أكدت مصادر إسرائيلية مختلفة، على رأسها وزير التعليم والإذاعة الإسرائيلية وراديو الجيش الإسرائيلي، اليوم الاثنين، أن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس الموساد يوسي كوهين قاما أمس الأحد بزيارة "سرية" قصيرة للسعودية، التقيا خلالها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ووزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، مع ترجيح مشاركة وزير الخارجية السعودي فصيل بن فرحان.
وقالت صحيفة هآرتس على موقعها، صباح الاثنين، إن مواقع تعنى بمراقبة حركة الطيران رصدت طائرة من طراز غولف ستريم 4، سبق أن استخدمها نتنياهو برحلات سابقة عدة مرات عند زياراته لروسيا، تقلع من مطار بن غوريون في اللد في السابعة والنصف من مساء الأحد وتهبط في مدينة نيوم السعودية، مشيرة إلى أن الطائرة مكثت على أرض المطار ساعتين وعادت إلى إسرائيل عند الثانية عشرة والنصف ليلاً.
وفي هذا السياق، أكد وزير في الحكومة الإسرائيلية وعضو في حزب ليكود هذه التقارير، ووصف الأمر بأنه "إنجاز رائع".
ورداً على سؤال حول اللقاء، قال وزير التعليم يوآف جالانت لراديو الجيش الإسرائيلي "حقيقة أن الاجتماع قد عقد وأن الحديث تم عنه علنا، حتى ولو بشكل شبه رسمي حتى الآن، هو أمر في غاية الأهمية".
كما نقلت كل من "هآرتس" و"معاريف" و"يديعوت أحرونوت" أن مصادر إسرائيلية في الحكومة أكدت أمر الزيارة، فيما سارع مستشار نتنياهو توباز لوك إلى التغريد على تويتر أنه في الوقت الذي ينشغل فيه وزير الأمن بني غانتس بالحسابات السياسية الداخلية الضيقة، فإن رئيس الحكومة نتنياهو منشغل بتحقيق السلام.
وأرفق لوك بتغريدته صورة لخبر عن قرار وزير الأمن بني غانتس، أمس، تشكيل لجنة فحص في قضية الغواصات التي يشتبه بأن يكون نتنياهو أقرها خلافا لموقف وزارة الأمن الإسرائيلية.
وأبرزت الصحف الإسرائيلية اليوم حقيقة إخفاء نتنياهو أمر الزيارة عن وزير الأمن بني غانتس ووزير الخارجية غابي أشكنازي من حزب كاحول لفان الشريك لنتنياهو في الحكومة.
إلى ذلك، لفتت المعلقة للشؤون العربية، شومريت مئير، إلى أن نتنياهو لم يكن ليسمح بنشر النبأ وإحراج السعودية بأمر اللقاء، لو لم تكن هناك موافقة سعودية على نشر أمر اللقاء.
وبحسبها، فإن نشر الخبر وإشهار أمر اللقاء يهدف لخدمة السعودية في إبراز دورها في عمليات التطبيع الجارية واتفاقيات التطبيع بين إسرائيل ودول من الخليج العربي، والسودان، وكخطوة للتشاور والاصطفاف لمواجهة سياسات الإدارة الأميركية القادمة بقيادة الرئيس المنتخب جو بايدن، حيث تتحسب السعودية من سياسات متشددة تجاهها في كل ما يتعلق بملفات حقوق الإنسان في السعودية.
إلى ذلك، يخدم إشهار اللقاء نتنياهو نفسه، وهو ما يفسر سبب إخفاء أمر الزيارة عن كل من وزير الأمن ووزير الخارجية من حزب كاحول لفان، في محاولة من نتنياهو لتسجيل النقاط أمام حزب كاحول لفان، مع ارتفاع التوتر داخل الحكومة الإسرائيلية واقتراب الذهاب إلى انتخابات جديدة، يتوقع أن تجرى في الشهر القادم.
وكشفت الصحف الإسرائيلية أن نتنياهو كان أرجأ أمس اجتماعاً خاصاً للكابينت بشأن مواجهة الكورونا، وتذرع بأسباب غير صحيحة لتفادي إثارة الشكوك عند وزير الأمن بني غانتس.
من جانبه، قال المراسل السياسي لهيئة الإذاعة العامة في إسرائيل إن المحادثات تناولت التشاور بين الأطراف الثلاثة بشأن الملف الإيراني، والموقف من إيران لمواجهة تغيير في سياسة البيت الأبيض، خاصة على ضوء إعلان جو بايدن عزمه العودة للاتفاق النووي مع إيران.
وفي وقت سابق، قال عدد من الصحافيين الإسرائيليين، من بينهم موآب فاردي وأفي شارف، إن طائرة إسرائيلية توجهت مساء أمس من مطار بن غوريون في تل أبيب إلى مدينة نيوم السعودية، تزامناً مع وجود بومبيو وبن سلمان في اجتماع مشترك.
وبحسب موآب فاردي، مراسل الهيئة العامة كان 11، فقد مكثت الطائرة في نيوم نحو أربع ساعات ثم عادت إلى إسرائيل.
وكان محرر صحيفة هآرتس بالإنكليزية أفي شارف غرد، صباح اليوم هو الآخر، عن رحلة نادرة لطائرة إسرائيلية توجهت أمس إلى مدينة نيوم ومكثت خمس ساعات.
ولمّح الصحافيون إلى احتمال أن تكون الطائرة أقلت رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ورئيس الموساد، يوسي كوهين، إلى مدينة نيوم السعودية.
وقال فاردي متهكما: "إما أن يكون وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو طلب إرسالية خاصة من نبيذ مستوطنة بسجوت، أو أن تكون الطائرة أقلت نتنياهو وكوهين للقاء الوزير بومبيو وولي العهد السعودي".
وكان وزير الخارجية الأميركي، الذي يجري جولة خارجية موسعة بدأت في 14 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، وشملت فرنسا وتركيا وجورجيا والأراضي المحتلة والإمارات وقطر والسعودية، قد التقى مساء أمس بن سلمان في مدينة نيوم.
وكتب الوزير الأميركي على "تويتر" أن الزيارة "بنّاءة مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في نيوم اليوم. قطعت الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية شوطا طويلا منذ أن وضع الرئيس فرانكلين ديلانو روزفلت والملك عبد العزيز آل سعود لأول مرة الأساس لعلاقاتنا قبل 75 عاما".
Constructive visit with Crown Prince Mohammed bin Salman in NEOM today. The United States and Saudi Arabia have come a long way since President Franklin Delano Roosevelt and King Abdul Aziz Al Saud first laid the foundation for our ties 75 years ago. pic.twitter.com/KZ4XMkah03
— Secretary Pompeo (@SecPompeo) November 23, 2020