عُقد في العاصمة الصومالية مقديشو مساء السبت مؤتمر تشاوري ضمّ رؤساء الولايات الفيدرالية ورئيس الحكومة الصومالية محمد حسين روبلي، في معسكر حلني جنوب العاصمة، وذلك لاستكمال مخرجات اتفاقية 27 مايو/أيار الماضي، بشأن ملف الانتخابات والنقاش في الإجراءات الفنية الباقية بخصوص تنظيم انتخابات مجلس الشعب.
وحضر المؤتمر كل من رئيس إقليم جوبالاند، أحمد إسلام مدوبي، ورئيس إقليم بونتلاند سعيد دني، ورئيس إقليم هرشبيلي علي جودلاوي، ورئيس إقليم جنوب غربيّ الصومال عبد العزيز محمد حسن، ورئيس إقليم جلمدغ أحمد قورقور، إلى جانب عمدة مقديشو عمر فنش، ورئيس الوزراء الصومالي محمد حسين روبلي.
وقال الناطق باسم الحكومة الصومالية محمد إبراهيم معلمو، في كلمة مقتضبة متلفزة: "إنّ المؤتمر ناقش سبل استكمال الانتخابات النيابية التي انطلقت في البلاد في 25 يوليو/تموز الماضي، إلى جانب البحث عن ميزانية مالية لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في البلاد".
وتواجه الحكومة الصومالية نقصاً كبيراً في الحصول على مبالغ مالية لتسهيل إجراء تنظيم الانتخابات، إذ كان من المفترض الحصول على 40 مليون دولار أميركي من قبل المجتمع الدولي، لتنظيم الانتخابات، إلا أنّ بعثة الامم المتحدة (مكتب الأمم المتحدة في مقديشو UNSOM) أفرجت عن سبعة ملايين دولار أميركي لتنظيم الانتخابات، فضلاً عن جني تسعة ملايين دولار أميركي من رسوم تسجيل المترشحين في مقاعد مجلس الشعب.
وبحسب معلمو، فإن رئيس الحكومة طالب رؤساء الولايات الفيدرالية بإجراء الانتخابات النيابية، وخاصة مقاعد مجلس الشيوخ الباقية في بعض الولايات الفيدرالية، حيث اكتملت عملية انتخاب نواب مجلس الشيوخ في ولايتي بونتلاند وجنوب غربيّ الصومال، بينما لا تزال عالقة في إقليمي جوبالاند وجلمدغ، ولم تبدأ بعد عملية تنظيم انتخابات مقاعد مجلس الشيوخ في إقليم هرشبيلي الفيدرالي.
ووفق مراقبين، هناك نقاط خلافية عدة بين الحكومة الصومالية والولايات الفيدرالية، ولا سيما بشأن تنظيم مقاعد مجلس الشعب (275 عضواً) حيث يسعى رؤساء الولايات الفيدرالية إلى الاستحواذ على دور اللجنة الفيدرالية المستقلة للانتخابات بشأن تعيين رؤساء العشائر الذين يختارون الناخبين البالغ عددهم 101 لكل مقعد (27,775 ناخباً)، بينما الحكومة الفيدرالية ترفض مساعي رؤساء الولايات الفيدرالية للتفرد بمسار عملية تنظيم الانتخابات النيابية في البلاد.
وكان من المقرر أن يشارك ممثلون من اتحاد المرشحين للانتخابات الرئاسية في المؤتمر التشاوري المنعقد في مقديشو السبت، إلا أنّ رؤساء الولايات الفيدرالية الخمسة حالوا دون ذلك، بسبب رفض اتحاد المرشحين أخيراً مساعيهم لاختيار رجال العشائر والمرشحين للانتخابات النيابية.
يُذكر أنّ من المقرر أن تنتهي انتخابات مجلسي الشعب والشيوخ في منتصف شهر سبتمبر/أيلول المقبل، وأن يؤدي نواب البرلمان بغرفتيه اليمين في 20 من الشهر نفسه، لكن يبدو أن بطء عملية تنظيم الانتخابات النيابية سيؤجل اكتمال نواب البرلمان، هذا فضلاً عن استحالة إجراء الانتخابات الرئاسية في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، حسب ما كان مدرجاً في جدول الانتخابات الصادر عن اللجنة الفيدرالية للانتخابات.