استطلاع: لا حسم وسط الرأي العام الإسرائيلي بشأن الانتخابات

استطلاع: لا حسم وسط الرأي العام الإسرائيلي بشأن الانتخابات

30 سبتمبر 2022
بروز تقدم للمعسكر الذي يقوده بنيامين نتنياهو (مناحيم كاهانا/فرانس برس)
+ الخط -

رغم بقاء شهر ويوم على موعد للانتخابات الإسرائيلية العامة، المقررة في الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني، إلا أن الاستطلاعات الإسرائيلية تظهر حالة عدم حسم لجهة المعسكر الذي سيشكل الحكومة المقبلة، مع بروز تقدم للمعسكر الذي يقوده رئيس حكومة الاحتلال الأسبق بنيامين نتنياهو نحو 59 مقعداً، مع عدم وضوح في احتمالات اجتياز حزب "البيت اليهودي" بقيادة أيليت شاكيد نسبة الحسم المقررة بـ3.25%، وحصولها حالياً على 1.9% من الأصوات، وعدم وضوح قوة التجمع الوطني الديمقراطي بقيادة النائب سامي أبو شحادة، خصوصاً في ظل قرار لجنة الانتخابات المركزية الإسرائيلية أمس منعه من خوض الانتخابات. 

وأعلن أبو شحادة، في مقابلة إذاعية، صباح اليوم الجمعة، أن حزب التجمع لم يقرر نهائياً بعد ما إذا كان سيتجه للمحكمة الإسرائيلية العليا لإلغاء قرار الشطب ومنع الحزب من خوض الانتخابات، فيما بيّنت الاستطلاعات الإسرائيلية وجود تأييد كبير في الشارع الإسرائيلي لمنع حزب التجمع الوطني الديمقراطي من خوضها.

حزب الليكود لا يزال الأكبر

وبيّن استطلاع نشرت نتائجه صباح اليوم الجمعة، في موقع "معاريف"، أن حزب الليكود بقيادة نتنياهو لا يزال الأكبر، وبفارق كبير عن باقي الأحزاب الإسرائيلية، إذ يحصل وفق الاستطلاع على 31 مقعداً حتى بعد خسارته مقعدين منذ الاستطلاع السابق الأسبوع الماضي.

وبحسب الاستطلاع، يخسر الليكود مقعداً لحزب الصهيونية الدينية بقيادة سموتريتش وبن غفير، ومقعداً آخر لحزب "المعسكر العمومي" بقيادة بني غانتس، ومن المتوقع أن يحصل الحزبان الأخيران على 13 مقعداً لكل منهما.

أما الحزب الثاني الأكبر، بحسب الاستطلاع، فهو "ييش عتيد"، الذي يقوده رئيس حكومة تصريف الأعمال يئير لبيد، إذ سيحصل على 24 مقعداً.

ويحصل حزب "شاس" الحريدي الشرقي على 8 مقاعد، بينما يحصل حزب "يهدوت هتوراة" الحريدي الغربي على 7 مقاعد. وفي المحصلة، فإن معسكر نتنياهو بدون اجتياز "البيت اليهودي" بقيادة شاكيد لنسبة الحسم يصل إلى 59 مقعداً.

في المقابل، فإن معسكر لبيد يحصل على 44 مقعداً (بما يشمل حزب "ييش عتيد" وأحزاب "يسرائيل بيتينو" و"العمل" و"ميرتس" و"القائمة الإسلامية الموحدة" بقيادة منصور عباس)، و13 مقعداً لحزب بني غانتس، الذي يحاول تمييز نفسه عن لبيد وعدم احتسابه حزبه تلقائياً ضمن معسكر لبيد.

وفي حال احتساب أصوات معسكر لبيد الـ44 وأصوات لائحة غانتس يصل هذا المعسكر إلى 57 مقعداً فقط، بينما يتراجع تحالف أحمد طيبي وأيمن عودة في تحالف الجبهة والعربية للتغيير إلى 4 مقاعد فقط، بعد أن تم تفكيك القائمة المشتركة ومحاولة إقصاء التجمع، وإبقاؤه خارج المعركة الانتخابية، عند تقديم القوائم الرسمية قبل أسبوعين.

مصير نتنياهو مرهوناً

يبدو أن مصير نتنياهو بات مرهوناً بالأساس بقدرة حزب "البيت اليهودي" بقيادة أيليت شاكيد على اجتياز نسبة الحسم، مما سيمنح الحزب تلقائياً 4 مقاعد، أو تمكن الليكود من إخراج عشرات آلاف مصوتيه التقليديين الذين لم يشاركوا في الانتخابات الأخيرة في مارس/ آذار من العام الماضي.  

ووفقاً لنتائج الاستطلاعات المتواترة، فإن هناك ثباتاً في أصوات المعسكرين تقريباً، دون انتقال أصوات من معسكر لآخر، وهذا يفسر سبب سعي نتنياهو ومعسكره إلى نبذ التنافس الداخلي، ومحاولة رفع نسبة التصويت أقصى ما يمكن في صفوف الناخبين التقليدين المحسوبين على الليكود وأحزاب معسكره، وتحقيق نسبة مشاركة عالية.

وبموازاة ذلك، سيحاول معسكر نتنياهو إبقاء المعركة الانتخابية "خاملة" في المجتمع الفلسطيني في الداخل، وعدم ارتكاب "أخطاء" قد تستفز الناخبين العرب وتدفعهم للمشاركة بشكل أكبر في الانتخابات. 

ويأتي ذلك في ظل إشارة الاستطلاعات الخاصة بالمجتمع الفلسطيني إلى استمرار تدني نسبة المشاركة في الانتخابات. وقد تنخفض هذه النسبة أكثر في حال ظل قرار منع التجمع الوطني بقيادة سامي أبو شحادة من خوض الانتخابات سارياً، وتصاعدت الاعتداءات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، وصولاً ربما إلى عدوان أكثر شمولاً من العدوان الحالي، الذي يطاول بشكل أساسي محافظتي جنين ونابلس.