- السفير الفلسطيني حسام زملط شدد على توحيد الجهود العربية واستخدام الإعلام لنقل الحقائق حول القضية الفلسطينية، مؤكدًا على التعاطف الدولي مع فلسطين.
- تم تقديم مبادرات مثل "أطباء لأجل فلسطين" ومؤسسة قرطبة لتعزيز الوعي والتأثير في صناعة القرار ببريطانيا، والإعلان عن كتاب يلخص جهود توحيد الجالية العربية.
ناقش العشرات من ممثلي الجالية العربية في بريطانيا خلال أمسية رمضانية، أمس السبت، الخطوات اللازمة، لدعم الشعب الفلسطيني في ظل التطورات الراهنة في غزة. وتضمنّت المناقشات التفكير في كيفية التواصل مع الحكومة البريطانية بهدف تغيير موقفها المتردد تجاه الأحداث في المنطقة.
وفي إطار تنظيم صفوف الجالية وتعزيز التواصل الداخلي، تباحث الحاضرون إمكانية عقد مؤتمر شامل يجمع شرائح واسعة من المجتمع العربي البريطاني، مع التركيز بشكل خاص على جذب الشباب والأجيال الجديدة من أبناء الجالية، التي تلعب دوراً حيوياً في تشكيل المواقف والتحرّكات الاجتماعية والسياسية.
جرت هذه المداولات خلال أمسية رمضانية خاصة، نظّمها السبت "مؤتمر الجالية العربية" في بريطانيا الى جانب منتدى التفكير العربي ومنصة "عرب لندن". وشهدت الأمسية حضورًا مميزًا، حيث ألقى السفير الفلسطيني في بريطانيا، حسام زملط، كلمة تؤكّد على أهمية توحيد الجهود والأصوات ضمن الجالية العربية في بريطانيا، مشيرًا إلى أن التكاتف يعزّز قوة الصوت العربي في بريطانيا وتأثيره في صياغة المواقف والقرارات.
وألقى زملط، الضوء على الدور الإعلامي ووسائل التواصل الإعلامي التي أحدثت انتفاضة فلسطينية غير مسبوقة، وقدرتها على منع الإعلام التقليدي من حظر المعلومة، كما كان يحدث في العقود السابقة. مشيراً إلى أنّ "هذا ما أدّى إلى وصول المعلومة غير مشوّهة أخيراً إلى عدد هائل من البشر في بريطانيا وغيرها. وبالتالي نجم عنه، تعاطف الشعوب مع القضية الفلسطينية، حتى شهدنا في بريطانيا ظاهرة فريدة في دعمها، وصلت إلى ذروتها في إحدى التظاهرات، حيث تجمع مليون شخص في شوارع لندن، رافعين شعاراتهم من أجل فلسطين وغزة".
وتابع في هذا السياق: "إن هذا التاريخ سيتم تسجيله، ويجب أن نشعر بالفخر لأننا جزء من هذه الذاكرة التاريخية الحية". كذلك أشار زملط، إلى محاولة تفتيت الهوية العربية المشتركة، مؤكداً أنها كانت ولا تزال هدفاً رئيسياً لمشروع صهيوني محكم. وتأسّف على "نجاح هذا المشروع في بعض الأماكن وبعض الأحيان." وشدّد على أهمية الوحدة العربية، وعلى أن فلسطين تمثّل قلب العمل العربي، وأن الهوية العربية المتماسكة هي الدرع التي تحمي شعب فلسطين.
من جهته، قال الدكتور عمر عبد المنان رئيس مجموعة "أطباء لأجل فلسطين "إنه "من خلال تواصلنا مع أطباء وممرّضات من غزة، حصلنا منذ أوّل أيام حرب غزة على معلومات عن معاناة الأطباء وقصف المستشفيات واختفاء اشخاص، لم تذكرها آنذاك وسائل الإعلام من بي بي سي أو غيرها، التي تحدّثت فقط عن حرب في إسرائيل. ولهذا السبب أطلقنا "منصّة أصوات أطباء غزة"، وبالفعل تابعها عدد كبير من الناس".
