الجزائر: أوراق سياسية وحوارات تمهيدية قبيل المؤتمر الجامع للفصائل الفلسطينية

20 يناير 2022
اقترحت "الديمقراطية" خطوات عملية لإنها الانقسام قبل أي انتخابات(محمد عابد/فرانس برس)
+ الخط -

أنهت وفود فصائل فلسطينية أبرزها، "فتح" و"حماس"، زيارة الى الجزائر، جرت في ظروف من التكتم السياسي والإعلامي، التقى خلالها الوفدان مسؤولين جزائريين مكلّفين بملف إعداد مؤتمر الفصائل الفلسطينية المقرر عقده في الفترة المقبلة في الجزائر.

بدأت الجزائر في تلقي وجمع أوراق سياسية من الفصائل الفلسطينية الستة التي وجهت إليها الدعوة للمشاركة في حوارات تمهيدية، تسبق عقد مؤتمر جامع للفصائل الفلسطينية في الجزائر، تتضمن مقترحات وتصورات الفصائل لآليات إنهاء الانقسام الفلسطيني وتحقيق المصالحة الوطنية.

وغادر وفد "حماس"، الذي ضم كلاً من، خليل الحية وعلي بركة، أمس الأربعاء، الجزائر بعد زيارة دامت يومين، سلّم وفد حماس المسؤولين الجزائريين ورقة تتضمن رؤية الحركة لملف المصالحة الفلسطينية والأسس التي يقوم عليها مسار إنهاء الانقسام الفلسطيني، وقالت مصادر مسؤولة في الجزائر لـ" العربي الجديد "، إن وفد حماس ركّز خلال لقائه مع المسؤولين الجزائريين على أهمية أن تتضمن التوافقات الفلسطينية حسم مسألة تنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية، وتشكيل المجلس الوطني الفلسطيني، وإدخال إصلاح هيكلي على منظمة التحرير الفلسطينية، عبر انتخاب رئيس ولجنة تنفيذية جديدة للمنظمة، بحيث تستوعب الأخيرة كل القوى الوطنية وتكّون الإطار الوطني الذي يتم داخله مناقشة القضايا المصيرية التي تخص الشعب الفلسطيني، وحقوقه التاريخية وخياراته النضالية.

وقال علي بركة في تصريح إعلامي نشره مكتب الحركة في الجزائر، إن حوار الجزائر يعد فرصة جديدة لإنهاء الانقسام، وأوضح أن الحركة "تعقد الآمال في أن تعزز محطة الحوار بالجزائر روح الشراكة والوحدة الوطنية، وإعادة بناء البيت الفلسطيني على أسس وثوابت وطنية وديمقراطية، بحيث يستطيع الشعب الفلسطيني مواصلة مسار التحرير والاستقلال"، وثمّن بركة الدعوة الجزائرية من أجل جمع الفصائل الفلسطينية وتوحيد الصف الفلسطيني.

 وفي السياق نفسه، غادر وفد حركة فتح الذي كان وصل إلى الجزائر السبت الماضي، ويضم عزام الأحمد، وعضوي اللجنة المركزية  لفتح محمد المدني ودلال سلامه، ونائب أمين سر المجلس الثوري فايز أبو عيطة، وقال المسؤول الإعلامي لحركة فتح بالجزائر يامن قديح في اتصال مع " العربي الجديد"، إن وفد فتح إلى الجزائر أجرى سلسلة من الاجتماعات مع المسؤولين الجزائريين لبحث سبل تحقيق المصالحة الوطنية، حيث قدم الوفد رؤية الحركة للمصالحة الوطنية، بانتظار لقاءات أخرى للمسؤولين الجزائريين مع ممثلي خمس فصائل وطنية خلال الأيام القادمة، في سياق بلورة رؤية جزائرية لتحقيق المصالحة الوطنية  بالتشاور مع مصر"، مشيرا الى أن فتح تثمن الجهود المبذولة من القيادة الجزائرية وعلى رأسها الرئيس عبد المجيد تبون لعقد "المؤتمر الوطني الجامع للفصائل الفلسطينية بالجزائر لتوحيد الصف الفلسطيني وإعلاء المصلحة الوطنية لانتزاع حقوقنا الوطنية بالاستقلال واستعادة القدس عاصمة للدولة الفلسطينية وعودة اللاجئين وتحرير الأسرى".

