ووسع الاحتلال الإسرائيلي في الساعات الأخيرة من ضرباته العسكرية، بعدما كانت غاراته تستهدف المناطق الحدودية في الساعات الأولى للعدوان، لتشمل الضربات الأخيرة مواقع للمقاومة في المناطق الداخلية للقطاع.
واستشهدت الرضيعة صبا محمود أبو عرار، البالغة من العمر عاماً وشهرين، جراء الاستهداف الإسرائيلي لشرق غزة، وفق ما أعلن الناطق باسم وزارة الصحة، أشرف القدرة.
وفي وقت لاحق أعلن القدرة استشهاد والدة صبا، فلسطين صالح أحمد أبو عرار 37 عاماً، وهي حامل، متأثرة بجراحها التي أصيبت بها في الرأس.
كذلك استشهد فلسطيني وأصيب أكثر من عشرة آخرين، بينهم طفل وطفلة أصيبا بجروح وكسور جراء استمرار العدوان وتوسيع رقعة الاستهداف.
واستشهد الشاب خالد محمد حلمي ابو قليق (25 عاماً) وأصيب آخر بجراح حرجة جراء استهداف طائرات الاحتلال الإسرائيلي، لدراجة نارية في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة.
وقصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية، عمارة تجارية سكنية غربي مدينة غزة، تضم بين مكاتبها مقر وكالة "الأناضول" التركية للأنباء.
وأطلقت الطائرات أربعة صواريخ على المبنى الذي يتوسط أحد المناطق السكنية المكتظة ما أدى لتدميره بشكل كامل، ولم تسجل إصابات.
واستهدف الاحتلال مواقع عسكرية وتدريبية لـ"سرايا القدس"، الذراع العسكرية لحركة "الجهاد"، و"كتائب القسام" الذراع العسكرية لحركة "حماس"، على امتداد مناطق القطاع المختلفة، إلى جانب استهداف مواقع رصد ونقاط مراقبة حدودية.
وزعم الاحتلال الإسرائيلي تدمير طائراته الحربية لنفق هجومي كانت تحفره حركة "الجهاد الإسلامي" شرقي مدينة رفح جنوب القطاع.
تواصل الرشقات
وفي المقابل، استمر دوي صفارات الإنذار في مستوطنات "غلاف غزة" والمناطق المحيطة بها، مع تواصل الرشقات الصاروخية التي تطلقها المقاومة.
وأعلنت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية مسؤوليتها عن قصف مواقع "العدو الصهيوني ومغتصباته" في غلاف غزة منذ صباح اليوم السبت وحتى الساعة 06:00 مساءً (بالتوقيت المحلي) بعشرات الرشقات الصاروخية.
وقالت الغرفة المشتركة في بيان إنّ ذلك جاء "رداً على إيغال العدو الصهيوني في دماء أبناء شعبنا، وتعمده استهداف واغتيال المقاومين في المواقع العسكرية يوم أمس الجمعة".
وأكّدت الغرفة المشتركة أنها تتابع عن كثب سلوك "العدو الصهيوني" ومدى التزامه بوقف العدوان على شعبنا، متوعدة بالرد على استمرار العدوان. وحذّرت بأن ردها سيكون أقسى وأكبر وأوسع في حال تمادي الاحتلال في العدوان، و"سنبقى الدرع الحامي لأهلنا وشعبنا وأرضنا".
وفي وقت لاحق، أعلنت الغرفة المشتركة قصفها مستوطنات "عسقلان" و"أوفاكيم" و"كريات غات" برشقات صاروخية، وهددت كذلك بتوسيع الردود إلى "أسدود" و"بئر السبع".
صد العدوان
في السياق، حمّل الناطق باسم "حماس"، فوزي برهوم، الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن تداعيات استمراره في سياساته وجرائمه وانتهاكاته وتلكُئه في تنفيذ التفاهمات واستمرار حصار غزة.
ووجه برهوم في تصريح وزع على وسائل الإعلام التحية إلى المقاومة الفلسطينية التي "أبت إلا أن تقوم بواجبها الوطني والأخلاقي في الدفاع عن أبناء شعبنا وأهلنا في غزة وحمايتهم، والرد بكل قوة على العدوان الإسرائيلي الغاشم".
وأوضح أن رسالة غرفة العمليات المشتركة تؤكد أن المقاومة لن تسمح للعدو بتكرار جرائمه، والاستمرار في استباحة الدم الفلسطيني، وأنها ستبقى الدرع الحامي للشعب الفلسطيني وللمتظاهرين السلميين.
وخلال تشييع جثمان أحد شهداء مسيرات العودة، قال القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي" أحمد المدلل إنّ المقاومة لن تسمح على الإطلاق بأن يوغل الاحتلال الإسرائيلي في جرائمه وعدوانه من دون رد، مؤكداً أن المقاومة وجدت لتدافع عن شعبها وتدحر العدوان.
وأشار المدلل إلى أنّ المقاومة تمتلك وسائل قتالية وقدرات تستطيع من خلالها مفاجأة الاحتلال الإسرائيلي وإيلامه.
الاحتلال يخطط لتوسيع عدوانه
في المقابل، ذكرت قناة التلفزة الإسرائيلية "13" أن جيش الاحتلال يستعد لتكثيف غاراته الجوية خلال الليل على غزة، فيما كشف المتحدث بلسان جيش الاحتلال، روني ملنيس، أن عملية القنص التي نفذتها المقاومة مساء أمس الجمعة استهدفت جيباً كان يستقله العقيد ليبرون بتيتو، قائد الساحة الجنوبية في فرقة غزة العسكرية.
وفي تقرير بثته مساء اليوم، ذكر معلق القناة العسكري، ألون بن دافيد، أن سلاح الجو الإسرائيلي سيزيد من عدد الغارات التي يشنها على جميع مناطق قطاع غزة، مشيرا إلى أن جيش الاحتلال نشر العديد من منظومات الدفاع الجوي المعروفة بـ "القبة الحديدية" في محيط المدن الكبرى، جنوب ووسط إسرائيل. ولفت إلى أنه تم الدفع بتعزيزات عسكرية إلى محيط القطاع، وضمنها وحدات خاصة.
وفي السياق ذكر المتحدث بلسان جيش الاحتلال، روني ملنيس، أن المقاومة الفلسطينية أطلقت منذ صباح اليوم 200 صاروخ إلى العمق الإسرائيلي. وأشار إلى أن الجيش دمر اليوم نفقاً دشنته حركة "الجهاد الإسلامي" في منطقة رفح، أقصى جنوب القطاع، زاعماً أن الحركة شرعت في الأشهر الأخيرة بتكثيف عملية تدشين النفق بهدف استخدامه في تنفيذ عملية في العمق الإسرائيلي.
وزعم أن النفق قد تم تدميره بعدما تجاوز الحدود بين إسرائيل والقطاع، مشيراً إلى أن جيش الاحتلال اكتشف النفق وراقب عملية البناء فيه.
من ناحية ثانية دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أعضاء المجلس الوزاري المصغر لشؤون الأمن لحضور اجتماع عاجل غداً الأحد بعد انتهاء الجلسة الأسبوعية للحكومة للتباحث حول المواجهة مع القطاع.
وذكر موقع صحيفة "معاريف" اليوم أن مستوطنين أصيبا بجراح بالغة ومتوسطة في القصف الذي استهدف كلاً من "عسقلان" و"كريات غات".