نفذ أردنيون وقفة غضب، بعد صلاة ظهر اليوم الجمعة، أمام مسجد الكالوتي قرب السفارة الإسرائيلية في منطقة الرابية، بالعاصمة الأردنية عمّان، احتجاجاً على الممارسات الوحشية ضد الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال، وعلى رأسها قانون إعدام الأسرى منفذي العمليات.
وجاءت الوقفة، التي دعت إليها اللجان العاملة للأسرى في الأردن، بالتزامن مع مواصلة الأسرى داخل سجون الاحتلال، خطوات العصيان والاحتجاج لليوم الـ25 على التوالي، رداً على إجراءات إدارة السجون والوزير المتطرف في حكومة الاحتلال إيتمار بن غفير بحقهم.
ورفع المحتجون شعارات تدعو الأسرى للصمود، وتندد بمشروع قانون بن غفير الذي يتلخص في إعدام الأسرى، مطالبين الحكومة الأردنية بإغلاق السفارة الإسرائيلية في الأردن.
وقال المهندس شاهين مرعي، وهو شقيق الأسير الأردني في السجون الإسرائيلية منير مرعي، خلال الوقفة، إنّ المشاركة الواسعة في هذه الفعاليات "ضرورة وطنية لإيصال رسالة إلى الاحتلال بأنّ شعبنا لم ولن ينسى أسراه، وسيفعل كل ما يلزم للحفاظ على كرامتهم".
ودعا السلطات الأردنية إلى التحرك للإفراج عن أبنائهم، ومتابعة أوضاعهم داخل السجون قانونياً وإنسانياً، ووضع ملفهم على رأس أولويات الحكومة، ومتابعة أوضاعهم داخل السجون قانونياً وإنسانياً.
وأشار إلى أنه "إذا استمر الخنق والممارسات من الجانب الإسرائيلي تجاه الأسرى، فإنهم سيعلنون إضرابهم الشامل عن الطعام في بداية شهر رمضان المبارك".
هذا وأكد الأسرى في سجون الاحتلال، عبر رسالة تلاها والد الأسير الأردني هاني خمايسة، وصلت من الأسرى في سجون الاحتلال إلى المشاركين بالوقفة، "استمرارهم بالخطوات الاحتجاجية التي وضعتها الحركة الأسيرة، ضمن برنامج نضالي متصاعد لمواجهة سياسة الاحتلال بحقهم".
وأضافوا: "إننا أقوياء أشداء في مواجهة العدو ونزداد قوة بوقوف الأردنيين وجميع الشعوب الحية معنا، ونحن على العهد، ورسالتنا للاحتلال بأنهم لن يكسروا إرادتنا رغم القمع والتضييق".
بدوره، قال مقرر اللجنة الوطنية للأسرى والمفقودين الأردنيين فادي فرح: "نقف اليوم استجابة لنداء الحركة الأسيرة، التي تتصدر المشهد لتقيم الحجة علينا، والتي طالبت بأن يكون اليوم الجمعة يوم غضب بدخولها يومها الـ25 من العصيان الذي أعلنته تمهيداً للإضراب الشامل مع بداية شهر رمضان".
وأضاف: "نقف اليوم قرب سفارة العدو لنرسل الرسائل، وأولها إلى الأسرى، ونقول لهم إننا معكم وخلفكم وسندكم، والثانية للشارع الأردني بأن واجب الأسرى كبير إذا ما قورن بحجم تضحياتهم، وهو ما يتطلب الوقوف معهم في مطالبهم، والرسالة الثالثة للحكومة الأردنية، فالمسؤولية اليوم كبيرة تجاه الأسرى وهم في أشد محنتهم، ومن غير المقبول التقصير في ملفهم ومتابعة مطالبهم".
ولفت إلى أنّ "الرسالة الرابعة هي لحكومة الاحتلال، بأنكم لن تنالوا من أسرانا العزل، ولن تستطيعوا الاستفراد بهم، وهم المسمار الأقوى الذي سيدق في نعش دولة الاحتلال".
ودعم المشاركون مطالب الأسيرة المحررة أحلام التميمي للسماح بعودة زوجها نزار التميمي إلى الأردن، الذي جرى إبعاده عام 2020 وإبلاغه بأنه شخص غير مرغوب به.
وناشدوا الحكومة الأردنية اتخاذ قرار يحافظ على استقرار عائلة التميمي وتسهيل أمور حياتها، مشيرين إلى أنها لم تخالف القوانين الأردنية، ولها الحق على وطنها وحكومتها وشعبها في أن يحافظوا على استقرار عائلتها، مذكّرين بأنّ "خروج أحلام من الأردن يعني اعتقالها من قبل الإنتربول".
ومنذ 14 فبراير/ شباط الجاري، شرع الأسرى بخطوات نضالية، بعد أن أعلنت إدارة السّجون، وتحديداً في سجن نفحة، البدء بتنفيذ الإجراءات التّنكيلية التي أوصى بها المتطرف بن غفير.
وتتمثل إجراءات الاحتلال المتخذة بحق الأسرى في التحكم في كمية المياه التي يستخدمها الأسرى، وتقليص مدة الاستحمام لساعة محددة، ووضع أقفال على الحمامات المخصصة للاستحمام في الأقسام الجديدة في سجن نفحة، كما جرت مضاعفة عمليات الاقتحام، والتفتيش بحقّ الأسرى والأسيرات أخيراً، واستخدام القنابل الصوتية والكلاب البوليسية خلال عمليات القمع والاقتحامات.
ويقبع في سجون الاحتلال الإسرائيلي 19 أسيراً أردنياً، و34 أسيراً أردنياً مفقودين منذ عام 1967.