شدد الرئيس اللبناني ميشال عون على أن "ما شهدناه الخميس في منطقة الطيونة في بيروت مشهد مؤلم وغير مقبول، بصرف النظر عن الأسباب والمسببّين"، مقدماً التعازي إلى "ذوي الأبرياء الذين سقطوا اليوم برصاص مجرمين، أعادنا بالذاكرة إلى أيامٍ طويناها، وقلنا تنذكر وما تنعاد".
وقال عون، في كلمة توجه بها إلى اللبنانيين حول التطورات الأمنية التي حصلت اليوم الخميس، إنه لم يعد مقبولاً أن يعود السلاح لغة تخاطب بين الفرقاء اللبنانيين، مشدداً على أن "جميعنا اتّفقنا على أن نطوي هذه الصفحة السوداء من تاريخنا".
وشدد الرئيس اللبناني على أن "ما جرى اليوم ليس مقبولاً، خصوصاً في وقت ارتضى الجميع الاحتكام إلى دولة القانون والمؤسسات. وهذه الدولة، التي تضمن الحريّات لا سّيما حريّة التعبير عن الرأي، يجب أن تكون وحدها، من خلال مؤسّساتها، المرجع الصالح والوحيد لمعالجة أيّ إشكال أو خلاف أو اعتراض".
وأكد أن "الشارع ليس مكان الاعتراض، كما أنّ نصب المتاريس أو المواقف التصعيديّة لا تحمل هي الأخرى الحل. ما من أمر لا حلّ له، وحلّه ليس إلّا من ضمن المؤسسات، وكذلك من خلال الدستور الذي ما من أمر يُعلى عليه، لا التهديد ولا الوعيد".
وشدد عون على أن "البلد لا يحتمل خلافات في الشارع، ويحتاج إلى معالجات هادئة، مكانها الطبيعي هو المؤسسات، وفي مقدّمها مجلس الوزراء الذي يجب أن ينعقد، وبسرعة. وقد أجريت اليوم اتصالات مع الأطراف المعنيّة لمعالجة ما حصل، والأهمّ لمنع تكراره مرة ثانية، علماً أنّه لن نسمح بأن يتكرّر تحت أي ظرف كان".
وأشار الرئيس اللبناني إلى أن القوى العسكرية والأمنية قامت وستقوم بواجباتها في حماية الأمن والاستقرار والسلم الأهلي، مشدداً على أنه لن يتم السماح لأحد بأن يأخذ البلد رهينة لمصالحه الخاصة أو حساباته.
وأكد أن "ما حصل سيكون موضع متابعة أمنية وقضائية. وأنا، من جهتي، سأسهر على أن يبلغ التحقيق حقيقة ما جرى وصولاً إلى محاسبة المسؤولين عنه والمحرّضين عليه مثله مثل أيّ تحقيق قضائيّ آخر، بما فيه التحقيق في جريمة مرفأ بيروت التي كانت وستبقى من أولويات عملي والتزامي تجاه اللبنانييّن والمجتمع الدولي".
وطمأن عون اللبنانيين بأن "عقارب الساعة لن تعود إلى الوراء، ونحن ذاهبون باتجاه الحل وليس في اتجاه أزمة، وإنني بالتعاون مع رئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب لن نتساهل ولن نستسلم إلى أيّ أمر واقع يمكن أن يكون هدفه الفتنة التي يرفضها جميع اللبنانيين".