تعهد رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان بالنأي بالجيش عن السياسة حال تحقق توافق سياسي أو بعد الانتخابات.
جاء ذلك في خطاب وجهه البرهان للشعب السوداني، بثه التلفزيون الحكومي، مساء الثلاثاء، عشية انطلاق مرحلة الحوار المباشر، الأربعاء، بين أطراف الأزمة السياسية، الذي ترعاه آلية ثلاثية من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومنظمة التنمية الحكومية.
ورحّب البرهان بانطلاق الحوار المباشر، وعده فرصة تاريخية لإخراج البلاد من أزمتها الراهنة.
البرهان: نؤكد التزامنا التام بالعمل مع الجميع للوصول بالمرحلة الانتقالية إلى انتخابات حرة وشفافة#واكب pic.twitter.com/b2pAjxhNr8
— واكب | Wakeep (@WakeepAr) June 7, 2022
وكانت الآلية الثلاثية قد وجهت الدعوة للمكون العسكري و"تحالف الحرية والتغيير" وحركات مسلحة وأحزاب وتحالفات قريبة من نظام الرئيس المعزول عمر البشير للمشاركة في اجتماعات فنية مباشرة في سياق مبادرة تبنتها لتقريب المسافات بين الأطراف، والتي طرحتها منذ يناير/ كانون الثاني الماضي.
إلا أن "تحالف الحرية والتغيير" أبرز المعارضين للانقلاب العسكري أعلن الإثنين مقاطعته للاجتماعات، بحجة أنها لن تقود إلى إنهاء انقلاب البرهان، ولن تقود للتأسيس لتحول مدني ديمقراطي.
وذكر رئيس مجلس السيادة أن المرحلة الانتقالية في الفترة السابقة شهدت عدم توافق وطني في إدارتها، ما يستوجب وضع المعالجات الضرورية، مشيراً إلى أن معظم القوى الوطنية استجابت لدعوة الحوار التي تبنتها الآلية الثلاثية، مبيناً أنهم في المكون العسكري آلوا على أنفسهم والتزموا منذ إبريل/ نيسان 2019 بالعمل من أجل ضمان تحقيق أحلام وتطلعات بناء دولة الديمقراطية والكرامة والحرية والسلام والعدالة، مؤكداً التزامهم كذلك بالعمل مع الجميع حتى الوصول بالمرحلة الانتقالية إلى نهايتها بأعجل ما يمكن، عبر انتخابات حرة وشفافة يختار فيها الشعب من يحكمه.
وأضاف أن المكون العسكري وافق ودعم العملية السياسية للآلية الثلاثية، وقدّم وسيقدم التسهيلات اللازمة للحوار، آملاً أن توصل في النهاية لاتفاق يحفظ أمن البلاد ويرفع عن كاهل الشعب ما أصابه خلال السنوات الماضية.
وأوضح أن حوار الأربعاء فرصة تاريخية للمضي وفق ما يرجوه الشعب، داعياً كل المكونات المختلفة للمبادرة بالاستجابة وعدم الوقوف حجر عثرة في طريق استدامة الانتقال والتحول الديمقراطي، والسمو فوق الخلافات، مشيراً إلى أن المنظومة العسكرية والأمنية ملتزمة بالعمل على إنفاذ مخرجات الحوار، كما جدد الحرص على النأي بالمؤسسة العسكرية عن السياسة فور توفر مطلوبات التوافق الوطني أو الانتخابات.