات ما قبل كورونا. 
ووفقا لبيانات أعدتها غرفة تجارة قطر، فإن الميزان التجاري بين الأردن وقطر مرشح للارتفاع والنمو خلال الفترة المقبلة، بالنظر إلى ما يرتبط به البلدان من علاقات راسخة ومتجذرة في كافة المجالات، خاصة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية منها. 
وكان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، قد قال خلال زيارته للأردن خلال أغسطس/آب الماضي إن "العلاقات مع الأردن مميزة وأخوية وقائمة على أسس واضحة ومتينة، وهناك تنسيق مستمر مع الأردن لتخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطيني".

المساهمون