أكد متحدث عسكري عراقي باسم قيادة الجيش، يوم الثلاثاء، أن هجمات عناصر تنظيم "داعش" تراجعت خلال الفترة الأخيرة بشكل واضح، وأن الضربات الجوية والهجمات حجّمتها، مشيراً إلى أن أعداد عناصر التنظيم باتت قليلة جداً.
وكثف الأمن العراقي أخيراً، العمل الاستخباري بمتابعة وتحديد تحركات عناصر تنظيم "داعش" في عموم المحافظات العراقية، ضمن استراتيجية أمنية جديدة تم اعتمادها بالتوازي مع التحرك الميداني، وهو ما نتج عنه تراجع واضح بأعمال العنف والهجمات التي كانت قد نشطت مطلع العام الجاري.
وأجرى المجلس الاستخباري العراقي، مطلع الشهر المنصرم، مراجعة لخططه للمرحلة المقبلة، بملاحقة الجماعات الإرهابية وتضييق الخناق عليها، محذرا من التراخي بتنفيذ الخطط.
ووفقاً للمتحدث باسم قيادة عمليات الجيش، اللواء تحسين الخفاجي، إن "أعداد الإرهابيين المتواجدين حالياً في العراق قليلة جداً، ويعود ذلك للضربات الجوية الدقيقة والعمليات النوعية التي قامت بها القوات الأمنية"، مبيناً في تصريح لوكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع)، أن "العراق ولأول مرة منذ 17 عاماً يمر عليه شهر رمضان والعيد دون حدوث أي عمليات ضد الشعب والقوات الأمنية".
وأشار إلى أن "الإرهابيين، يتحصنون في المناطق الجبلية والأماكن الوعرة الصعبة جغرافياً كالوديان، مثل وادي زغيتون ووادي شاي سلسلة جبال حمرين (بأطراف محافظتي ديالى وكركوك)، فضلاً عن صحراء الأنبار وجنوب غرب نينوى"، مؤكداً أن "أعدادهم قليلة جدا في تلك المناطق".
وأضاف أن "الملاحقات من قبل القوات الأمنية مستمرة والضربات متكررة ضد عناصر داعش، إذ تعتبر العصابات المتواجدة في البلاد مشلولة الحركة"، مشيرًا إلى أن "الجهد الاستخباري والأمني أسهم في إرباك المنظومة القيادية للعصابات الإرهابية".
ضابط في جهاز الاستخبارات العراقي، أكد لـ"العربي الجديد"، مشترطاً عدم ذكر اسمه، أن "سلب عناصر التنظيم القدرة على تنفيذ الهجمات المؤثرة، جاء بسبب تكثيف الجهد الاستخباري أولاً، ومن ثم سرعة تنفيذ الضربات الجوية" مشيراً إلى أن "هناك تقدماً واضحاً بالملف الأمني، يقابله استمرار بمراجعة وتحديث الخطط الأمنية، مع عدم التراخي، بحسب الأوامر الصادرة عن الجهات العليا".
وأضاف أن "الجيش العراقي يسعى ضمن خططه المتتابعة لتحجيم تحركات التنظيم، وإبعادها نحو المناطق النائية والأطراف لتتم السيطرة عليها"، مؤكداً أن "إبعاد خطر التنظيم عن المناطق السكنية هو هدف للقوات الأمنية، وأن الخطط الحالية تركز على هذا الهدف".
ونجح الطيران العراقي، خلال الشهرين الأخيرين، في تنفيذ ضربات جوية استهدفت تحركات عناصر تنظيم "داعش" بالمحافظات المحررة (ديالى وكركوك ونينوى وصلاح الدين والأنبار)، ضمن استراتيجية وضعتها لسلب عناصر التنظيم القدرة على تنفيذ الهجمات المباغتة، وقد أوقعت الضربات ضحايا من عناصر الأمن.
وتخشى الحكومة العراقية تراجع الملف الأمني ونتائجه على استقرار البلد. ووجّه السوداني الشهر الفائت، القيادات الأمنية بالتأهب ومراجعة شاملة للخطط العسكرية، مشدداً على تغيير التكتيكات العسكرية المتبعة في المناطق التي تشهد نشاطا لـ"داعش"، واتباع أساليب غير تقليدية للمواجهة، وبالطريقة التي تضعف من قدرات عناصر التنظيم وتحدّ من حركتهم.