الرئيس الإيراني يصل إلى فنزويلا في جولة تشمل كوبا ونيكاراغوا

12 يونيو 2023
كان في استقبال رئيسي وزير خارجية فنزويلا (مجيد سعيدي/ Getty)
+ الخط -

وصل الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، اليوم الإثنين، إلى فنزويلا حيث يبدأ جولة مصغّرة في أميركا اللاتينية، ستقوده أيضاً إلى كوبا ونيكاراغو "الدول الصديقة" التي يريد تعزيز العلاقات معها في مواجهة الولايات المتحدة، خصمها المشترك.

وكان في استقبال رئيسي، الذي انتُخب في العام 2021، في مطار سيمون بوليفار في كراكاس وزير الخارجية الفنزويلي إيفان جيل. ومن المقرّر أن يلتقي الرئيس نيكولاس مادورو في وقت لاحق.

ونقلت وكالة "إرنا" الرسمية عن رئيسي قوله قبل مغادرته طهران "تتم هذه الزیارة تلبية لدعوة رسمية من رؤساء فنزويلا ونيكاراغوا وكوبا"، مضیفاً أنّ "هذه الزيارة ستكون منعطفاً في تحسين مستوى العلاقات بيننا وبين دول أميركا اللاتينية".

وتابع "خلال العامين الماضيين، تطوّر تعاوننا مع هذه الدول (فنزويلا، كوبا ونيكاراغوا)... في مجالات الصناعة والزراعة والعلوم والتكنولوجيا والطب".

والزيارة هي الأولى للرئيس الإيراني الحالي إلى ِأميركا اللاتينية التي تولي إيران للعلاقات معها، وبالذات مع فنزويلا، اهتماماً كبيراً لكونها تقع في الفناء الخلفي الأميركي.

ويرافق رئيسي وفد رفيع المستوى من وزراء الخارجية والدفاع والنفط والصحة. 

وقالت صحيفة "إيران" الحكومية، اليوم، إن زيارة رئيسي إلى الفناء الخلفي للولايات المتحدة "تأتي تزامناً مع الوضع الهش للسياسة الخارجية الأميركية تجاه طهران".

وأضافت أن "إيران بات لها حضور مؤثر واستراتيجي في أقرب موقع جغرافي من الحدود الأميركية، وهو ليس أمراً له سابق من وقت طويل".

كما أوردت وكالة "إرنا" الإيرانية الحكومية أن جولة رئيسي إلى أميركا اللاتينية تأتي في إطار سياسة طهران لإعطاء الأولوية للعلاقات مع الدول الصديقة والمتاخمة لها، لافتة إلى أن تعزيز العلاقات مع هذه الدول "تظهر قدرة إيران على التمسك بروابط استراتيجية على مستوى العالم".

وبين الدول الثلاث التي يزورها رئيسي، تكتسب فنزويلا أهمية كبيرة في الحسابات الإيرانية، وظلت إيران تدعم حكومة نيكولاس مادورو في مواجهة خصومه والقوى الغربية المعارضة له والساعية إلى إسقاط حكومته.

وتخضع الدولتان العضوان في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، لعقوبات أميركية تهدف إلى تقويض اقتصادهما.

وكان مادورو قد استقبل في فبراير/ شباط وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في كراكاس، وناقش المسؤولان "الدفاع عن مصالحهما الوطنية في مواجهة الضغوط الخارجية"، وفقاً لوزارة الخارجية الإيرانية.

ووقّعت الحكومتان، خلال زيارة مادورو لطهران في يونيو/ حزيران 2022، اتفاق تعاون يمتدّ على فترة عشرين عاماً بهدف تعزيز التحالف بينهما.

وفي العام 2020، أرسلت إيران 1,5 مليون برميل من الوقود وإمدادات غذائية، من أجل إعادة إحياء مصافي التكرير الفنزويلية، التي توقّفت وسط الشحّ الكبير. ومنذ ذلك الحين، تتهم واشنطن طهران بالالتفاف على العقوبات.

وتعود آخر زيارة لرئيس إيراني إلى كوبا وفنزويلا إلى العام 2016، عندما زارهما الرئيس السابق حسن روحاني قبل مشاركته في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

وفي يناير/ كانون الثاني 2007، استُقبل سلفه محمود أحمدي نجاد في نيكاراغوا. ودافع رئيس نيكاراغوا دانييل أورتيغا في فبراير/ شباط عن حق إيران في امتلاك سلاح نووي.

وكان "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني حاضراً في علاقات قوية بنتها إيران خلال العقدين الماضيين مع فنزويلا وبوليفيا، وفي السياق، تشير تقارير غربية إلى أن الفيلق كان له موقع تدريبي في منطقة وارنيس البوليفية.

وبشأن النفوذ الإيراني في هذه المنطقة، حذر رئيس أركان القيادة الجنوبية الأميركية الجنرال كريغ فالر، خلال إبريل/نيسان 2020، من "زيادة تحركات فيلق "القدس" الإيراني في منطقة الكاريبي وفنزويلا.

وراجت أنباء عن زيارة قام بها قائد الفيلق السابق الجنرال قاسم سليماني، عام 2019، إلى فنزويلا، قبل عام من اغتياله من قبل سلاح الجو الأميركي في بغداد مطلع عام 2020.

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون