التظاهرات الشعبية في سورية: تجديد العهد مع الثورة وآمالها

جلال بكور

avata
جلال بكور
16 مارس 2022
السوريون يحيون ذكرى ثورتهم بمظاهرات سلمية تؤكد على إسقاط النظام
+ الخط -

شهدت العديد من الساحات في مناطق خارجة عن سيطرة النظام السوري، أمس الثلاثاء، تظاهرات شعبية حاشدة في الذكرى الحادية عشرة لانطلاق الثورة السورية، وهو ما رأى فيه ناشطون دلالة على استمرار الثورة وأسبابها، إضافة إلى إصرار السوريين على تحقيق حلمهم بالحرية والكرامة.

وعمت التظاهرات مدناً وقرى في حلب والحسكة وإدلب والرقة ودير الزور، رافعة شعارات ومطالب الثورة السورية وعلى رأسها إسقاط النظام ورحيله كافة رموزه، ومعاقبة مجرمي الحرب، والإفراج عن المعتقلين، والكشف عن مصير المختفين قسراً في سجون النظام.

وقال الناشط محمد الإدلبي، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنّ المشاركة الشعبية في التظاهرات كانت دليلاً قاطعاً على استمرار الثورة، وإن "استمرارها يعني أنّ هذا الشعب قادر على التضحية ومستعد للتضحية من جديد وفي كل مرة. ورغم هذه الأعوام من القتل والتدمير والتشريد إلا أنهم ما زالوا عند مطلبهم".

وأضاف أنّ "الدليل الأكبر على استمرار الثورة هو مشاركة المهجرين بزخم في هذه التظاهرات، إذ لاحظنا أنّ الآلاف قطعوا كيلومترات عديدة سيراً على الأقدام من المخيمات الحدودية للوصول إلى ساحة المظاهرات في إدلب والمشاركة فيها رغم برودة الطقس".

من جانبه، يرى الناشط ثائر الخالدية، خلال حديث مع "العربي الجديد"، أنّ التظاهرات التي خرجت "دليل على تمسك السوريين بمطالبهم على رأسها إسقاط النظام، وتمسكهم بالعودة إلى ديارهم التي هجروا منها قبل 11 عاماً، رغم عدم وجود مواقف حازمة وواضحة من المجتمع الدولي تجاه نظام بشار الأسد تتجاوز التصريحات المتكررة التي حفظناها عن ظهر قلب".

وأضاف عضو المكتب الإعلامي لحي الخالدية سابقاً "لا يوجد حل أمام الشعب السوري اليوم سوى الاستمرار بتقديم التضحيات، كما لا يوجد مجال للعودة والتراجع عن أي مطالب أو تقديم تنازلات".

ورفع المتظاهرون شعارات عديدة كان من بينها "ثورة حتى النصر"، ويؤكد هذا الشعار، بحسب مشارك في التظاهرات بمدينة إدلب ويدعى ماهر، على الاستمرار في الثورة رغم كل المعاناة التي لحقت بهم جراء قمع النظام لثورتهم.

وأضاف أنّ الزخم الشعبي للتظاهرات "يكذّب سردية النظام الإعلامية التي لجأ إليها منذ بداية الثورة وأنّ المتظاهرين مجبرون على الخروج بضغط من تنظيمات مسلحة، وتؤكد أنّ لجوء النظام للحل الأمني والعسكري هو السبب الوحيد لضيق مساحة التظاهرات السلمية".

من جانبه، قال الشاعر السوري محمود الطويل المعتقل سابقاً في سجون النظام إنّ المشاركة الشعبية في المظاهرات تدل "على أنّ الألم الذي يعاني منه السوريون لن يُعيقهم عن المحاولة للوصول إلى حلمهم بدولة لا يحكمهم فيها نظام الأسد".

وأضاف لـ"العربي الجديد" "المشاركة الشعبية الواسعة تدل أيضاً على أنّ الحنين إلى الأيام الأولى للثورة ما زال دافعاً للثورة ومحرّكاً لهؤلاء الناس".

ورأى أنّ "المشاركة الشعبية الواسعة تدل على أنّ الناس ما زالوا يستجيبون لما يتعلّق بثورتهم ويتفاعلون معه، وأنهم مهما أصابهم من الآلام ومهما واجهوا من مصاعب ومآسٍ، فإنهم لن ينكصوا عن ثورتهم ولن يتهموها، إن الناس ما زالوا أوفياء لأحلامهم".

ويرى الباحث في مركز "جسور" للدراسات وائل علوان أنه رغم المآسي المستمرة للشعب السوري وتضحياته، إلا أنه يستمر في ثورته، لأنّ أسباب الثورة ازدادت، فالتنكيل الأمني والإجرام الذي يمارسه النظام دفع الشعب إلى التمسك بالثورة أكثر، مضيفًا "النظام لم يتغير ولا يمكن أن يتغير فهو مبني على مركزية أمنية لذلك أسباب الثورة مستمرة وهذا يدفع الشعب إلى الاستمرار بثورته".

وأضاف القيادي السابق في المعارضة لـ"العربي الجديد" أنّ الشعب السوري "يعبّر اليوم عن حاجته وتوقه إلى الحرية من خلال الثورة، وأن المشاركة الشعبية في المظاهرات هي تعبير عن الثورة التي لن يتراجع عنها مهما فعل النظام من جرائم".

وأدى انتهاج النظام السوري القمع والحل العسكري الأمني في مواجهة التظاهرات منذ اندلاع الثورة إلى مقتل وجرح وتهجير الملايين. وبحسب أحدث تقارير الشبكة السورية لحقوق الإنسان فقد قتل 200367 بينهم 22941 طفلاً، و11952 امرأة على يد قوات النظام السوري منذ 15 آذار/ مارس 2011 وحتى اليوم، فيما قتلت القوات الروسية 6928 بينهم 2042 طفلاً، و977 امرأة.

ذات صلة

الصورة
آثار قصف روسي على إدلب، 23 أغسطس 2023 (Getty)

سياسة

شنت الطائرات الحربية الروسية، بعد عصر اليوم الأربعاء، غارات جديدة على مناطق متفرقة من محافظة إدلب شمال غربيّ سورية، ما أوقع قتلى وجرحى بين المدنيين.
الصورة
غارات روسية على ريف إدلب شمال غرب سورية (منصة إكس)

سياسة

 قُتل مدني وأصيب 8 آخرون مساء اليوم الثلاثاء جراء قصف مدفعي من مناطق سيطرة قوات النظام السوري استهدف مدينة الأتارب الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة
الصورة
قوات روسية في درعا البلد، 2021 (سام حريري/فرانس برس)

سياسة

لا حلّ للأزمة السورية بعد تسع سنوات من عمر التدخل الروسي في سورية الذي بدأ في 2015، وقد تكون نقطة الضعف الأكبر لموسكو في هذا البلد.
الصورة
غارات جوية إسرائيلية على دمشق 21 يناير 2019 (Getty)

سياسة

قتل 16 شخصاً وجُرح 43 آخرون، في عدوان إسرائيلي واسع النطاق، ليل الأحد- الاثنين، على محيط مصياف بريف حماة وسط سورية.
المساهمون