السيسي مهاجماً ثورة يناير مجدداً: شهادة وفاة للدولة المصرية

11 سبتمبر 2021
السيسي يدعو إلى احترام مساره (زكريا أبو بكر/ فرانس برس)
+ الخط -

هاجم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من جديد ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011، التي أطاحت نظام الرئيس المخلوع الراحل حسني مبارك، حين كان السيسي رئيساً للمخابرات الحربية، قائلاً: "عندما اجتمعت مع بعض الإعلاميين عقب أحداث عام 2011، قلت إن الدولة المصرية تواجه تحديات كبيرة في كافة المجالات، ولم أقل حينها الشعارات التي رددها البعض مثل العيش (الخبز)، والحرية، والعدالة الاجتماعية".
وأضاف السيسي، في حفل إطلاق الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان بالعاصمة الإدارية الجديدة اليوم السبت، إنه يعتبر عام 2011 وثورة يناير شهادة وفاة للدولة المصرية، مستطرداً "سواء تحركت الشعوب العربية قبل 10 سنوات بحسن نية أو بسوء نية، الهدف كان التدمير. ولو قلت هذا الحديث في 2011، لكنتم ستقولون إن هذا الرجل يمثل النظام السابق".
وتابع: "توجد دولة بها 16 مليون لاجئ على الحدود، ودول أخرى بداخلها 10 ملايين لاجئ. وهناك معسكر في دولة لن أذكر اسمها، يعمل على تزويج الأولاد الصغار من أجل إفراز الأطفال للمشاركة في العمليات الإرهابية. هل من يُناظر الدولة في مصر كان هدفه كده؟ والناتج يكون أجيال من الإرهابيين والمتطرفين لتخريب البلاد لمدة 50 أو 100 عام قادمة"، على حد زعمه.

وواصل السيسي: "لما مقدرات دولة تُستهدف لنشر أفكار وممارسات متطرفة، وإرهابية، فهذا أمر خطير. والمجتمع في مصر يتم صبغه بفكر معين على مدار 90 عاماً (في إشارة إلى جماعة الإخوان)"، مضيفاً: "لست مختلفاً مع دول بعينها، لكن بشرط أنه يحترم مساري، ولا يتقاطع معي، أو يستهدفني. التحديات التي تحدثت عنها بدأت مع عام 1952، والسؤال هل استطاعت الدولة إحداث الاستقرار المنشود في المفهوم السياسي؟ الإجابة هي لا، والدليل هو حدوث 3 تغييرات في النظام".

واستكمل السيسي: "ليس من السهل عمل ممارسات في فكرة احترام الآخر، أو الاعتقاد وعدم الاعتقاد. ولو أحد الأشخاص قال لي إنه ليس مع أي دين فهو حر، لأن الأصل هو حرية المعتقد التي كفلها الله للبشر جميعاً"، متسائلاً: "هل المجتمع المصري بتكوينه الحالي مستعد لتقبل هذا بسهولة؟ وهل القدرة الاقتصادية في مصر تستطيع تعزيز هذا المسار، في ظل حجم التحديات الوطنية والإقليمية؟".
وأشار إلى وجود تيارات في المجتمع تستهدف التشكيك في كل شيء، وبالتالي يواجه ذلك بتكرار الحديث في المؤتمرات والفعاليات المختلفة، قائلاً: "الموضوع مش إننا نقول كلمتين وخلاص، فلدينا قضايا كثيرة ومتجذرة، ولا سبيل لمواجهتها إلا بالثقة في قدرة الدولة المصرية على تجاوزها، والتحرك بمعدلات غير مسبوقة. وبقول لجميع المصريين امنحونا الفرصة، وساعدونا".
وتطرق السيسي إلى واقعة هروب طالب في المرحلة الإعدادية عبر منفذ السلوم إلى دولة أجنبية، بقوله: "هل وسائل الإعلام والتعليم والمؤسسات الدينية أدت دورها لطالب مثل هذا؟ هرب عن طريق غير شرعي ليرى الأمل خارج بلاده"، متابعاً: "الرقابة التنفيذية أهم من التنظير، وسهل أن أقول كلاماً جميلاً، ولكن كيف يمكن تحويله لممارسات فعلية؟".
وأضاف: "النمو السكاني في مصر هو تحد كبير يواجه الدولة، وينتج عنه قضايا كثيرة مثل الهجرة غير الشرعية، ونحن لا نستطيع توفير مليون فرصة عمل سنوياً للخريجين"، مستدركاً: "من يستطيع تقديم تعليم عام لنحو 23 مليون طالب؟ هذا تعليم متواضع، ونعرف جميعاً مستوى الخريجين منه؟ ومن الذي يستطيع تقديم تأمين طبي حقيقي لقرابة 100 مليون مواطن؟!".
وادعى السيسي أن الدولة المصرية تحتاج إلى إنفاق كبير لا يقل عن تريليون دولار سنوياً، قائلاً: "لما نوفر ما يقرب من 17 تريليون جنيه سنوياً حاسبوني، وحاسبوا الحكومة، واتكلموا عن جودة التعليم والصحة. ويا ترى الأصدقاء في الدول الأخرى يعلمون حجم التحديات في مصر؟ وكيف تؤثر على مسيرة النمو الحضاري، واللي مش قادر اعمله!".

وواصل سرد مزاعمه: "نحن نتأثر بالظروف والمناخ والبيئة، وحجم العمل في مصر هو هائل، وهذه خطوة من ألف خطوة لبناء دولة ديمقراطية حديثة. وحركة التنمية كبيرة، وهي الأساس للبناء عليه، ولا يمكن أن نتحدث عن ممارسات حقوقية حقيقية بين الطلاب من دون الحديث عن بناء الدولة والمؤسسات".
ورداً على مطالبة الإعلامي الموالي للنظام إبراهيم عيسى، بإصدار قانون من أجل قصر دعم الدولة على الأسر التي تنجب طفلين فقط، قال السيسي: "لو كان الموضوع يُحل بالقانون لأصدرناه منذ سنوات، فهذا الإجراء يتقاطع مع ثقافة المجتمع، ولو فعلت ذلك الطفل الثالث لن يذهب إلى المدرسة أو يحصل على الطعام. هناك فارق بين فكرة القرار وممارسته، وآليات تنفيذه على الأرض، ولدينا الآن بطاقات لدعم التموين تضم 9 و10 أفراد، والناس لا تزال تعبانة (تعاني)".

المساهمون