دعا الخبير الخاص لحقوق الإنسان في السودان آداما دينق إلى رفع حالة الطوارئ في البلاد، وإجراء تحقيقات مستقلة حول انتهاكات حقوق الإنسان، وإطلاق سراح ما تبقى من معتقلين، ووقف استخدام العنف ضد المتظاهرين السلميين.
جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده دينق، اليوم الخميس، في الخرطوم، عقب انتهاء زيارته السودان والتي استمرت أربعة أيام.
وذكر الخبير في حديثه أنه يشعر بقلق بالغ إزاء استخدام السلطات الأمنية العنف المفرط تجاه المتظاهرين السلميين، ما أدى إلى مقتل 82 شخصاً حتى الآن وإصابة أكثر من 2000 آخرين مع تعرض بعض النساء للعنف الجنسي، عدا الاعتداءات المتكررة على المؤسسات الصحية وتخويف الإعلام، والاعتقالات التعسفية، كما أبدى خشيته من تأثير الأوضاع السياسية على الحقوق الاجتماعية والاقتصادية.
وكانت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان قد عينت، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، السنغالي آداما دينق خبيراً في مجال حقوق الإنسان في السودان، عقب الانتهاكات التي شهدتها البلاد بعد انقلاب قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان في 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وتعد الزيارة الحالية الأولى له بعد تعيينه.
ورحب دينق، في مؤتمره الصحافي، بإطلاق السلطات سراح أكثر من مائة من المعتقلين أثناء وجوده في الخرطوم، داعياً إلى الإفراج عن البقية وتحسين معاملتهم داخل السجون والسماح لهم بمقابلة أسرهم ومحاميهم، كما رحب باتجاه السلطات للتوقيع على اتفاقية "سيداو".
وأشار إلى أن الشباب في السودان يشعرون بضياع آمالهم بعد الانقلاب العسكري في 25 أكتوبر/تشرين الأول، وأنه تجب معاملتهم بصورة أفضل وإحياء تلك الآمال مرة أخرى حتى لا يلجأون إلى التطرف، مشيراً إلى أنه زار عدداً من المعتقلين ووجدهم يتطلعون إلى محاكمة عادلة أو إطلاق سراحهم، بما في ذلك المعتقلين من أعضاء لجنة إزالة تمكين نظام الثلاثين من يونيو.
سياسياً، نفت وزارة الخارجية السودانية، في بيان لها اليوم الخميس، صحة تقارير صحافية نسبت لنائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو، الموجود حالياً في موسكو، قوله بتأييد السودان قرارالرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف بسيادة كل من دونيتسك ولوغانسك.
وذكر البيان أن دقلو لم يدل بأي تصريح بهذا المحتوى بالتحديد، وإنما تحدث بصورة عمومية عن ضرورة اتباع السبل والوسائل الدبلوماسية لحل الأزمة، كما أكد حق روسيا في حماية مواطنيها بما يكفله القانون والدستور، وعدت الوزارة نشر ذلك التصريح بتلك الصورة يعد تشويها متعمداً وإخراجاً للحديث عن سياقه ومحاولة رخيصة للاصطياد في الماء العكر.
ميدانياً، تنطلق في العاصمة الخرطوم، اليوم، مليونية جديدة، بدعوة من لجان المقاومة التي حددت عدداً من النقاط للتجمع، وأكدت في بيان لها أن الانقلاب العسكري يتهاوى، ولن تنقذه دعومات "بن زايد والسيسي وبن صهيون"، وأن المواكب التي دخلت شهرها الرابع لن تتوقف، وجددت رفضها أي تفاوض مع الانقلاب.