اشتباكات في العاصمة الليبية وسط صمت حكومي

15 اغسطس 2023
تجري الاشتباكات بين أكبر فصيلين في العاصمة (Getty)
+ الخط -

تشهد أحياء في مدينة طرابلس، منذ مساء الاثنين، اشتباكات بالأسلحة المتوسطة بين فصيلين تابعين لرئاسة أركان الجيش الليبي التابع لحكومة الوحدة الوطنية، في الوقت الذي أعلن فيه جهاز الإسعاف والطب الميداني الحكومي حالة الطوارئ. 

وفيما لا تزال الاشتباكات تجري بشكل متقطع في أحياء عين زارة والفرناج بطرابلس منذ مساء الاثنين، أوضح مصدر أمني تابع لمديرية أمن طرابلس، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن الاشتباكات تجري بين اللواء 444 قتال وجهاز الردع لمكافحة الجريمة المنظمة، على خلفية اعتقال جهاز الردع آمر "اللواء 444 قتال" العقيد محمود حمزة. 

وقال المصدر، الذي طلب عدم كشف هويته، إن جهاز الردع اتهم "اللواء 444 قتال" باعتقال عدد من أفراد السرايا التابعة له نهاية الأسبوع الماضي وطالبه بإطلاق سراحهم، ثم بسبب عدم الاستجابة لطلبهم، عمدت إدارة العمليات والأمن القضائي، التابعة لجهاز الردع، إلى اعتقال آمر "اللواء 444 قتال" أثناء وجوده داخل مطار معيتيقة متجها الى مدينة مصراته لحضور حفل عسكري بمناسبة تأسيس الجيش الليبي. 

وعلى خلفية الاعتقال، بدأت مظاهر التوتر، منذ مساء الاثنين، بنشر "اللواء 444 آلياته" وسياراته المسلحة في مناطق سيطرته في الفرناج وعين زارة وصلاح الدين، حيث أكد المصدر أن قيادات اللواء 444 أمهلوا جهاز الردع 24 ساعة لإطلاق سراح آمرهم، إلا أن الأخير بادر بمهاجمة حواجز أمنية تابعة للواء 444 في منطقتي الفرناج وعين زارة، ما سرّع اندلاع الاشتباكات بينهما. 

وفي الوقت الذي أشار فيه المصدر ذاته إلى وجود اتصالات كثيفة تجريها شخصيات اجتماعية في طرابلس في محاولة لوقف الاشتباكات، فقد أكد أن "اللواء 444 أكد جديته في افتكاك أمره، ولا يبدو أن تسوية الوضع ستتم قبل إطلاق سراح آمرهم". 

ويعد الفصيلين من أكبر الفصائل المسلحة وأكثرها تسليحا وأفرادا، حيث يسيطر اللواء 444 قتال على أحياء جنوب العاصمة التي يوجد فيها عدد من المعسكرات، ويمتد نفوذه إلى مدن ترهونة وبني وليد الواقعتين جنوب شرق العاصمة، فيما يسيطر جهاز الردع على قاعدة معيتيقة التي يوجد فيها مطار المدينة الوحيد، بالإضافة إلى سيطرته على أغلب أحياء وسط وشمال العاصمة. 

ومع اشتداد الاشتباكات، أعلن جهاز الإسعاف والطب الميداني الحكومي حالة الطوارئ، مع مطالبته الفصيلين بوقف الاشتباكات لإجلاء الأسر العالقة في مناطق الاشتباك. لكن المتحدث باسم الجهاز أسامة علي أكد ان فرق الإسعاف لم تتمكن من دخول مناطق الاشتباكات حتى الآن. 

وقال علي لـ"العربي الجديد": "لا توجد لدينا حتى الآن أي بيانات عن وجود ضحايا أو إصابات، سواء في أوساط المدنيين أو في صفوف طرفي الاشتباكات". 

وفيما لا تزال صفحات طرفي الاشتباك الرسمية على "فيسبوك" تتبادل الإعلان عن أسر عدد من مقاتلي كل منهما، وسط استمرار الاشتباكات بشكل متقطع في حيي الفرناج وعين زارة، لم يصدر عن حكومة الوحدة الوطنية أي بيان حيال الوضع الأمني المتوتر. 

واكتفى رئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب أسامة حماد بالقول إنه "يتابع بقلق التطورات الحاصلة في العاصمة طرابلس، والأنباء عن التحشيدات المستمرة". 

ودعا حماد، خلال تغريدة على حسابه على "منصة x"، "جميع الجهات الأمنية والعسكرية لضبط النفس واللجوء إلى الحوار لحل القضايا كافة، خوفًا من إراقة الدماء وتدمير الممتلكات الخاصة والعامة بالمدينة، وللحفاظ على السلم الأهلي". 

وبالتزامن مع ذلك، أعلنت إدارة جامعة طرابلس تعليق الدراسة ليوم الغد الثلاثاء، وتأجيل امتحانات طلابها إلى الأيام القادمة. 

من جانب آخر، أعلن مدير مكتب الإعلام بمطار مصراتة سليمان الجهيمي عن تحويل كافة الرحلات الجوية القاصدة مطار معيتيقة بطرابلس إلى مطار مصراتة، مشيرا، في تصريحات لوسائل إعلام ليبية، إلى وجود اتصالات مع إدارة مطار معيتيقة بشأن إمكانية نقل الطائرات الرابضة فيه إلى مطار مصراتة تجنبا لتعرضها لأي أضرار بسبب الاشتباكات الدائرة. 

المساهمون