شنت عصابات المستوطنين، اليوم السبت، اعتداء تحت حماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، على المنطقة الجنوبية لبلدة قُصرة، جنوبي نابلس، شمالي الضفة الغربية المحتلة، أسفر عن حرق أراضٍ زراعية وسيارة وتكسير نوافذ مصانع ومزارع دجاج تعود لمواطنين فلسطينيين.
وبدأ المستوطنون اعتداءهم بعد ظهر اليوم على المزارعين الفلسطينيين الذين كانوا يعملون في أراضيهم جنوبي بلدة قصرة، ثم استهدفوا مزارع الدواجن في المنطقة ذاتها، حيث عمدوا إلى تكسير محتوياتها.
وأوضح الناشط في مقاومة الاستيطان إبراهيم وادي، لـ"العربي الجديد"، أنّ "عشرات الشبان من أهالي بلدة قصرة هبوا لمواجهة المستوطنين بعد نداءات الاستغاثة عبر مآذن المساجد، حيث اندلعت مواجهات عنيفة تمكنوا من خلالها على إجبار المستوطنين للتراجع نحو قمة الجبل الذي هبطوا منه، لكن قوات الاحتلال حضرت سريعاً إلى المكان وأطلقت وابلاً من الرصاص المعدني وقنابل الغاز تجاه الشبان، ما أدى إلى إصابة شابين بالرصاص، وعدد آخر بحالات اختناق".
وتابع "إثر ذلك، عاود المستوطنون الهجوم، فأحرقوا سيارة وجراراً زراعياً، وتمكنوا من الصعود إلى أعلى إحدى حظائر الدجاج وثقبوا خزانات المياه فيها".
من جهته، أكد مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية المحتلة غسان دغلس، لـ"العربي الجديد"، أنّ "هذا الهجوم يأتي ليكشف التنسيق الذي يتم بين عصابات المستوطنين من جهة وقوات الاحتلال من جهة أخرى، حيث يوفر الجيش الحماية للمستوطنين ويتصدى بعنف كبير للفلسطينيين الذين يدافعون عن أرضهم وممتلكاتهم".
ولفت إلى أنّ "ما جرى في قصرة اليوم، حلقة جديدة من مسلسل الاعتداءات الاستيطانية التي لا تتوقف في طول البلاد وعرضها، ولا يجد الفلسطيني أمامه من سبيل إلا بالتصدي لتلك الهجمات، مهما كلفه الأمر من ثمن".
وسبق أن شرعت جرافات تابعة للمستوطنين، الخميس الماضي، بأعمال تجريف واسعة النطاق لإقامة بؤرة استيطانية جديدة في قرية دوما جنوبي نابلس.
وأشار دغلس إلى أنّ المستوطنين شرعوا بأعمال تجريف واسعة على جبل اللحف الذي يتوسط بلدة دوما وقصرة وجالود بهدف إقامة بؤرة استيطانية جديدة للمستوطنين على أراضي المواطنين.
ولفت دغلس إلى أنّ "هذه الأعمال تتم تحت حراسة قوات الاحتلال الإسرائيلي للاستيلاء على أكبر مساحة من الأراضي الواقعة إلى الغرب من قرية دوما من أراضي دوما وجالود وقصرة؛ بهدف إقامة البؤر الاستيطانية وشق شارع التفافي داخل هذه الأراضي، فتصبح قرية دوما بين فكي كماشة محاطة بالمستوطنات من كل الاتجاهات".
من جهته، قال مدير وحدة مراقبة الاستيطان في معهد "أريج" سهيل خليلية، إنّ سلطات الاحتلال أعلنت عن 50 مخططاً استيطانياً، خلال الأسبوع الماضي.
وأضاف خليلية، في تصريحات صحافية لإذاعة "صوت فلسطين" الرسمية، اليوم السبت، أنّ المخططات تنوعت بين الاستيلاء على أراضٍ، والمصادقة على بناء أحياء استيطانية، وتحويل أراضٍ من جيش الاحتلال لصالح المستوطنين، خاصة في منطقة الأغوار، وجنوب الخليل، ومحيط نابلس.
وأوضح أنّ "المخططات المعلنة أشبه بمخططات تدويرية يعلن عنها السياسيون في إسرائيل للحديث حول إنجازاتهم، خاصة مع اشتداد المنافسة بين وزير الدفاع ورئيس الحكومة، بني غانتس وبنيامين نتنياهو".
وبيّن أنّ الوحدات الاستيطانية التي يجرى الحديث عنها، تتركز في المستوطنات المقامة على أراضي المواطنين قرب القدس المحتلة مثل "معاليه أدوميم" و"غوش عتصيون" والتجمعات الأخرى مثل "أريئيل" ومستوطنات أخرى في عدة محافظات.
وحذر مدير وحدة مراقبة الاستيطان من استمرار اعتداءات المستوطنين، خاصة مع قرب موسم الزيتون، لافتاً إلى أن الاحتلال دمر آلاف الأشجار منذ بداية العام الجاري.
على صعيد آخر، استولت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، على آلات للبناء، أثناء عملها بمنزل قيد الإنشاء في بلدة يطا جنوبي الخليل جنوبي الضفة.
في شأن آخر، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، منتصف الليلة الماضية، المواطن المقدسي باسم عسيلة ونجله الشاب مالك، بعد الاعتداء عليهما عند باب السلسلة، أحد أبواب المسجد الأقصى في مدينة القدس المحتلة، واعتقلتهما واقتادهما إلى أحد مراكزها بمدينة القدس.
إلى ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء أمس الجمعة، الشاب يوسف الشامي من مخيم جنين، على حاجز عسكري غربي جنين شمالي الضفة.