الانتخابات الإسرائيلية: نتائج أولية الجمعة ومخاوف من التشكيك

23 مارس 2021
يحق لـ6.5 ملايين إسرائيلي الاقتراع (إيمانويل دوناند/فرانس برس)
+ الخط -

فضل مئات آلاف الإسرائيليين التوجه للمجمعات التجارية والمتنزهات، تاركين التصويت في الانتخابات إلى ساعات المساء، إذ لم تجتز نسبة التصويت حتى الرابعة من عصر اليوم الثلاثاء الـ30 في المائة، وهي أقل بكثير من النسبة في الانتخابات الأخيرة التي جرت في الثاني من مارس/آذار العام الماضي.
ومع توجه الإسرائيليين، للاقتراع للمرة الرابعة في أقل من عامين، بدت على الكثيرين منهم حالة من الملل من تكرار عملية الاقتراع، فيما عجزت المنظومة الحزبية في ثلاث معارك انتخابية متتالية، بدأت في إبريل/نيسان 2019، عن التوصل إلى نتائج حاسمة، تؤدي إلى تشكيل حكومة مستقرة.

التمست "ميرتس" من محكمة العدل التدخل وتأمين مراكز الاقتراع

وأبدى الرئيس الإسرائيلي رؤبين ريفلين، اليوم الثلاثاء، امتعاضه عندما قام بالإدلاء بصوته، مشيراً إلى أن تكرار الانتخابات يضعف ثقة المواطن بالديمقراطية الإسرائيلية، فيما كانت المديرة العامة للجنة الانتخابات المركزية في إسرائيل، أورلي عدسي، تكرر التحذير من مخاطر تشكيك جهات مختلفة، وخاصة في اليمين المتطرف الموالي لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، بنزاهة اللجنة ونتائج الانتخابات، علماً أن الشرطة الإسرائيلية نشرت أكثر من 20 ألف عنصر لتأمين العملية الانتخابية.
وبالرغم من ذلك، توالت، كما في كل معركة انتخابية شكاوى مختلفة من الأحزاب، عن محاولات تزوير في صناديق الاقتراع، أو حذف وإخفاء البطاقات التي تحمل شارتها الانتخابية. واضطرت حركة "ميرتس" اليسارية إلى الالتماس لمحكمة العدل العليا للتدخل وتأمين مراكز الاقتراع.

ومع أن 6.5 ملايين ناخب إسرائيلي يملكون حق الاقتراع، منهم نحو 6 ملايين مقيمون دائمون في إسرائيل، إلا أن التوقعات لا تشير إلى تجاوز نسبة التصويت الـ72 في المائة. بل توقعت جهات مختلفة انخفاض النسبة العامة، خصوصاً في المدن الإسرائيلية العلمانية الكبرى، مثل تل أبيب، وأشكلون، وموديعين، المحسوبة على أحزاب اليسار والوسط، وفي صفوف المجتمع الفلسطيني في الداخل بفعل انقسام وتفكيك القائمة المشتركة للأحزاب العربية لقائمتين متنافستين، مع ما رافق ذلك من اتهامات متبادلة بالتخوين من جهة والتكفير من جهة ثانية.
وبالرغم من إغلاق صناديق الاقتراع في العاشرة ليلاً، إلا أنه خلافاً للجولات الانتخابية السابقة، لا يتوقع أن يتم إعلان نتائج أولية شبه رسمية قبل الجمعة المقبل، فيما ستعلن النتائج الرسمية النهائية في 31 من الشهر الحالي. وتدور الانتخابات الرابعة في إسرائيل بالأساس على بقاء رئيس الحكومة الحالي بنيامين نتنياهو، الذي عبر اليوم عن أمله في أن تكون جولة الاقتراع هذه "الأخيرة"، في منصبه، بالرغم من المحاكمة الجنائية له بتهم الفساد وتلقي رشى، فيما تنقسم إسرائيل عملياً إلى معسكرين أساسيين، المعسكر المؤيد لنتنياهو، والمكون من حزبه "الليكود" وأحزاب الحريديم والصهيونية الدينية الفاشية، "هتسيونوت هداتيت"، والمعسكر المناهض له والساعي إلى تغييره، لكنه معسكر غير متجانس، يتكون من أحزاب يمينية علمانية، وحزب وسط يمين، وحزبين يساريين، وقائمتين عربيتين.

تدور الانتخابات الرابعة على بقاء نتنياهو في منصبه
 

وتشير التوقعات إلى استمرار حال التعادل بين المعسكرين، وفق الاستطلاعات الأخيرة في إسرائيل، مع ترجيح تمكن نتنياهو، من خلال رفع نسبة التصويت في اليمين التقليدي وفي صفوف اليمين الديني، من الوصول إلى تأمين أغلبية 61 عضو كنيست يؤيدون تكليفه بتشكيل الحكومة المقبلة، خصوصا في حال فشل حزب اليسار، "ميرتس"، أو حزب "كاحول لفان" باجتياز نسبة الحسم، ما سيعني خسارة المعسكر المناهض لنتنياهو لأربعة مقاعد.
في المقابل، في حال تكررت النتائج السابقة في الانتخابات الأخيرة، ولعدم تجانس مواقف الأحزاب المناهضة لنتنياهو، وعدم استعداد بعضها، لا سيما حزب "تكفا حداشاه" برئاسة غدعون ساعر، وحزب "يمينا" بقيادة نفتالي بينت، التحالف مع أي من القائمتين العربيتين، فإن المراقبين لا يستبعدون أن تؤدي نتائج الانتخابات الرابعة، إلى جر إسرائيل لانتخابات خامسة. وتمتاز الجولة الرابعة من الانتخابات بغياب أي ذكر للقضية الفلسطينية والصراع مع الفلسطينيين، وسط إجماع غالبية الأحزاب الإسرائيلية على تهميشها، والتركيز أساساً على القضايا الداخلية ومكافحة جائحة كورونا، وإعادة عجلة الاقتصاد وترميمه، والتغلب على ما سببته الجائحة من أضرار اقتصادية واجتماعية.

المساهمون