احتشد آلاف الأردنيين، اليوم الجمعة، في منطقة الشونة الجنوبية بمحاذاة الحدود مع الضفة الغربية، لدعم الشعب الفلسطيني في نضاله ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وحالت قوات الأمن الأردنية دون تقدم الحشود باتجاه الحدود الغربية، وطالب المواطنون قوات الأمن والسلطات بفتح الحدود من أجل نصرة الشعب الفلسطيني.
واستخدمت قوات الأمن الأردنية الغاز المسيل للدموع بكثافة للحيلولة دون وصول محتجين إلى الحدود الغربية، بعدما تمكن ناشطون من اجتياز الحاجز الأمني متوجهين نحو الحدود الفلسطينية، قبل أن تتمكن قوات الأمن والدرك من السيطرة على الاحتجاج بالقوة.
وقال الناطق الإعلامي باسم مديرية الأمن العام عامر السرطاوي في بيان، اليوم، إن القوة الأمنية الموجودة في منطقة الشونة الجنوبية للحفاظ على الأمن في منطقة الفعالية اضطرت لاستخدام القوة المناسبة مع عدد محدود من الأشخاص إثر دخولهم مزارع مواطنين في الشونة الجنوبية واعتدائهم على الممتلكات فيها.
وطالب الناطق الإعلامي المشاركين بالتزام أماكن التجمع والحفاظ على الأمن والنظام والتعاون مع رجال الأمن والدفاع المدني الموجودين في المكان للحفاظ على سلامتهم وأمنهم.
واحتشد آلاف الأردنيين، منذ ساعات الصباح، من كافة محافظات المملكة، أمام صرح شهداء معركة الكرامة في الأغوار الجنوبية، فيما شهد مكان تجمهر المتظاهرين حضوراً كبيراً لقوات الدرك، فيما قامت الأجهزة الأمنية بإغلاق الطريق المؤدي لجسر الملك حسين، صباح اليوم الجمعة.
وفي إطار متصل، انطلقت عقب صلاة الجمعة مسيرة شعبية ضخمة وسط العاصمة الأردنية عمّان، ردد المشاركون فيها هتافات غاضبة، مطالبين السلطات بإجراءات فعلية وليس إجراءات تخديرية.
وشدد المشاركون على ضرورة طرد سفير الاحتلال من عمان واستدعاء السفير الأردني من دولة الاحتلال، وإلغاء كافة الاتفاقيات معه، بما في ذلك معاهدة وادي عربة واتفاقية الغاز.
وناشدوا الشعوب العربية والإسلامية التحرك العاجل ونصرة الشعب الفلسطيني والمقاومة، للوقوف بوجه آلة الاحتلال التي تدنس واحداً من أقدس البقاع بالنسبة للمسلمين وهو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
كما طالبوا بـ"تفعيل الوصاية الأردنية الحقيقية، وحماية المقدسات، أمام ما تتعرض له بشكل مستمر من انتهاكات من قبل قطعان المستوطنين وشرطة الاحتلال"، منددين بالصمت العربي الحاصل تجاه جرائم الاحتلال.
وخلال الأيام الماضية، شهدت معظم المدن الأردنية ومخيمات اللجوء وقفات واعتصامات تضامناً مع المقدسيين ودعماً لهم وتنديداً بالاعتداءات الإسرائيلية في القدس وقطاع غزة، فيما شهد محيط سفارة الاحتلال في عمان حراكا يوميا لمطالبة الحكومة الأردنية بطرد سفير الاحتلال من عمّان.
وطالب النشطاء الأردنيون منذ بدء التصعيد السلطات الأردنية بـ"فتح الحدود" مع فلسطين المحتلة، وإتاحة المجال أمامهم لنصرة إخوانهم في فلسطين المحتلة ضد ما يتعرضون له من انتهاكات وقتل وقمع من قوات الاحتلال الإسرائيلي.
ويحد الأردن من الغرب فلسطين التاريخية (الضفة الغربية وإسرائيل)، وتمتد الحدود بينهما مسافة 335 كيلومترا، حيث تحاذيها من الجانب الأردني كل من محافظة إربد ومحافظة البلقاء ومحافظة مادبا ومحافظة الكرك ومحافظة الطفيلة ومحافظة العقبة.
يُذكر أن التصعيد بدأ بانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي في القدس والمسجد الأقصى والاعتداء على المقدسيين والمرابطين، بهدف فتح المجال لمستوطنين لتنفيذ اقتحامات في العشر الأواخر من رمضان، ما تسبب بإشعال الأمور في الضفة والداخل المحتل وأدى لمعارك بين الاحتلال والمقاومة في غزة.