في وقت تواصل فيه قيادات حركة "طالبان" وسياسيون أفغان مناقشاتهم حول النظام السياسي المستقبلي وملء الفراغ الذي نجم عن خروج الرئيس أشرف غني من البلاد، الأحد الماضي، عقب سيطرة الحركة على كابول، تشهد الساحة الأفغانية جدلاً حول العلم الوطني.
وكانت الحكومات السابقة تعتمد على العلم الأفغاني الذي روّج له الرئيس الأفغاني الراحل أمان الله خان، بعد الحصول على استقلال البلاد من الإنكليز، لكن لـ"طالبان" علم خاص.
ومع سيطرة الحركة على جميع ولايات البلاد (سوى بنجشير) كانت الخطوة الأولى رفع علم "طالبان" الأبيض المكتوب عليه كلمة الشهادة "لا إله إلا الله محمد رسول الله" بدلاً من العلم الوطني، ما أثار حفيظة الكثيرين، ولا سيما فئة الشباب.
ومنذ أمس الأربعاء، بدأت تظاهرات في مدينة جلال أباد مركز إقليم ننجرهار شرقي أفغانستان، من أجل الدفاع عن العلم الوطني بدلاً من علم "طالبان".
وكانت لافتاً أنّ فئة الشباب هي التي قادت هذه التظاهرات، التي تحولت فيما بعد إلى أعمال عنف، وإطلاق نار من قبل مسلحي "طالبان" لتفرقة المتظاهرين، ما أوقع ثلاثة قتلى وعدد من الجرحى.
لاحقاً، أمرت "طالبان"، من خلال مسؤوليها المحليين، عدم التعرّض للمتظاهرين، وعدم الاعتراض على العلم الوطني، حتى تأخذ القيادة العليا في الحركة قراراً بشأن العلم المعتمد.
لكن التظاهرات لا تزال متواصلة، لليوم الثاني، وتحديداً في مدينة جلال أباد المجاورة لباكستان، ما دفع قوات "طالبان" إلى إطلاق النار لتفريق المتظاهرين مجدداً، اليوم الخميس، دون تسجيل إصابات، حتى الساعة.
ويبدو أنّ "طالبان" منتبهة لقضية العلم وأهميتها، لذا قال القيادي البارز في الحركة، عضو مكتب الدوحة، عمار ياسر، في تغريدة على "تويتر"، إنّ "قضية العلم قضية صغيرة يمكن احتواؤها، وطالبان ستتناقش حولها".
غير أنه استدرك قائلاً إنّ "تغيير العلم ليس أمراً صعباً، وهو قد حدث في التاريخ مراراً، المهم في هذه الفترة إحلال الأمن والسلام في البلاد والحفاظ على كرامة المواطن الأفغاني".
لكن أمر الله صالح، النائب الأول للرئيس الأفغاني، أشرف غني، الذي أعلن نفسه رئيساً مؤقتاً للبلاد بحكم الدستور، أشاد بالتظاهرات المنادية بالعلم الوطني، معلناً تأييده لها.
وطلب بعض المقربين من "طالبان" عبر وسائل التواصل الاجتماعي، اعتماد العلم الوطني وعدم تغييره.
وقال الشاعر الأفغاني الشهير مطيع الله تراب، وهو من المقربين من "طالبان"، على صفحته في "فيسبوك": "إنني أرحب بكل ما فعلته طالبان حتى الآن، ولكن أرجو منها عدم تغيير العلم الوطني".