وفضلت السلطات الجزائرية إحاطة المشاورات التمهيدية بتكتم، وفضّلت أن تجري زيارات وفدي فتح وحماس، وباقي الوفود الفلسطينية في ظل تكتم إعلامي وسياسي، حيث لم يتم الإعلان عن أية تفاصيل تخص هذه الزيارات واللقاءات السياسية، كما لم تتح للوفود الفلسطينية تقديم اية تصريحات لوسائل الإعلام، تجنبا لإثارة قضايا خلافية.

مبادرة "الديمقراطية" 

وينتظر، اليوم الخميس، وصول وفد الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، ويترأسه نائب الأمين العام فهد سليمان، بعد تلقيها دعوة من القيادة الجزائرية للمشاركة في الحوار الوطني، وقال ممثل الحركة في الجزائر، محمد الهمامي، إن فهد سلمان سيجري حوارات مع القيادة الجزائرية لتقديم رؤية الجبهة الديمقراطية واقتراحاتها العملية لإنهاء الانقسام والحد من تداعيات التطبيع الحاصل في بعض الدول العربية، وثمن الهمامي الجهود الجزائرية البارزة لإنهاء الانقسام، واستعادة الوحدة والتوجه نحو عمل وطني مشترك للاعتراف بالحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني".

وتتضمن رؤية الجبهة الديمقراطية، وفق وثيقة تسلمت "العربي الجديد" نسخة منها، جملة من الخطوات تبدأ بوقف التراشق الإعلامي والحد من الاعتقالات السياسية في الضفة وغزة، ويتوسع إلى ثلاث مسارات تخص عقد دورة طارئة للمجلس المركزي لمنظمة التحرير، يتم خلاله اعتماد حركتي حماس والجهاد كفصائل فلسطينية مع ضمان تمثيل منصف وانتخاب لجنة تنفيذية للمنظمة تمارس دورها القيادي، يليه تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم كفاءات من كافة الفصائل، وتنفيذ اتفاقات توحيد الأجهزة الأمنية، وتشكيل قوة أمنية تتولى إدارة المعابر، قبل أن يتم إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية.

وإضافة إلى وفود حركة حماس وفتح والجبهة الديمقراطية، تنتظر الرئاسة الجزائرية زيارة وفود فصائل فلسطينية أخرى، حيث ينتظر وصول الأمين العام للجبهة الشعبية-القيادة العامة، طلال ناجي، اليوم الخميس إلى الجزائر، فيما يصل وفد عن الجهاد الإسلامي بقيادة خالد البطش في الـ30 من الشهر الجاري، ووفد عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في وقت لاحق.

وفي السادس من ديسمبر/ كانون الأول الماضي، كان الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، قد أعلن خلال زيارة قام بها إلى الحزائر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، عن قرار استضافة الجزائر لاجتماع موسع لكافة الفصائل الفلسطينية قريبا، وهو قرار يعيد الجزائر إلى دور متقدم في القضية الفلسطينية، وتكرارا لمحطات مماثلة في دعم النضال الفلسطيني، منذ أن احتضنت الجزائر في 15 نوفمبر/ تشرين الثاني 1988، اجتماع المجلس الوطني الفلسطيني، برئاسة الرئيس الراحل، ياسر عرفات، والذي أعلن خلاله عن قيام دولة فلسطين، وكانت الجزائر أول دولة تعلن رسميا اعترافها بهذه الدولة.
 

المساهمون