استشهاد فلسطيني في القدس.. والاحتلال يغلق بوابات الأقصى

07 مارس 2022
استنفار كبير لقوات الاحتلال (Getty)
+ الخط -

استشهد فلسطيني برصاص قوات الاحتلال عقب إطلاق النار عليه عند إحدى بوابات الأقصى في سوق القطانين.

وزعم الاحتلال، وفق ما نقلت "يديعوت أحرونوت"، أن الفلسطيني طعن جنديين إسرائيليين.

وأظهر مقطع فيديو قوات الاحتلال وهي تحيط بالشهيد، بينما يعمد أحدهم إلى إطلاق النار عليه من مسافة صفر، في حين هتف آخر "لقد قتل"، رغم أن الشاب لحظتها كان ملقى على الأرض جريحًا دون مقاومة.

استشهد في ذكرى ميلاده

وكشفت مصادر عائلية، مساء اليوم الإثنين، هوية الشهيد، وهو الشاب عبد الرحمن جمال قاسم (22 عاما) من مخيم الجلزون شمال رام الله وسط الضفة الغربية، ومن سكان بلدة جفنا المجاورة للمخيم.

وأكدت مصادر عائلية، في حديثها لـ"العربي الجديد"، أن ضابطا في مخابرات الاحتلال اتصل بوالد الشهيد ليسأله عن سبب البحث عن نجله عبد الرحمن، فأخبره أن عبد الرحمن اليوم عيد ميلاده ونريد إعداد عيد ميلاد له، ولم يدل الضابط الاحتلالي بأية تفاصيل، وحينما عاود الضابط الاتصال مرة أخرى سأله والد الشهيد هل استشهد؟ فأجاب الضابط: "نعم".

وقال عبد الحليم غنام، خال الشهيد، لـ"العربي الجديد": "تابعنا على وسائل الإعلام نبأ إصابة واستشهاد شاب في القدس، بعدها أبلغ ضابط في مخابرات الاحتلال والد الشهيد باستشهاده وأنهم سوف يحتجزون جثمانه، بعدها أكد الارتباط الفلسطيني أن عبد الرحمن قد استشهد"، مشيرًا إلى أن "عبد الرحمن كان خلوقًا والناس تحبه، وهو كان يعمل جزارًا".

بدوره، قال عبد الحكيم غنام، خال الشهيد عبد الرحمن، لـ"العربي الجديد": "لقد فوجئنا بالخبر عبر وسائل الإعلام، ولا نعلم حالته، لكن جميع الأخبار تؤكد استشهاده"، مشيرًا إلى أن العائلة تتخوف من اقتحام الاحتلال منزل عائلة الشهيد.

وحول شخصية وصفات الشهيد، قال خاله: "إنه كان شاباً طيبًا جداً ومحبوبًا، ويمتاز بعلاقاته الطيبة والواسعة بين الناس، ولم يكن له أي نشاطات، لكن كان له صديق استشهد قبل نحو 7 سنوات وهو الشهيد ليث الخالدي".

من جانبه، قال فضل الخالدي والد الشهيد ليث، لـ"العربي الجديد":"إن عبد الرحمن كان لديه انتماء قوي لفلسطين وللشهداء، وكان يحزن كثيرًا لاستشهاد أي مواطن فلسطيني، ولقد كان صديقًا لابني ليث، وقريبا منه وتأثر كثيرًا باستشهاده، وهو صديق العائلة، وكشاب كان يتألم لما يفعله الاحتلال ويرفض ما تقوم به قوات الاحتلال يوميًا بحق الفلسطينيين من قتل وممارسات يتعرض لها الفلسطينيون، وهو ما كان يؤثر على نفسيته".

إغلاق بوابات الأقصى

وقالت مصادر فلسطينية في القدس إن الاحتلال قام إثر ذلك بإغلاق جميع بوابات المسجد الأقصى المبارك. 

ووصفت إصابة الجنديين الإسرائيليين بالمتوسطة، على ما أفاد بذلك بيان لطواقم إسعاف "نجمة داود" الإسرائيلية.

وأشارت المصادر المحلية إلى أن جنود الاحتلال الذين سارعوا إلى المكان أغلقوا المنطقة بما في ذلك أبواب البلدة القديمة من القدس، وشرعوا بالاعتداء على المواطنين بالضرب، في حين دفعت قوات الاحتلال بقوات إضافية إلى المكان.

واندلعت مواجهات في منطقة باب العامود بالقدس المحتلة استخدمت خلالها قوات الاحتلال قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع لتفريق جموع المواطنين الذين حاولوا الدخول إلى منازلهم في البلدة القديمة.

على صعيد آخر، أزالت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الإثنين، الحواجز الحديدية والسواتر من أمام منزل عائلة سالم في حي الشيخ جراح شمال القدس المحتلة، بعد أن كانت قد فرضت الحصار على العائلة وشددته في الأسابيع الأخيرة، تزامنًا مع إقامة عضو الكنيست المتطرف إيتمار بن غفير مكتباً له داخل الحي، فيما لا يزال مكتب بن غفير موجودًا.

