تقرير إسرائيلي يكشف استعدادات الاحتلال لمنع اشتعال مواجهات مع الفلسطينيين في رمضان

18 مارس 2022
من أحداث 28 رمضان العام الماضي (مصطفى الخروف/ الأناضول)
+ الخط -

كشف تقرير موسع نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم"، اليوم الجمعة، عن خطوات استباقية واستعدادات يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي، مع اقتراب شهر رمضان، لمنع اشتعال مواجهات مع الفلسطينيين، ولاسيما في مدينة القدس والمسجد الأقصى.

وتعود أهمية شهر رمضان هذا العام في كونه يتقاطع لأول مرةٍ مع فترة عيد الفصح العبري، الذي يعد في أدبيات اليمين الإسرائيلي المتطرف أحد المواسم الكبرى لاقتحام المسجد الأقصى، وتثبيت أمر واقع جديد فيه كل عام.

وجاء في التقرير أن جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) أطلق في تقديراته على الفترة المقبلة اسم "رما-دم"، في تلاعب لغوي بعبارة "رمضان دموي"، إذ يحذر الشباك من احتمال اندلاع مواجهات، تصحبها عمليات ضد الاحتلال والمستوطنين خلال شهر رمضان. 

ولفت التقرير إلى أن وزير الأمن الداخلي، عومر بار ليف، أوعز بوقف عمليات هدم البيوت العربية خلال شهر رمضان، فيما عزز وجود عناصر الشرطة وحرس الحدود في القدس بإضافة 50 عنصراً حالياً. 

وفي السياق، كشف التقري عن أن الشاباك والأجهزة الأمنية وجهت رسائل تحذير عبر الشبكات الاجتماعية لنشطاء فلسطينيين في القدس المحتلة.

ولفت إلى أن تلك الأجهزة تستعد عملياً لوضع ثلاث شخصيات فلسطينية بارزة تحت المراقبة الشديدة، وهم خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، ورئيس الحركة الإسلامية الشمالية المحظورة في الداخل الفلسطيني، الشيخ رائد صلاح، والشيخ مصعب أبو عرقوب، من مدينة الليل، الذي وصفه التقرير بأنه أحد قادة "حزب التحرير الإسلامي". 

كذلك أشار التقرير إلى أن سلطات الاحتلال حددت عدة نقاط ومواقع رئيسة في القدس المحتلة لمراقبتها، وهي باب العامود والشيخ جراح وسلوان والبلدة القديمة والمسجد الأقصى.

إضافة إلى ذلك، وجّه الاحتلال الإسرائيلي رسائل إلى مديري المدارس الفلسطينية في القدس، وطالبهم بـ"تهدئة تلاميذهم". 

من جهة ثانية، ذكر تقرير صحيفة "يسرائيل هيوم" أن العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، طالب خلال لقائه بوزير الخارجية الإسرائيلي، يئير لبيد، مطلع الأسبوع، بخفض وتقليص عدد اليهود الذين يسمح لهم بالدخول للمسجد الأقصى، وإغلاق الأقصى في النصف الأخير من رمضان أمام اليهود.

وزعم التقرير أن العاهل الأردني طلب من وزير الخارجية الإسرائيلي بأن "لا تفاجئونا"، وبأن تنسق الحكومة الإسرائيلية خطواتها مع الأردن، وتطلعه على كل القرارات المتعلقة بالمسجد الأقصى.

وأضاف التقرير أن العاهل الأردني ووزير خارجية الاحتلال "اتفقا على زيادة التنسيق والتعاون بينهما ضد الجهات التي تريد تأجيج المشاعر في المسجد الأقصى، مثل "حماس" والحركة الإسلامية الشمالية في الداخل، وحزب التحرير".

وأشار التقرير إلى أن العاهل الأردني كان قد تلقّى تقريراً خاصاً من السفير الأردني غسان المجالي، الذي زار المسجد الأقصى قبل ثلاثة أسابيع، والتقى مع قيادة الأوقاف فيه.

وكان التقرير لفت إلى أن حركة "حماس" عممت رسائل عبر شبكات التواصل الاجتماعية، داعية فيها أهالي القدس، تحت مسمى "الفجر العظيم"، إلى النفير نحو المسجد الأقصى والصلاة فيه خلال رمضان والدفاع عنه في مواجهة اقتحامات المستوطنين.

إلى ذلك، أفاد التقرير بأن عدد اليهود الذين يشاركون في عمليات اقتحام المسجد الأقصى (يسميها التقرير زيارات وصلوات) ارتفع من 4000-5000 شخص إلى نحو أربعين ألف شخص يتوقع أن يشاركوا هذا العام في هذه الاقتحامات، لا سيما أن حلول شهر رمضان يتزامن هذا العام مع عيد الفصح اليهودي. 

ولفت إلى أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تتخبط في مسألة السماح للجماعات اليهودية باقتحام المسجد الأقصى في الأيام الأخيرة من رمضان وفي أول يوم من عيد الفطر.

يذكر أن وزير الأمن الداخلي السابق جلعاد أردان سمح قبل عامين لليهود باقتحام الأقصى خلال أيام العيد، ما قد يؤشر إلى اعتماد هذا النهج أيضاً هذا العام، لكن القرار سيبقى مرهوناً بموقف رئيس الحكومة الحالي نفتالي بينت، لا سيما أن عملية "سيف القدس" العام الماضي قد اشتعلت بسبب اقتحام الأقصى.

وتجدر الإشارة إلى أن شهر رمضان المقبل هو الأول بعد أحداث 28 رمضان العام الماضي، التي تطورت إلى معركةٍ عنيفةٍ عمّت جميع الأراضي الفلسطينية.

المساهمون