أعلن حاكم مدينة "بندر ماهشهر" الإيرانية بالإنابة فريدون بندري، اليوم الأربعاء، مقتل متظاهر وشرطي وإصابة 15 آخرين، بعد تعرضهما لإطلاق نار من قبل "مثيري الشغب" خلال احتجاجات الليلة الماضية، في حين كشف حاكم مدينة إيذة بالإنابة، حسن نبوتي، الليلة، عن مقتل متظاهر وإصابة 14 آخرين من بينهم قوات شرطة خلال احتجاجات أمس الثلاثاء.
وأضاف نبوتي أن عدداً من المواطنين بالمدينة نظموا تجمعاً احتجاجياً الليلة الماضية على شح المياه، مشيراً إلى أن "مندسين حولوا التجمع الاحتجاجي الهادئ لأعمال شغب" حسب قوله.
وتابع أن "مجهولين أطلقوا النار تجاه قوات الأمن الداخلي ما أدى إلى مقتل مدني وجرح 14 آخرين من هذه القوات والمواطنين العاديين".
وبذلك ارتفع عدد قتلى احتجاجات أزمة المياه في محافظة خوزستان جنوب غربي إيران، إلى 4 أشخاص.
وراجت أنباء على شبكات التواصل عن مقتل شاب يُدعى فرشيد كاظمي لكنه ظهر في مقطع مصور نافياً مقتله.
من جانبه، قال بندري إن "مثيري الشغب باغتوا قوات الشرطة واستهدفوها من سطح منزل في إحدى الحارات فأصابوا شرطيين شقيقين"، مشيراً إلى أن التحقيقات بدأت للتعرف إلى منفذي الهجوم و"إنزال العقوبة بهم".
وأصدرت الشرطة الإيرانية، من جهتها، بياناً أكدت فيه أن أحد عناصرها قُتل على يد "الأشرار".
وأفاد التلفزيون الإيراني، ظهر اليوم الأربعاء، بوقوع احتجاجات الليلة الماضية في مدينة إيذة على "المشاكل الراهنة"، لكنه قال إن "قوات الشرطة حضرت بين المحتجين للحديث معهم لتهدئتهم، غير أن أشخاصاً مجهولين وانتهازيين اندسوا بين المحتجين ورفعوا هتافات وأثاروا التشنج".
واستمرت ليل أمس الثلاثاء، احتجاجات أزمة المياه في محافظة خوزستان جنوب غربي إيران للّيلة السادسة، وتجتاح مواقع التواصل الاجتماعي الإيراني فيديوهات عن استمرار هذه الاحتجاجات في مدن المحافظة، خصوصاً مدينة "إيذة" شرقي البلاد، لم يتسنَّ لـ"العربي الجديد" تأكيدها.
وتظهر هذه الفيديوهات قيام محتجين بإغلاق طرق وجسور في مدن أبادان وبهبان وإيذة، فضلاً عن تغريدات على "تويتر" تتحدث عن اعتقال أفراد واستخدام القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين.
وخلال يومي الجمعة والسبت الماضيين، أكدت السلطات الإيرانية مقتل متظاهرين آخرين، واتهمت "مثيري الشغب ومعادي الثورة" بالوقوف وراء قتلهما.
وينتقد المحتجون والناشطون الإيرانيون سياسات الحكومة الإيرانية في التعامل مع مسألة المياه وتوزيعها، محملين إياها مسؤولية أزمة المياه وانعدامها وشحها الحاد في القرى والمدن.
وسبق أن شكلت الحكومة أيضاً وفداً وأرسلته إلى خوزستان برئاسة رئيس لجنة إدارة الأزمات لبحث أوضاعها، فيما أوفد أيضاً رئيس السلطة القضائية الجديد غلام حسين محسني إيجئي وفداً قضائياً وتنفيذياً رفيع المستوى، بعضوية مندوبين من وزارة الطاقة والمدعي العام الإيراني، إلى المحافظة لمناقشة أزمة المياه فيها وحلها.
يشار إلى أن إيران تواجه شحاً في الأمطار، تقول الحكومة إنه غير مسبوق منذ 52 عاماً، ما أدى إلى جفاف أنهار وأهوار وشح مياه الشرب في مدن وقرى، فضلاً عن تراجع توليد الكهرباء من السدود، والذي أدى أيضاً إلى انقطاعات متكررة للطاقة الكهربائية في أنحاء إيران خلال الفترة الأخيرة، وهي مستمرة.