وتأتي هذه الخطوة بعد يوم واحد من تقديم مركز عدالة بالتعاون مع الائتلاف الأهلي لحقوق الإنسان في القدس، التماسًا للمحكمة العليا للاحتلال طالب بإزالة الحواجز التي نصبت في القسم الغربي من حي الشيخ جراح بالقدس بشكل فوري.

وقُدم هذا الالتماس على خلفية القيود المفروضة على حرية الحركة التي تضاعفت خلال الأسبوعين السابقين، حيث أقام عضو الكنيست إيتمار بن غفير عن حزب "الصهيونية الدينية "غرفة برلمانية" متنقلة في الحي، وتم نصب حواجز في مدخل الحي وداخله ومنع دخول المتضامنين مع العائلات الفلسطينية ضد الإخلاء القسري، ولم يتم فرض هذه القيود على المستوطنين وأنصارهم، الذين يتنقلون جميعًا بحرية في الحي.

في سياق متصل، أصيب شاب بجروح برصاصة معدنية في وجهه واعتقل سبعة آخرون، مساء اليوم، بمواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي اندلعت في بلدة أبو ديس جنوب شرق القدس، علمًا بأن مواجهات كانت قد اندلعت أمس، في أبو ديس استشهد خلالها الطفل يامن نافز جفال (16 عامًا)، ولا تزال قوات الاحتلال تحتجز جثمانه.

واندلعت مواجهات مساء أمس الأحد، في بلدة الطور شرق القدس المحتلة، حيث شهدت البلدة مواجهات بعد استشهاد الشاب كريم القواسمة من البلدة برصاص الاحتلال أمس، واعتقال والديه وشقيقه ثم الإفراج عنهم.

على صعيد آخر، اقتحم عشرات المستوطنين، اليوم، باحات المسجد الأقصى المبارك بحماية قوات الاحتلال وأدوا طقوسًا تلمودية فيه، فيما نصب مستوطنون مسلحون، اليوم، منزلاً متنقلاً وخيمة، في أراضي بلدة بتير غرب بيت لحم جنوب الضفة الغربية، تزامنًا مع أعمال تجريف هناك، وكذلك اعتدوا على أصحاب الأرض الذين حاولوا التصدي لهم، وهددوهم بالقتل.

في سياق آخر، اندلعت مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال مساء اليوم، على مدخل بيت لحم الشمالي وفي مخيم عايدة شمال بيت لحم، دون أن يبلغ عن وقوع إصابات، كما كان شاب أصيب، مساء أمس الأحد، إثر دهسه بسيارة عسكرية لجيش الاحتلال، والعشرات بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، خلال تصدي أهالي قرية بزاريا شمال غرب نابلس شمال الضفة، لاقتحام مستوطنين للقرية، وجرى نقل الشاب للمستشفى لتلقي العلاج.

إلى ذلك، اعتدت قوات الاحتلال، اليوم الإثنين، على شاب بالضرب واعتقلته في المنطقة الجنوبية بمدينة الخليل جنوب الضفة، حيث أصيب الشاب بجروح.

على صعيد آخر، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي الليلة الماضية واليوم، 26 فلسطينيًا خلال اقتحامها عدة قرى وبلدات ومخيمات بالضفة الغربية، بينهم أسرى محررون وفتية.

في هذه الأثناء، أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، في بيان صحافي، بأنه كان من بين المعتقلين الأسير المحرر المقدسي المحامي صلاح الحموري، بعد مداهمة منزله ببلدة كفر عقب شمال القدس.

وأشارت الهيئة إلى أن الحموري محامٍ واعتقل عدة مرات وأمضى ما يزيد على 8 سنوات داخل سجون الاحتلال، ومُنع من السفر ومن دخول الضفة الغربية، وأبعدت سلطات الاحتلال خلال عام 2016 زوجته عن البلاد، بحجة دعمها لحملات مقاطعة ضد دولة الاحتلال.

في شأن آخر، أكد محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين كريم عجوة، أن محكمة "عوفر" العسكرية مددت توقيف المعتقل المصاب يوسف علان من بلدة حلحول شمالي الخليل، لثمانية أيام بذريعة استكمال التحقيق معه، علمًا بأنه اعتقل قبل أيام بعد أن أطلق جيش الاحتلال النار عليه وأصيب بقدمه اليسرى، وجرى نقله بعدها إلى مستشفى "تشعاري تصيدق"، حيث وصفت حالته بأنها مستقرة.

على صعيد آخر، أكّد نادي الأسير الفلسطيني، أنّ الأسير إياد نظير عمر (40 عامًا)، من مخيم جنين شمال الضفة، يواجه وضعًا صحيًا صعبًا في سجن "عسقلان" حيث جرى نقله إليه مؤخرًا، لحاجته للنقل المتكرر إلى المستشفى.

وأوضح نادي الأسير، أن الأسير عمر المحكوم بالسجن 24 عامًا منذ عام 2002، عانى خلال السنوات القليلة الماضية من تفاقم في وضعه الصحيّ، جرّاء إصابته بورم (حميد) في الدماغ، حيث جرى استئصاله في شهر آب/ أغسطس العام المنصرم، وكان في حينه يقبع في سجن "مجدو".

المساهمون