"فاينانشال تايمز": محادثات أولية بين أوكرانيا وروسيا لوقف الضربات على البنية التحتية للطاقة
استمع إلى الملخص
- رغم تقليل الهجمات مؤخراً، يظل الرئيس الروسي بوتين مصراً على انسحاب القوات الأوكرانية من كورسك قبل أي اتفاق، بينما تستمر أوكرانيا في استهداف مصافي النفط للضغط على روسيا.
- تسعى كييف لعقد قمة سلام جديدة بنهاية العام، وتأمل في مشاركة روسيا بعد غيابها عن القمة السابقة في سويسرا.
كشفت صحيفة فاينانشال تايمز، اليوم الأربعاء، أن محادثات أولية تجرى بين أوكرانيا وروسيا، بشأن وقف الضربات على البنية التحتية للطاقة في البلدين، وذلك في إطار جهود لإحياء المفاوضات التي توسطت فيها دولة قطر، وكانت اقتربت من إبرام اتفاق بين الطرفين في أغسطس/آب الماضي، قبل أن تخرج عن مسارها بسبب هجوم أوكرانيا على كورسك.
ووفقاً لما تنقل الصحيفة عن مسؤول أوكراني كبير، فقد قللت موسكو وكييف بالفعل من وتيرة الهجمات على البنية التحتية للطاقة لدى كل منهما في الأسابيع الأخيرة، كجزء من التفاهم الذي توصلت إليه وكالات الاستخبارات الخاصة بهما. وفيما كانت أوكرانيا وروسيا قد قبلتا في السابق وقف الهجمات على شركة الكهرباء في أوكرانيا، ومصافي تكرير النفط في روسيا، إلا أنه من غير المرجح أن يوافق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أي صفقة من دون إخراج القوات الأوكرانية من منطقة كورسك، وفق ما قال مسؤول كبير في الكرملين للصحيفة. وأضاف "طالما أن الأوكرانيين في كورسك، فإن بوتين سيضرب البنية التحتية للطاقة لزيلينسكي".
رغم ذلك، قال مسؤول أوكراني كبير إن أوكرانيا تخطط لمواصلة ضرب مصافي النفط، للضغط على روسيا للدخول في محادثات، معترفًا بعدم وجود الكثير من النفوذ لإجبار روسيا على التفاوض، فيما عبّر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في تصريح لصحيفة ذي تايمز أوف إنديا الهندية، عن أمله في نجاح رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في إقناع روسيا بالجلوس على طاولة المفاوضات.
وانسحبت موسكو من جولة محادثات في أغسطس/آب الماضي عقب غزو كورسك، رغم أن المسؤولين كانوا يخططون لعقد اجتماع شخصي في الدوحة حينها، إذ بدأت قطر بالتوسط في مفاوضات روسيا وأوكرانيا في يونيو/حزيران الماضي، بعد أن عقد زيلينسكي قمة السلام في سويسرا.
وقال مسؤولون أوكرانيون لـ"فاينانشال تايمز"، إن كييف وموسكو توصلتا إلى "اتفاق ضمني" في الخريف الماضي بعدم ضرب منشآت الطاقة الخاصة بكل منهما. ونتيجة لذلك، امتنعت روسيا في ذلك الشتاء عن شن هجمات واسعة النطاق على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا. وبحسب ذات المصدر، فإن هذا الاتفاق كان من المفترض أن يمهد الطريق نحو صفقة رسمية. ومع ذلك، استأنفت كييف هجمات الطائرات بدون طيار على منشآت النفط الروسية في فبراير/شباط ومارس/آذار من هذا العام، في إطار زيادة الضغط على موسكو بعد هجومها المضاد في عام 2023.
وتصاعد استهداف البنى التحتية للطاقة في أوكرانيا وروسيا بهدف تعطيل قدرة الخصم العسكرية، وإلحاق خسائر اقتصادية، وزيادة النقمة الشعبية لدى مواطني الدولة الأخرى. وأدت الضربات المركزة على مصافي النفط ومخازنه، ومحطات الطاقة إلى حرمان مئات آلاف المواطنين من الطاقة الكهربائية لفترات مختلفة، كما أدت إلى رفع أسعار المشتقات النفطية وخسائر كبيرة لمختلف القطاعات الاقتصادية.
وتأتي هذه التطورات في وقت زادت فيه التصريحات من كلا البلدين المتصارعين منذ أكثر من عام ونصف على ضرورة إنهاء الحرب. وتخطط كييف لتنظيم قمة سلام جديدة بنهاية العام الجاري، وترغب في مشاركة روسيا هذه المرة بعد غيابها عن قمة سابقة عقدت منتصف يونيو/حزيران الماضي بسويسرا، وذلك بحسب ما تنقل وكالة الأناضول عن السفير الأوكراني لدى تركيا فاسيل بودنار.