وتابع عبد المنان أنه مع مجموعة من الأطباء بدأوا منذ 10 نوفمبر/تشرين الثاني، اعتصاماً أسبوعياً أمام مكتب رئيس الوزراء حيث يطالبون بوقف إطلاق النار ووقف الحصار وإنهاء الاحتلال في غزة، وأن هذه الخطوة لاقت أصداء محلية ودولية، ما حثّهم على إطلاق مشروع "أطباء لأجل فلسطين".
أما أنس التكريتي، رئيس مؤسسة قرطبة لحوار الحضارات، فأشار إلى "أننا وصلنا اليوم إلى مرحلة المشاركة والتأثير وتجاوزنا مرحلة محاولة التواصل وبناء الجسور مع الحكومة البريطانية". وشدّد على أهمية الجهود التي تبذلها الجالية العربية وعلى ضرورة الاستمرار والتأثير في صناعة القرار وأسلوب صناعة القرار.
التكريتي: وصلنا اليوم إلى مرحلة المشاركة والتأثير وتجاوزنا مرحلة محاولة التواصل وبناء الجسور مع الحكومة البريطانية
وشارك في مداولات "مؤتمر الجالية العربية" ممثلون عن "رابطة الجالية الفلسطينية في بريطانيا"، إلى جانب الرئيس السابق لحركة التضامن مع فلسطين البروفيسور كامل حواش، ورئيس جمعية المحامين العرب في بريطانيا صباح المختار، والمديرة التنفيذية لأكاديمية الفنون والتراث العربي في لندن زينب الجواري، إضافة الى الصحافي في قناة الجزيرة ماجد عبد الهادي، وعدد كبير من الأكاديميين والصحافيين والكتاب والمحللين من أبناء الجالية العربية في بريطانيا.
وتداول الحضور في عدد من الأفكار والتطلعات التي تتعلق بالجالية، ومن ضمنها المراسلات التي دارت مؤخراً بين "مؤتمر الجالية العربية" ومكتب رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك حول الأوضاع في غزة، والدعوة إلى تغيير الموقف البريطاني مما يجري في الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك ضرورة وقف إطلاق النار ووقف تصدير الأسلحة لدولة الاحتلال الإسرائيلي.
"البريطانيون العرب: تحدّيات وتطلعات"
كما كشف منتدى التفكير العربي عن كتاب "البريطانيون العرب: تحدّيات وتطلعات"، الذي تم توزيعه على أعضاء المؤتمر، تمهيداً لتوزيعه على المكتبات العامة وإرساله الى عدد من كبار الشخصيات في بريطانيا والعالم العربي، ويتضمن الكتاب ما تم إنجازه حتى الآن من جهود من أجل توحيد وتنظيم الجالية العربية في بريطانيا.
وخلال كلمته الافتتاحية، ألقى رئيس منتدى التفكير العربي ورئيس تحرير منصة "عرب لندن"، محمد أمين، الضوء على ما وصفه بـ"انكسار إسرائيل في معركة الرأي العام، بعد مضي ستة أشهر على الحرب على غزة."
وأكّد أمين، على أهمية وجود الجالية العربية في بريطانيا، مشيراً إلى أنها تمثل قوة مؤثرة بشكل كبير في هذه البلاد. وقال: "كانت هذه الأشهر الستة أصعب فترات الجالية العربية، حيث تتابع بقلق شديد ما يحدث في الأراضي الفلسطينية. ومع ذلك، تبرز النقطة الإيجابية، في فشل إسرائيل في تحقيق هدفها بإبادة الشعب الفلسطيني، وببساطة هي فشلت في تحقيق ذلك منذ عام 1948".
يشار إلى أن "مؤتمر الجالية العربية" تأسس في صيف العام 2023 بمبادرة من منتدى التفكير العربي ومنصة "عرب لندن" التي تعتبر الموقع العربي الأكبر والأشهر الذي يُعنى بالجالية العربية في بريطانيا، والتي تأسست في العام 2018، فيما يُنظم "منتدى التفكير العربي" عدداً من الفعاليات الدورية من بينها "مهرجان التراث الفلسطيني" الذي ينعقد سنوياً في لندن ويعتبر الفعالية الأبرز للجالية الفلسطينية في المملكة المتحدة، كما أنه يجمع تحت سقفه أغلب الجاليات العربية.