الاتحاد الأفريقي قلق بشأن الوضع الأمني في شرق الكونغو الديمقراطية

31 أكتوبر 2022
محتجون يحرقون العلم الرواندي (جاستن كاتوموا/أسوشييتد برس)
+ الخط -

أعرب الاتحاد الأفريقي، الأحد، عن قلقه البالغ حيال تدهور الوضع الأمني في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث حقق المتمردون أخيرا تقدما ميدانيا.

ودعا الرئيس الدوري للاتحاد ماكي سال ورئيس مفوضية الاتحاد موسى فقي محمد في بيان مشترك، "جميع الأطراف إلى إرساء وقف فوري لإطلاق النار واحترام القانون الدولي وسلامة وأمن المدنيين والاستقرار عند حدود كل الدول في المنطقة".

وحضّ الرجلان من جهة أخرى "كل الأطراف المعنية على الانخراط في حوار بنّاء، في إطار آلية قائمة، إطار الاتحاد الأفريقي للسلام والأمن والتعاون من أجل جمهورية الكونغو الديمقراطية والمنطقة، وحوار السلام بين الكونغوليين الذي تقوده مجموعة شرق أفريقيا".

في هذا الصدد، دعا سال وفقي محمد "كل الأطراف إلى المشاركة بحسن نية في حوار ثالث للسلام بين الكونغوليين يعقد من الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني 2022 وحتى الـ13 منه".

إلى ذلك، أعرب الاتحاد الأفريقي عن "دعمه الكامل لخريطة الطريق التي وضعتها لواندا والرامية إلى تطبيع العلاقات السياسية بين جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا".

كما شجّع الاتحاد الرئيس الكونغولي "جواو لورنسو على مواصلة مهمته بصفته مسهلاً للحوار البنّاء بين البلدين الشقيقين، أي جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا".

وتظاهر شبّان غاضبون الأحد في غوما بشرق جمهورية الكونغو الديمقراطية ضد رواندا، المتهمة بدعم متمردي حركة "إم 23" الذين باتوا على مسافة عشرات الكيلومترات من المدينة المذكورة، وعمدوا الى إحراق العلم الرواندي.

وأعلنت كينشاسا مساء السبت طرد السفير الرواندي بعد أشهر من التوتر واتهامات بدعم "إم 23"، الأمر الذي تنفيه كيغالي مؤكدة في المقابل أن جمهورية الكونغو تتعاون مع متمردي الهوتو الروانديين.

وجال عشرات المتظاهرين، سيرا أو على دراجات نارية، على كنائس، داعين السكان إلى المشاركة في "مسيرة كبرى" الإثنين ضد "عدوان رواندا"، وفق ما أفاد به مراسل "فرانس برس" في كبرى مدن إقليم شمال كيفو.

ولدى وصولهم إلى المكتب الإقليمي لبنك التنمية في دول البحيرات العظمى، أنزلوا علما روانديّا وأحرقوه عند نقطة حدودية مجاورة.

وهتف المتظاهرون "لا نريد رؤية روانديين عندنا"، وقال أحدهم: "نمهلهم 24 ساعة، إذا رأيناهم غدا فقد انتهى الأمر". وقبالته، كان شاب آخر يرفع ساطورا كبيرا في اتجاه الحدود الرواندية.

وأعرب آخرون عن دعمهم للجيش الكونغولي في مواجهة المتمردين، مطالبين بـ"تسليحهم للتمكن من مقاتلة رواندا".

تزامن هذا التحرك مع وصول القائد الجديد للمنطقة العسكرية الجنرال برونو مبيزا إلى غوما. وقال للصحافيين لدى نزوله من الطائرة: "سنخوض التحدي"، داعيا السكان إلى التزام الهدوء. وأضاف: "القوة دائما للدولة (...) كل ما يعود إلى الكونغو ستتم استعادته".

وحمل متمردو "إم23" السلاح مجددا نهاية العام الفائت، بحجة أن كينشاسا لم تحترم اتفاقات سابقة معهم تنص على إعادة دمج مقاتليهم.

وشن المتمردون في الأيام الأخيرة هجوما واسع النطاق، وسيطروا على مدينتَي كيوانجا وروتشورو على مسافة حوالى 70 كيلومترا من غوما التي يقطنها أكثر من مليون شخص. ورصد وجود متمردين أيضا على مسافة 30 كيلومترا من المدينة.

وقالت رواندا الأحد إنها "تبلّغت بأسف" قرار كينشاسا طرد سفيرها.

(فرانس برس، العربي الجديد)