عبر المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، الثلاثاء، عن قلق الأمم المتحدة بشأن مصير مراسل "العربي الجديد" في غزة ضياء الكحلوت.
وجاءت تصريحات المسؤول الأممي رداً على أسئلة لمراسلة "العربي الجديد" للأمم المتحدة في نيويورك خلال المؤتمر الصحافي اليومي في مقر المنظمة الدولية.
وقال دوجاريك: "نحن قلقون للغاية بشأن مصير ضياء الكحلوت، زميلك، ونحن نعلم أن زملاءنا في مكتب (مفوضية الأمم المتحدة) لحقوق الإنسان يتابعون الأمر أيضاً. ومن الصعب عليهم الحصول على معلومات من السلطات الإسرائيلية حول الموضوع. ما نعلمه أنه تم توقيف عدد كبير من الذكور الفلسطينيين بمن فيهم زميلك الكحلوت. ومن المهم جداً بالنسبة لنا أن توضح السلطات الإسرائيلية مكان وجوده".
لم تكن المرة الأولى التي يجرد فيها الاحتلال المدنيين من ملابسهم ويصورهم على أنهم من حماس استسلموا لقواته، ففي 7 ديسمبر انتشر مقطع فيديو لمدنيين ادعى الاحتلال أنهم مقاومون استسلموا لجنوده، ليتبين أن من بينهم مراسل صحيفة "العربي الجديد" الزميل ضياء الكحلوت بما يكشف كذب الرواية pic.twitter.com/yBzM3Qf4Hj
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) December 11, 2023
وأضاف حول اعتقال الكحلوت والصحافيين عموماً، أن "هذا دليل آخر على الصعوبات التي يواجهها الصحافيون في تغطية هذه القضية".
ورداً على سؤال آخر حول عدم سماح إسرائيل للصليب الأحمر، بحسب تصريحات خاصة من الصليب الأحمر لـ"العربي الجديد"، من زيارة أي من المعتقلين الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، شدد المسؤول الأممي على "ضرورة السماح للجنة الدولية للصليب الأحمر بزيارة المعتقلين في السجون الإسرائيلية، وهو الأمر الذي فعلوه في الماضي كما أفهم، ومن المهم أيضاً بشكل منفصل أن تتمكن اللجنة الدولية من زيارة الرهائن الذين تحتجزهم حماس حالياً".
وأكد المسؤول الأممي أنه لا علم له بأن أي جهات من الأمم المتحدة قد تمكنت من زيارة المعتقلين في السجون الإسرائيلية أو أي من أماكن اعتقالهم منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول.
كان مراسل "العربي الجديد" في #غزة ضياء الكحلوت ضمن عشرات من المدنيين الغزيين الذين اعتقلتهم قوات الاحتلال بطريقة مهينة حيث جردتهم من ملابسهم واقتادتهم إلى جهة مجهولة مدعيةً أنهم "مشتبهون بالإرهاب"، لكن وجود ضياء بينهم -وهو الصحافي المعروف- كذّب رواية الاحتلال هذه ليكون مفنداً… pic.twitter.com/AfGa46PrPn
— العربي الجديد (@alaraby_ar) December 10, 2023
وقال المكتب الإعلامي للصليب الأحمر في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد" في نيويورك، حول مصير الكحلوت وبقية المعتقلين الفلسطينيين وما إذا كان الصليب الأحمر قد تمكن من زيارتهم في المعتقلات، إنّ اللجنة الدولية للصليب الأحمر على علم بالتقارير الإعلامية التي تشير إلى عمليات اعتقال تجريها قوات الأمن الإسرائيلية وإلى معاملة المحتجزين. يحتاج المحتجزون، أينما كانوا وأياً كانوا، أن يعاملوا بإنسانية وكرامة في جميع الأوقات. وهذا مطلب قانوني دولي ينطبق على جميع سلطات الاحتجاز في إسرائيل والأراضي المحتلة".
وأوضحت اللجنة كذلك أنه "في 7 أكتوبر/تشرين الأول من عام 2023، اتخذت السلطات الإسرائيلية قراراً بتعليق زيارات اللجنة الدولية للصليب الأحمر للمحتجزين حتى إشعار آخر. ولم تتمكن من زيارة أي من المحتجزين الفلسطينيين مذاك. الصليب الأحمر مستعد لمعاودة الزيارات الدورية ومراقبة التعامل مع المحتجزين وظروف احتجازهم في كافة المنشآت. تظل هذه أولوية للصليب الأحمر في إسرائيل والأراضي المحتلة".
وفي سياق متصل أكد المتحدث الرسمي باسم مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان جيريمي لورانس، في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد" في نيويورك، أن مكتبه يتابع قضية الاعتقالات الإسرائيلية ومصير الزميل الكحلوت، مضيفاً: "من الصعب الحصول على معلومات مؤكدة. ما نعرفه هو أن الجيش الإسرائيلي اعتقل العشرات من الفلسطينيين الذكور. هذا يشمل رجالاً كباراً وصبياناً وصحافياً فلسطينياً معروفاً، هو زميلك ضياء الكحلوت. وورد أيضاً أن الجيش الإسرائيلي عصب أعين المحتجزين وجردهم من ملابسهم قبل إجبارهم على الجلوس في الشارع بالخارج. وبعد أن تم تصويرهم بالفيديو والصور، تم إجبار المعتقلين على ركوب شاحنات، وكانوا لا يزالون يرتدون ملابسهم الداخلية فقط، وتم نقلهم إلى وجهات مجهولة".
وأضاف: "نذكّر إسرائيل بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان لضمان معاملة جميع المحتجزين معاملة إنسانية وعدم إخضاعهم لمعاملة مهينة، ويشمل ذلك حظر إخضاعهم للاستطلاع العام".