استُشهد الشاب الفلسطيني محمد العصيبي (26 عاماً) متأثراً بجراحه، بعد أن أطلقت عليه قوات الاحتلال، ليل الجمعة - السبت، النار قرب أبواب المسجد الأقصى.
وزعمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أنها اعتقلت رجلاً بالقرب من الأقصى انتزع سلاح أحد الضباط، وأطلق النار منه، ما دفع الوحدة إلى قتله بالرصاص.
وأفاد شهود عيان بأن جنود الاحتلال أطلقوا النار على الشاب، بعد عراك وقع بينه وبين جنود ومجندات من شرطة الاحتلال كانوا يعتدون على فتاة بالضرب، ويحاولون اعتقالها وإخراجها من باحات المسجد قرب باب السلسلة، ليتدخل الشاب ويشتبك مع الجنود بيديه ويضرب أحدهم، فيما أقدم جنود آخرون على إطلاق النار عليه، ما أدى إلى إصابته بجروح بالغة الخطورة.
ونفت مصادر محلية وشهود عيان، لـ"العربي الجديد"، ادعاء شرطة الاحتلال بأن الشاب الذي أطلقت عناصرها النار عليه، أمس، قد حاول خطف سلاح أحد الجنود في باب السلسلة قرب المسجد الأقصى.
وفي أعقاب ما حدث، دفعت قوات الاحتلال بأعداد كبيرة من جنودها إلى المسجد القبلي، وحاصرت المعتكفين داخله، كذلك أغلقت أبواب البلدة القديمة، ومنعت الدخول والخروج منها.
وتعالت هتافات التكبير من داخل مصليات المسجد الأقصى، وسط حالة من الغضب تعمّ البلدة القديمة، خصوصاً في أحياء باب السلسلة، شارع الواد، باب حطة.
وحسب حديث شهود عيان لـ"العربي الجديد"، فإن جنود الاحتلال اعتدوا بوحشية على أصحاب البسطات والتجار في سوق القطانين بعد الحادث.
#شاهد.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتدي على التجار في سوق القطانين بالبلدة القديمة في #القدس بعد إطلاق النار على شاب فلسطيني pic.twitter.com/NEfMrvbw3U
— العربي الجديد (@alaraby_ar) March 31, 2023
في الأثناء، أعلن مجلس قرية حورة في النقب الشمالي، التي يتحدر منها الشهيد، عن الحداد يومين، مطالباً بتشكيل لجنة تحقيق محايدة تضم طبيباً شرعياً منتدباً من عائلة الشهيد، لتقصي حقيقة ما جرى.
واستنكر مجلس حورة المحلي في بيان "الجريمة النكراء التي راح ضحيتها ابن بلدتنا البار الدكتور محمد خالد العصيبي"، مضيفاً: "ارتقت روحه إلى بارئها في باحات الحرم القدسي الشريف برصاصات غادرة دون ذنب، سوى كونه جاء إلى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين للصلاة والتعبد في ليلة من ليالي رمضان الفضيلة".
وقال المجلس: "ادعاءات الشرطة المفبركة بأن المرحوم حاول خطف سلاح أحد أفرادها هي محاولة لتبرير جريمتها، وتخالف كل شهادات المصلين الذين كانوا موجودين في المكان"، داعياً إلى "تشكيل لجنة تحقيق محايدة، تضم طبيباً شرعياً منتدباً من عائلة المغدور، لتقصي حقيقة ما جرى، ومحاسبة من أطلقوا النار على ابن حورة المغدور، وتقديمهم للعدالة على فعلتهم النكراء".
بدورها، أعلنت بلدية رهط بالداخل الفلسطيني عن الإضراب الشامل غداً الأحد، رداً على استشهاد العصيبي برصاص الاحتلال الإسرائيلي، مطالبة بدورها بـ"التحقيق الفوري لدحر زيف الروايات البوليسية، والتأكيد على دعم الروايات التي تؤكد أن الشهيد المرحوم جرت تصفيته بدم بارد، إثر تدخله من باب النخوة لمحاولته مساعدة امرأة يُعتدى عليها أمام عينيه من قبل عناصر الشرطة".
من جهتها، أعلنت لجنة المتابعة لفلسطينيي الداخل أنها ستعقد، اليوم السبت، اجتماعاً طارئاً مع لجنة التوجيه لعرب النقب والمجلس الإقليمي للقرى المعترف بها في النقب.
الحراك الشعبي في القدس يدعو إلى الاعتكاف
بالتوازي مع ذلك، دعا الحراك الشعبي في القدس جماهير المدينة والضفة الغربية والداخل المحتل إلى فرض الاعتكاف العظيم في المسجد الأقصى بأعدادٍ غفيرة، وخصوصاً بعد صلاة التراويح، يوم السبت 10 رمضان، حيث "بات الاعتكاف مسألة وجود لا بد أن تنتصر فيها إرادة شعبنا"، وفق بيان أصدره الحراك الليلة.
وأورد البيان: "أمام العدوان الهمجي الصهيوني على الركّع السجود الآمنين في المسجد الأقصى المبارك لطرد المعتكفين، فقد أعلن الاحتلال الصهيوني حربه على ديننا ومقدساتنا، وقد أعلن تبنّيه المفتوح لعدوان الفصح التوراتي الذي يبيت للأقصى بدءاً من الخميس 15 رمضان، وأمام هذه الحرب المعلنة على ديننا وأقصانا، فإننا نتوجه إلى شبابنا وشعبنا وأمتنا بالزحف المقدس إلى الأقصى بنيّة فرض الاعتكاف العظيم، والثبات والصمود لتثبيته من بعد صلاة التراويح يوم السبت 10 رمضان، ومواصلته حتى نهاية رمضان".
ودعا البيان إلى "الاستعداد لخوض معركة الرباط والتصدي لعدوان الفصح، بدءاً من صباح الأربعاء 14 رمضان، لتبديد أوهام العدو في فرض هيكله المزعوم في مكان المسجد الأقصى".
وحذّر البيان من أن "عدوان الفصح على الأقصى لن يكون نزهة، وفي القدس رجال تعرف كيف تذيقه الويل، ووهم القربان في الأقصى سيكون خطوة جديدة على طريق نهايتكم التي بدأت".
ودعا البيان الحكومة الأردنية وأوقاف القدس إلى وقف ما أسماه "التنسيق الأمني المخزي في الأقصى، الذي حاولوا تمريره من قبل وفشلوا في الكاميرات وفي باب الرحمة".
الرئاسة الفلسطينية تحذر
إلى ذلك، حذر الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، اليوم السبت، من التصعيد الخطير لسلطات الاحتلال الإسرائيلي، الليلة الماضية، في المسجد الأقصى المبارك، والاعتداء على المواطنين في ساحاته وفي أزقة وحارات البلدة القديمة بمدينة القدس المحتلة.
وقال أبو ردينة، في تصريح صحافي، إن هذا التصعيد الاسرائيلي المفتعل هدفه الرئيس هو توتير الأجواء، وجر الأمور إلى مربع العنف في الشهر الفضيل، خصوصاً بعد الأعداد الكبيرة من المواطنين التي زحفت أمس للصلاة في المسجد الأقصى المبارك.
وحمّل أبو ردينة سلطات الاحتلال الاسرائيلي مسؤولية هذه الاستفزازات، وطالب الجميع، وخصوصاً الإدارة الأميركية، بالتدخل والضغط على حكومة الاحتلال لوقف جرائمها واعتداءاتها قبل فوات الأوان.