استطلاعات الرأي تختبر حظوظ لاشيت وسودر لخلافة ميركل

استطلاعات الرأي تختبر حظوظ لاشيت وسودر لخلافة ميركل

17 ابريل 2021
يحظى ماركوس سودر (يمين) بشعبية أكبر بين المواطنين من أرمين لاشيت (Getty)
+ الخط -

تتصدر المنافسة على اسم المرشح الأفضل الذي سينال تأييد الاتحاد المسيحي لمنصب المستشار الجدل السياسي، واهتمام استطلاعات الرأي في ألمانيا، لما يملكه الأمر من دلالة على ما سيكون عليه الوضع، وحال استقرار الاتحاد العريق بعد انتهاء ولاية ميركل الرابعة ومغادرتها الحياة السياسية.

ففي استطلاع أجراه معهد "انفراتست ديماب" بتكليف من "إيه أر دي" الإخبارية، نُشرت نتائجه الجمعة، تبين أنّ ماركوس سودر، زعيم الحزب المسيحي الاجتماعي، الشقيق الأصغر داخل الاتحاد المسيحي، الذي يضم حزب المستشارة المسيحي الديمقراطي، يحظى بشعبية أكبر بين المواطنين بوجه المرشح المحتمل الآخر عن الاتحاد، رئيس حكومة ولاية شمال الراين فستفاليا وزعيم المسيحي الديمقراطي، أرمين لاشيت.

وبينت "إيه أر دي" الإخبارية، أنه بالنظر إلى أيٍّ منهما أكثر ملاءمة لقيادة الاتحاد المسيحي، يتبين أن سودر ينال تأييد 44% من أصوات المواطنين الألمان، و72% من مؤيدي الاتحاد المسيحي، مقابل 15% من المواطنين و17% من مناصري الاتحاد لمصلحة أرمين لاشيت، فيما ذكرت الشبكة أن شخصاً واحداً من كل ثلاثة مشاركين، أي 33% يعتقد أن أياً من الزعيمين لا يصلح لقيادة الاتحاد المسيحي في الانتخابات البرلمانية العامة.

إلى ذلك، فإن استطلاعاً آخر لمعهد "أنسا" لمؤشرات الرأي، بطلب من صحيفة "بيلد"، أظهر أن الاتحاد المسيحي سينال ما نسبته 27% من الأصوات إذا ما كان مرشحه لاشيت، وفي حال اعتماد سودر مرشحاً لمنصب المستشار، فإن التأييد قد يصل إلى حدود 38%.

وحول تأثير استطلاعات الرأي ودورها في النقاش الداخلي للاتحاد المسيحي، رأى الباحث السياسي هاينريش أوبررويتر مع صحيفة "هاندلسبلات"، أن الاستطلاعات ليست كل شيء، وعلينا الأخذ بالاعتبار المهارات والخصائص، من دون أن يغفل الإشارة إلى أن سودر يتمتع بحس القيادة والاستقامة والكاريزما، مع العلم أن سمعة لاشيت تراجعت بين الناخبين منذ يناير/كانون الثاني الماضي.

وعن نقاط الضعف والقوة بين الزعيمين، تشير تقارير صحافية، من بينها ما نشرته "شبيغل" أخيراً، أن لاشيت يتمتع بخبرة سياسية طويلة، ويمثل الجناح المحافظ والليبرالي في الاتحاد، هادئ الطباع ومتفائل، ويشهد له بقدرته على تحمل المصاعب ويفضل أن يوازن الأمور بتأنٍّ، ولا يمكن تجاهله في الاستطلاعات أو من قبل المعارضين، فقد استطاع عام 2017 في نهاية السباق بعد حملة انتخابية صاخبة في ولايته أن يهزم زعيم الاشتراكي الذي كان يتمتع بشعبية كبيرة هناك هانيلور كرافت. كذلك، يُعتبَر لاشيت من المقربين من تفكير المستشارة، رغم أنه عارضها مراراً في مقاربتها لازمة كورونا. أما نقاط ضعفه، فهي غياب الكاريزما عن شخصيته، كذلك فإنه ليس من الأشخاص الذين يمكن المرء التفكير في اختيارهم عندما يتعلق الأمر بمرشح محتمل لمنصب المستشارية، عدا عن وصفه بأنه متردد، وهذا له مفعول عكسي، ويحدث إرباكاً ويسبب مشكلات في العمل السياسي.

أما سودر، فيتمتع بموهبة التواصل مع فنّ الإقناع، ويبرز ذلك من خلال المؤتمرات الصحافية أو البرامج الحوارية، بكلام واضح وصريح ومفهوم للجميع، ما يفتقر إليه لاشيت، فضلاً عن المثابرة والطموح والنجاح، ولم يتردد الكثيرون في الإشارة إلى أن سلوكه في الخطابة سيجعله مدافعاً مناسباً ضد البديل اليميني الشعبوي. في المقابل، إن نقاط ضعفه، حسب التعليقات، تتلخص بأنه يريد حجز النجاحات لحسابه الخاص، وبالتالي أمامه تحدٍّ يتمثل بتقديم نفسه رجلاً يريد أن يقدم الرفاهية لألمانيا، وليس كما سياسة حزبه التي كانت تهدف حتى الآن إلى تحقيق الغنائم لولاية بافاريا فقط.

وتجدر الإشارة إلى أن الاستطلاعات تفيد بأنه إذا ما حصلت الانتخابات نهاية هذا الأسبوع، فإن الاتحاد المسيحي سيحل في المركز الأول بنسبة 28%، فيما سيقف حزب الخضر في المرتبة الثانية بحوالى 21%، والاشتراكي ثالثاً عند 15%، وستذهب نسبة 11% إلى كل من الليبرالي الحر والبديل من أجل ألمانيا اليميني الشعبوي. أما حزب اليسار، فسيحقق 7% فقط من الأصوات. وتبقى المفارقة بالنتيجة التي سينالها الائتلاف الكبير الحاكم حالياً مجتمعاً، ويضم الاتحاد المسيحي والاشتراكي الديمقراطي، حيث تتوقع الاستطلاعات أن نسبتهم لن تزيد على 43% من الأصوات، وبالتالي لن يتمكنا من تشكيل تحالف حكومي دون الاتفاق مع حزب ثالث.