كشفت شبكة "سكاي نيوز"، في تحقيق مشترك مع "لايت هاوس ريبورتز" و "بيلينغكات" وصحيفة "ذا غارديان"، أنه كان هناك استخدام واسع لمجموعة أدوات مكافحة الشغب البريطانية الصنع من قبل الشرطة الأميركية في مواجهات مع المتظاهرين المحتجين على مقتل المواطن الأميركي ذي البشرة السوداء جورج فلويد.
الكشف جاء على الرغم من المراجعة التي قالت الحكومة البريطانية إنها بدأتها بعد عشرة أيام من اندلاع المظاهرات في الولايات المتحدة، لتقييم ما إذا كانت تريد الاستمرار بتصدير المعدات البريطانية الصنع للسيطرة على الحشود.
وكان التحقيق المشترك لإدارتين حكوميتين بريطانيتين، المخابرات الدبلوماسية والحكم الوزاري، قد خلصتا إلى أنه على الرغم من احتمال اللجوء إلى العنف، فلا يوجد دليل على أن الشرطة الأميركية استخدمت معدات مكافحة الشغب المصنوعة في المملكة المتحدة خلال الاحتجاجات في أميركا التي رفعت شعار "حياة السود مهمة".
واليوم، يكشف هذا التحقيق المشترك، الذي اعتمد بالأساس على عملية بحث عبر الإنترنت، أن الدروع المصنوعة في بريطانيا استخدمت في الاشتباكات من قبل ست وكالات أميركية مختلفة على الأقل لإنفاذ القانون في ثلاث ولايات. ومع أنّ هذه الدروع صممت في الأساس لحماية الضباط، أكد خبير مستقل في الدروع أنها لم تستخدم في بعض الأحيان للغاية المقصودة من تصميمها.
وكان التقييم النهائي للحكومة هو أنه إذا كان هناك "خطر واضح" يمكن استخدام المعدات البريطانية لأغراض السيطرة على الحشود.
مع أنّ هذه الدروع صممت في الأساس لحماية الضباط، أكد خبير مستقل في الدروع، أنها لم تستخدم في بعض الأحيان للغاية المقصودة
في هذا السياق، تقول إميلي ثورنبيري، وزيرة التجارة البريطانية في حكومة الظل، إن المراجعة لم تكن كافية، "والحقيقة هي أن هذه المعدات تستخدم بشكل خاطئ في شوارع أميركا، وهذا مخالف لقانوننا؛ إنه مخالف للقانون الدولي وعلينا أن نوقفه".
ويقدّم التحقيق الصحافي المشترك الدليل على كيفية العثور على الدروع، وكيف تم استخدامها من قبل الشرطة الأميركية في مواجهات مع المتظاهرين والصحافيين.
ويلفت التحقيق إلى أنّ هذه الدروع تتميز بعلامة درع العقرب المنفرد، وقد باعتها الشركة المصنعة لها بشكل قانوني إلى موزّع أميركي، وليس هناك ما يشير إلى ارتكاب مخالفات من جانبها.
لكن الشرطة الأميركية استخدمت هذه الدروع، التي تهدف إلى حماية الضباط، في مواجهاتها مع المتظاهرين والصحافيين والمارة، بما في ذلك مريض سرطان بالغ من العمر 67 عامًا، تعرض للضرب من قبل الشرطة.
وعلى الرغم من أنّ احتجاجات "حياة السود مهمة" التي اندلعت منذ نهاية شهر مايو/أيار الماضي كانت سلمية على نطاق واسع، فقد تم توجيه انتقادات لعدد من المتظاهرين وأجهزة إنفاذ القانون، حين تحولت بعض المظاهرات إلى أعمال شغب، وانتقد عناصر من الشرطة علانية استخدام القوة المفرطة.
وبحسب ما أوردت شبكة "سكاي نيوز"، فقد تم استخدام الدروع البريطانية على نطاق واسع من قبل الشرطة والخدمة السرية (جهاز الحماية للرئاسة) في واشنطن في 31 مايو/أيار و 1 يونيو/حزيران، وهو اليوم ذاته الذي التقطت فيه صورة دونالد ترامب وهو يحمل الكتاب المقدس خارج الكنيسة، التي تم إبعاد المتظاهرين عنها.
وتم العثور أيضًا على الدروع التي تحمل علامة العقرب، خلال هذا الصيف، في سولت لايك سيتي عاصمة ولاية يوتا، وأتلانتا عاصمة ولاية جورجيا.
ولا تزال التحقيقات الداخلية جارية لمعرفة ما إذا كان عناصر الشرطة الذين حملوا الدروع قد استخدموا القوة المفرطة. وقد تم بالفعل تسريح اثنين من ضباط شرطة مدينة بارك الأميركية من واجباتهم، للتحقيق معهم في أعقاب حادثة مع مصور أسترالي في واشنطن العاصمة.
وتبين أن شرطياً استخدم القوة المفرطة في سولت لايك سيتي، من خلال مراجعة مستقلة لمجلس المدينة، وذلك عقب تعرض جيمس توبين البالغ من العمر 67 عامًا، وهو جندي سابق ومريض بسرطان الدم، للضرب بشكل متكرر بدرع صنع بالمملكة المتحدة، عند خروجه لمشاهدة الاحتجاجات بالقرب من منزله.
تعرض جيمس توبين البالغ من العمر 67 عامًا، وهو جندي سابق ومريض بسرطان الدم، للضرب بشكل متكرر، بدرع من صنع مملكة المتحدة
ولا يزال الشرطي قيد التحقيق من قبل قسم شرطة مدينة سولت ليك، كما يبحث المدعي العام في الأمر.
في المقابل، صرّحت شرطة بارك في الولايات المتحدة أنها اتبعت "الإجراءات المعمول بها"، وأن التحقيق مستمر في جميع "شكاوى استخدام القوة"، كما ذكرت أن أكثر من 50 من عناصرها أصيبوا خلال الاحتجاجات. وقالت إدارة شرطة مدينة ويست فالي إن ضباطها استخدموا الدروع لحماية أنفسهم.
وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية إنّهم يدرسون جميع طلبات التصدير لديهم بدقة، مقابل إطار عمل صارم لتقييم المخاطر، ويبقون على جميع التراخيص قيد المراجعة الدقيقة والمستمرة. وأكّد أن هذا الأمر ينطبق على صادراتهم إلى الولايات المتحدة.