الاحتلال يبدأ عملية عسكرية في الضفة الغربية... هل تتوسع لاحقاً؟

07 يناير 2025
قوات الاحتلال خلال اقتحام مخيم نور شمس شمالي الضفة، 8 أغسطس 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن عملية عسكرية في الأغوار بالضفة الغربية، حيث قتل ثلاثة فلسطينيين وأصيب جندي إسرائيلي بجروح خطيرة. تأتي العملية ضمن جهود الجيش لإحباط عمليات المقاومة، مع مصادرة أسلحة واعتقال "مطلوبين".

- تواصل قوات الاحتلال البحث عن منفذي هجوم قرب مستوطنة "كيدوميم"، مما أدى إلى مقتل ثلاثة إسرائيليين. تشمل الجهود عمليات تمشيط استخباراتية وفرض طوق على القرى الفلسطينية، مع احتمال توسيع العدوان.

- صادق نتنياهو على إجراءات في الضفة الغربية، بما في ذلك اعتقالات للمقاومين. تصريحات وزراء الاحتلال تدعو لتدمير المدن الفلسطينية، مما قد يشجع المستوطنين على شن هجمات إضافية.

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، عن شروعه أمس الاثنين بعملية عسكرية في منطقة الأغوار في الضفة الغربية المحتلة، تخللها قتل ثلاثة فلسطينيين، وإصابة أحد جنوده بجروح خطيرة قرب نابلس. وزعم جيش الاحتلال أن حملته العسكرية تأتي في إطار إحباط عمليات المقاومة في عدد من القرى الفلسطينية في الضفة.
 
وبحسب بيان جيش الاحتلال، بدأت قواته الليلة الماضية (الاثنين- الثلاثاء)، عملية لوائية في الأغوار، تم خلالها قتل فلسطينيين اثنين في بلدة طمون بعد قصفهما بواسطة طائرة مسيّرة، إضافة إلى مصادرة أسلحة واعتقال عدد من "المطلوبين".

يأتي ذلك فيما تواصل قوات الاحتلال، لليوم الثاني على التوالي، البحث عن منفذي العملية التي أسفرت أمس الاثنين، عن مقتل ثلاثة إسرائيليين، بينهم شرطي، وإصابة تسعة آخرين قرب مستوطنة "كيدوميم" القريبة من قرية الفندق شرق مدينة قلقيلية شمالي الضفة الغربية المحتلة.

ووفق وسائل إعلام عبرية، تجري قوات الاحتلال عمليات تمشيط، بمسارين، أحدهما عملياتي والآخر استخباراتي. وتفرض منذ أمس طوقاً على القرى الفلسطينية في المنطقة وعلى الطرق المؤدية إلى مدينة نابلس ومحطيها.

 
وتنذر تصريحات وقرارات مسؤولين إسرائيليين باحتمال توسيع العدوان على بعض مناطق الضفة الغربية، رغم الجهود المبذولة من قبل السلطة الفلسطينية، في ملاحقة المقاومة في أرجاء الضفة والعمليات التي يقوم بها الجيش بنفسه خاصة منذ شروعه في حرب الإبادة التي يشنها على قطاع غزة قبل نحو 14 شهراً. ومع هذا، يشير مسؤولون إسرائيليون إلى أنه لا يمكن التعويل على أجهزة السلطة لمنع العمليات ضد الاحتلال مهما فعلت.

وعلّق رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو على قتل ثلاثة إسرائيليين أمس، بالقول: "سنصل إلى القتلة الأشرار وسنحاسبهم وكل من ساعدهم. لن يفلت أحد من العقاب"، ليصادق لاحقاً على سلسلة من الإجراءات في الضفة، بعد جلسة تقدير موقف حول الأوضاع، بمشاركة وزير الأمن يسرائيل كاتس، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هيلفي، ورئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار، وقائد المنطقة الوسطى في الجيش، وعدد من المسؤولين في المؤسسة الأمنية.

وبحسب بيان صادر عن ديوان نتنياهو، فإن الأخير "صادق على عمليات لإلقاء القبض على المخربين (المقاومين) ومحاسبتهم، كما صادق على عمليات إضافية دفاعية وهجومية في الضفة الغربية".

وربما تندرج الحملة العسكرية الجديدة في إطار هذه المصادقة، وليس من المستبعد اتساع رقعتها إلى مناطق مختلفة في الضفة، خاصة مع دعوة وزراء في حكومة الاحتلال، منهم وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، إلى تدمير المدن والقرى الفلسطينية في الضفة الغربية على غرار حرب الإبادة في قطاع غزة.

وكتب سموتريتش على حسابه في منصة إكس، بعد العملية في "كيدوميم" أن "الإرهاب في يهودا والسامرة (الضفة الغربية المحتلة)، والإرهاب من غزة وإيران هما الإرهاب نفسه، ويجب القضاء عليه". وأضاف: "من يعتمد على السلطة الفلسطينية للحفاظ على أمن مواطني إسرائيل يستيقظ على صباح يذبح فيه الإرهابيون مرة أخرى السكان اليهود". وأضاف سموتريتش: "يجب أن تبدو الفندق، ونابلس وجنين مثل جباليا، حتى لا تصبح (مدينة) كفار سابا مثل كفار عزة (إحدى مستوطنات غلاف غزة) لا سمح الله".

من جانبه، علّق وزير الأمن يسرائيل كاتس، بالقول: "من يسير على طريق حماس في غزة، ويوفّر الحماية للقتل والمس باليهود، سيدفع أثماناً باهظة. لقد وجهت الجيش الإسرائيلي للعمل بقوة ضد كل مكان تقود إليه آثار القتلة. لن نتسامح مع واقع مشابه لغزة في يهودا والسامرة".

وقد تشجع مثل هذه التصريحات أيضاً المستوطنين الإسرائيليين على شن مزيد من الهجمات على الفلسطينيين، خاصة في ظل تجاهل الجيش والشرطة للاعتداءات وحمايتها أحياناً. 

وربما بات بإمكان جيش الاحتلال حشد قوات أكبر من أجل عمليات في الضفة، بعد الهدوء النسبي على الجبهة اللبنانية منذ أكثر من شهر، وسحب معظم القوات من قطاع غزة في الأشهر الأخيرة رغم استمرار حرب الإبادة.