الاحتلال يبقي على حالة التأهب القصوى تحسباً من ردّ فلسطيني أو إيراني

31 يناير 2023
يتخوّف الاحتلال من عمليات فدائية ضد المستوطنين وعناصر جيشه (مناحيم كاهانا/فرانس برس)
+ الخط -

أكدت تقارير صحافية إسرائيلية، اليوم الثلاثاء، أن الاحتلال الإسرائيلي أبقى على حالة التأهب الأمنية القصوى في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس، تحسباً من عمليات فلسطينية فدائية ضد المستوطنين وعناصر جيش الاحتلال، فيما رفع أمس الإثنين، من حالة التأهب لاحتمال مواجهة ردّ إيراني على الهجوم الإسرائيلي الأخير بالطائرات المسيّرة على مصنع في أصفهان، من جهة، واستهداف قافلة مركبات عند الحدود العراقية السورية، كانت محمّلة بحسب تقارير مختلفة بأسلحة وعتاد عسكري موجه لـ"حزب الله" في لبنان عبر الأراضي السورية، من جهة أخرى.

وبحسب موقع "معاريف"، فإن حالة التأهب الإسرائيلي في الأراضي المحتلة مستمرة على نحو خاص على امتداد خطوط التماس والجدار الفاصل بين الأراضي المحتلة عام 1967، وبين الداخل الإسرائيلي، وفي الشطر الشرقي من القدس المحتل عام 1967 أيضاً.

وواصل الاحتلال نشر قوات معززة من الشرطة وحرس الحدود في القدس المحتلة. ودفع بتعزيزات من قوات الجيش في الضفة الغربية بأعداد إضافية من الجنود، لتأمين وحراسة المستوطنات ومحاور الطرق الرئيسية المؤدية لها.

ويأتي استمرار فرض حالة التأهب، مع إعلان الجيش وأمن الاحتلال، عن توفر ما لا يقل عن 41 تحذيراً أمنياً لتنفيذ عمليات فلسطينية ضد الاحتلال بحسب ما كشفت عنه أمس الإثنين، رئيسة قسم العمليات في الشرطة العميد سيغال بار تسفي.

وتشهد قرى وبلدات الداخل الفلسطيني المحاذية لخط التماس المعروف أيضاً باسم الخط الأخضر، انتشاراً مكثفاً لعناصر حرس الحدود والدوريات العسكرية، لتأمين خط التماس وملاحقة العمال الفلسطينيين الذين يحاولون اجتياز الجدار الفاصل والسياج الأمني من الثغرات المختلفة. كما تقتحم قوات من حرس الحدود البلدات القريبة من الضفة الغربية، بحثاً عن عمال فلسطينيين دخلوا بدون تصاريح للعمل في قطاعات الزراعة والبناء.

وتأتي حالة التأهب القصوى أيضاً، في ظل المواجهات التي شهدتها مدينة القدس المحتلة منذ عملية "النبي يعقوب" الأسبوع الماضي، وإطلاق الاحتلال، بناءً على توجيهات وأوامر وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، لبلدية الاحتلال في القدس بهدم البيوت والمنشآت الفلسطينية التي بنيت بحسب زعم الاحتلال بدون ترخيص.

وفي هذا السياق، أُعلن اليوم الثلاثاء، إضراب في بلدة جبل المكبر في القدس المحتلة، رداً على عمليات الهدم أمس، فيما قال موقع "معاريف" إن أحد سكان حي راس العامود الفلسطيني في القدس، قام بهدم بيته بمبادرة منه، بعد تلقيه إخطاراً بالهدم من سلطات الاحتلال.

وأضاف الموقع أنه من المقرر أن تستمر عمليات هدم البيوت في القدس المحتلة هذا الأسبوع أيضاً، وأن تمتد إلى السواحرة هذا الصباح.

وعلى صعيد التأهب تحسباً من رد إيراني، فقد ذكرت القناة الإسرائيلية العامة "كان 11" مساء أمس الإثنين، أن جيش الاحتلال رفع حالة التأهب في أعقاب الهجوم الذي نفذته طائرات مسيّرة على مصنع للأسلحة في مدينة أصفهان، السبت، وعلى قافلة من المركبات على الحدود العراقية الإيرانية، لاسيما بعد التهديدات التي وجهتها إيران لإسرائيل بأن الرد آتٍ.

وأفادت القناة الإسرائيلية بأن الأجهزة الأمنية والعسكرية عقدت مشاورات لتقدير الوضع، والسيناريوهات المحتملة للرد الإيراني، سواء كان بصواريخ، أو من خلال محاولة استهداف إسرائيليين في الخارج، ومقار للسفارات الإسرائيلية في الدول الأجنبية.

ولفتت القناة إلى وجود مخاوف إسرائيلية من عودة إيران لاستهداف سفن إسرائيلية أو سفن لشركات أجنبية يملكها إسرائيليون، لكنها مسجلة في دول غربية.

وكان الجنرال احتياط يسرائيل زيف، قال أمس في مقابلة مع إذاعة محلية في إسرائيل، في تعليقه على عملية أصفهان واستهداف القافلة على الحدود العراقية السورية، أنه يرى بوادر لتعاون أميركي إسرائيلي، وأن الهجوم على أصفهان كان مبنياً على معلومات استخباراتية من الدرجة الأولى، في إشارة منه لمسؤولية محتملة لإسرائيل عن العملية، خصوصاً بعدما قالت مصادر أميركية لوسائل الإعلام المحلية، وبينها "نيويورك تايمز" و"وول ستريت جورنال" إن من نفذ عملية أصفهان هو الموساد، وليس الولايات المتحدة.

وارتفعت حدة التوتر والمخاوف الإسرائيلية أيضاً في ظل زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى المنطقة، وتوقيتها، مع التركيز على التعاون الإسرائيلي الأميركي في مواجهة إيران، خصوصاً بعد الدور الذي تلعبه إيران في تزويد روسيا وقواتها بمسيّرات هجومية، تستخدمها الأخيرة في الحرب الأوكرانية.

المساهمون