انتزعت جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) أول التنازلات من التحالف السعودي والحكومة المعترف بها دولياً، وذلك بعد نجاحها في رفع الحظر المفروض على ميناء الحديدة، قبل إعلانه الموافقة على المبادرة الأخيرة لإنهاء الأزمة اليمنية.
وقال نائب وزير النقل اليمني ناصر شريف لـ"العربي الجديد" إنه تم السماح بدخول 5 سفن من المشتقات النفطية إلى ميناء الحديدة، كجانب إنساني، لتلبية احتياجات العاصمة صنعاء وباقي المناطق الخاضعة لنفوذ الحوثيين، والتي تعاني من أزمة حادة في الوقود.
ولا يُعرف ما إذا كانت هذه هي الكمية التي سُيسمح لها بالدخول إلى رصيف ميناء الحديدة من إجمالي 14 سفينة يقول الحوثيون إن التحالف يحتجزها منذ أشهر أم لا، لكن مصادر حكومية قالت إنها ستكون الدفعة الأولى.
ولم يصدر أي تعليق رسمي على الفور من شركة النفط الحوثية يؤكد دخول السفن إلى رصيف الميناء وإجمالي حمولتها والمدة التي ستقوم بتغطيتها.
وكانت جماعة الحوثيين قد ضغطت طيلة الأيام الماضية، وطالبت باستبعاد دخول الإمدادات من المبادرة السعودية الأخيرة، التي ركزت بشكل أساسي على رفع الحظر عن مطار صنعاء وميناء الحديدة ثم الدخول في وقف شامل لإطلاق نار، وقالت إن المبادرة لم تحتوِ على تنازلات.
وقال المتحدث الرسمي للحوثيين وكبير مفاوضي الجماعة محمد عبد السلام، في تغريدة على "تويتر"، إن "وصول المشتقات النفطية والمواد الغذائية والطبية والمواد الأساسية استحقاق إنساني وقانوني لشعبنا اليمني لا نقبل بالمقايضة به بأي شروط عسكرية أو سياسية".
إن وصول المشتقات النفطية والمواد الغذائية والطبية والمواد الأساسية استحقاق انساني وقانوني لشعبنا اليمني لا نقبل بالمقايضة به بأي شروط عسكرية أو سياسية .
— محمد عبدالسلام (@abdusalamsalah) March 24, 2021
ومن المرجح أن إدخال السفن جاء بضغوط دولية على التحالف من أجل تفويت الفرصة على جماعة الحوثيين التي ترفض القبول بالمبادرة السعودية الأخيرة، وتشترط رفع الحظر عن ميناء الحديدة.
واشترطت المبادرة السعودية رفع الحظر عن ميناء الحديدة، بضرورة توريد رسوم دخول السفن النفطية إلى حساب بنكي مشترك يخضع لإدارة البنك المركزي في عدن، ويتم تسخير المبالغ الموردة إليه في صرف مرتبات موظفي الدولة وفقاً لكشوفات 2014، أي قبل الانقلاب الحوثي واجتياح صنعاء.