قال تقرير لموقع الإذاعة الإسرائيلية، اليوم الخميس، إنّ توجه وفد أمني إسرائيلي رفيع المستوى، أمس الأربعاء، إلى شرم الشيخ يؤشر على إحراز تقدّم في محادثات واتصالات التهدئة في قطاع غزة.
وجاء توجه الوفد المذكور بعد وقت قصير من اللقاء الذي جمع بين رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينت، مع وزير المخابرات المصرية عباس كامل، أمس الأربعاء. ولفت الموقع إلى أنّ الوفد الإسرائيلي يضمّ ضابطاً رفيع المستوى في الجيش الإسرائيلي لم يكشف عن هويته أو منصبه.
وكان عباس كامل قد أجرى، أمس الأربعاء، محادثات مع بينت، قالت وسائل الإعلام الإسرائيلية إنها تناولت أبعاداً وجوانب اقتصادية وأمنية وسياسية واستراتيجية في العلاقات بين مصر وإسرائيل، وتناولت مساعي التهدئة، وخصوصاً في ظل تهديد الفصائل الفلسطينية بتفعيل المقاومة الشعبية على الحدود مع قطاع غزة، إذا ظلّ موضوع تحويل المنحة القطرية عالقاً.
إلى ذلك، تبيّن أنّ المحادثات شملت أيضاً مسألة التصنيفات والتحذيرات الأمنية من قبل ما يسمى مقر مكافحة الإرهاب في إسرائيل، بشأن السفر إلى سيناء. وقد أعلنت هذه الهيئة، أمس الأربعاء، للمرة الأولى منذ عشرين عاماً خفض مستوى التحذيرات من السفر إلى شواطئ سيناء من 1، وهي أعلى درجة، إلى 3، ما يتيح لعشرات آلاف الإسرائيليين التوجه إلى سيناء الشهر المقبل، وهو شهر الأعياد اليهودية المتتالية: رأس السنة العبرية وعيد العرش.
ومن الواضح أنّ الخطوة اتُّخذت في سياق مساعي حكومة بينت للحصول على شرعية أكبر من الدول العربية، بالنظر إلى مواقف بينت اليمينية المتطرفة من جهة، ومحاولة حكومة إسرائيل الحالية تسويق نفسها على أنها طرف يمكن التفاوض معه من جهة أخرى، ولو لتحريك العملية السياسية، وسط فتح "أجواء" ومناخ مريح لتحركات إقليمية، خلافاً لما كانت تبثه حكومة بنيامين نتنياهو، ولا سيما في ظل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وفي هذا السياق تلقى بينت، أمس، عبر كامل، دعوة رسمية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لزيارة مصر، ليتضح بعد ذلك بساعات أنّ البيت الأبيض حدد الخميس 26 من الشهر الجاري موعداً لأول لقاء بين الرئيس الأميركي جو بايدن وبينت. وبدا أنّ النظام المصري يريد تأمين لقاء مع رئيس حكومة الاحتلال قبل توجه الأخير إلى واشنطن، وكي يكون اللقاء بين السيسي وبينت ورقة يحملها معه الأخير إلى العاصمة الأميركية.