الإسرائيليون يخيّبون ظنّ رئيسهم: عائدون إلى الانقسام بعد الحرب

14 يناير 2024
خلال مظاهرة ضد التعديلات القضائية في تل أبيب، 30 سبتمبر (Getty)
+ الخط -

فيما عبّر الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ عن أمله في استمرار الوحدة غير المسبوقة في المجتمع الإسرائيلي، أظهر استطلاع للرأي أن 58% من الإسرائيليين يعتقدون أن "نشوة" هذه الوحدة ستختفي مباشرة، في اليوم الذي يلي الحرب على قطاع غزة.

وكان الإسرائيليون يعانون من انقسام داخلي وشرخ غير مسبوق على خلفية خطة التعديلات القضائية التي تقودها الحكومة الإسرائيلية، ونجح القادة والمؤسسة العسكرية في توحيدهم بالحديث عن التهديد الوجودي عقب عملية "طوفان الأقصى".

وبحسب استطلاع للرأي أجراه معهد "ميدغام" لجهات إسرائيلية تُعنى بالشأن الداخلي، فإن 75% من الإسرائيليين، يرون أن الوحدة تعززت بينهم منذ بداية الحرب، لكن 58% منهم يعتقدون أن "نشوة" هذه الوحدة ستختفي مباشرة، في اليوم الذي يلي الحرب. ومن نتائج الاستطلاع الذي جاء بعد مرور مئة يوم على الحرب، اعتقاد 72% من الإسرائيليين أن القيادة الإسرائيلية لا تعمل من أجل الحفاظ على شعور الوحدة بينهم، فيما يعتقد 30% أن المواطنين أنفسهم، هم العامل الرئيسي الذي يمكن أن يمنع العودة إلى حالة الانقسام والاستقطاب.

ويرى 24% أن سبب الانقسام هو رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، فيما ألقى 23% بالمسؤولية على وسائل الإعلام. ويعتقد 15% أن سبب ذلك هم الوزراء وأعضاء الكنيست.

كذلك يعتقد 44% من المستطلعين أنه من أجل الحفاظ على وحدة الإسرائيليين في اليوم التالي للحرب، ثمة حاجة لتغيير القيادة، فيما يرى 17% أن الأمر يتطلب تعزيز القيم المشتركة في المجتمع الإسرائيلي. ويعتقد 15% أنه يجب محاربة الجهات المتطرفة في المجتمع، فيما يعتقد 13% أنه يجب تغيير الخطاب السائد عبر شبكات التواصل الاجتماعي. وهناك قضايا يتفق عليها أغلبية الجمهور الاسرائيلي، منها على سبيل المثال أن 80% من الإسرائيليين يعتقدون أن مسألة إعادة المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة، تؤثر في الشعور بالوحدة والتضامن في المجتمع.

علاوة على ذلك، تعتقد نسبة من 58% من الإسرائيليين أن المهمة الأكثر إلحاحاً وأهمية في اليوم التالي للحرب، هي إعادة الشعور بالأمن للسكان، و14% يعتقدون أنه ينبغي العمل من أجل استقرار الوضع الاقتصادي، و13% يعتقدون أنه يجب تعزيز وحدة الإسرائيليين. بينما يعتقد 11% أن التركيز يجب أن يكون على إعادة بناء وتأهيل البلدات والمستوطنات التي لحق بها الخراب بسبب الحرب، في المنطقتين الجنوبية والشمالية.

هرتسوغ :ارتكبنا خطأً فادحاً وعلينا التحلّي بالمسؤولية

في مقاله تحدث الرئيس الإسرائيلي هرتسوغ، عن عدة نقاط، أبرزها وحدة الإسرائيليين التي يطمح إليها ويتمناها بعد الحرب أيضاً، لكن الاستطلاع أشار إلى عدم ثقة المجتمع الإسرائيلي باستمراريتها.    ومما قاله هرتسوغ: "لقد ارتكبنا خطأً فادحاً ومؤلماً عندما لم نكن مستعدين. لكن الخطأ الأكبر ارتكبه العدو... رغم أن الحرب اندلعت في واحدة من أكثر الفترات استقطاباً في تاريخنا، وبينما كان العدو يأمل أن يعمّق هجومه الشرخ ويضعف التحالف الإسرائيلي، فإننا اخترنا الحياة، واخترنا التحالف بيننا. اخترنا أن نتّحد على الفور ونقاتل معًا، كتفًا بكتف، من أجل حاضر ومستقبل بيتنا المشترك".

أضاف هرتسوغ: "لسوء الحظ، من الصعب عدم ملاحظة أن هناك من يختار في هذا الوقت العودة إلى خطاب الكراهية الذي ساد هنا حتى 6 أكتوبر. إن أي تراجع إلى مناطق الاستقطاب تلك، يهددنا مباشرةً. يهدد أمننا وحياتنا. الانتقاد مسموح دائماً، وعلينا أحيانًا أن نتجادل، وهذا جزء واضح من حمضنا النووي. ولكن هذا هو الوقت لإدارة الجدالات والمناقشات بمسؤولية، للحفاظ على وحدتنا، ولنتذكّر أننا شعب واحد ودولة واحدة".

وتابع: "لا ينبغي السماح لحماس بالانتصار في المعركة على الوحدة الإسرائيلية. هذا ينطبق علينا جميعاً، وبالتأكيد على منتخبي الجمهور والقيادة. القيادة في الحرب تعني المسؤولية بشأن التماسك الإسرائيلي الذي هو أساس النصر. عندما يخاطر إخواننا وأخواتنا بحياتهم على الجبهة، يجب علينا الترفّع فوق الحملات، فوق السياسة التافهة وخطاب الانقسام المسموم، سواء في ما يتعلق باليوم السابق (للحرب) أو في ما يتعلق باليوم التالي". يشار إلى أن شمل هرتسوغ القيادة الإسرائيلية في مقاله، ليس وليد الصدفة، ولكنه جراء الخلافات الداخلية بين الوزراء، حتى داخل المجلس الوزاري المصغّر للشؤون السياسية والأمنية (الكابنيت) وداخل مجلس الحرب (كابنيت الحرب)، التي تخرج إلى العلن أحياناً. ويوم أمس غادر وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت جلسة "كابنيت الحرب" غاضباً، بعد منع مساعده من المشاركة في الجلسة، طالباً من زملائه أن "كُفوا عن مضايقتي في عملي"، قبل أن يعود في وقت لاحق إلى الجلسة. وتساءلت عضو الكنيست تالي غوتليب (الليكود) عبر حسابها على منصة "إكس": "كيف يمكن الوثوق بحكومة تتصرف مثل أطفال لروضة؟". مثال آخر على الخلافات، اشتباك وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت كلامياً مع وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير في جلسة الكابنيت الإسرائيلي، أواخر الأسبوع الماضي، قبل أن تخرج وزيرة المواصلات ميري ريغيف الفشار، وهي تقول: "بدأ العرض".

المساهمون