أبدى المغرب، الخميس، رضاه على سير النقاش بين الرباط ومدريد لتفعيل "خريطة الطريق" التي فتحت صفحة جديدة في العلاقات بين الرباط ومدريد، بعد أكثر من سنة على اندلاع الأزمة الدبلوماسية التي خيمت لشهور على علاقات البلدين.
وقال الوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى بايتاس، اليوم الخميس، بالرباط، إن النقاش حول تفعيل "خريطة الطريق" التي وضعتها المغرب وإسبانيا عقب زيارة رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز خلال إبريل / نيسان الماضي للمغرب، "يسير بخطوات جد مرضية".
وأكد بايتاس، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد بعد انتهاء الاجتماع الأسبوعي لمجلس الحكومة، أن "النقاش يسير بخطوات جد مرضية وتتم معالجة الملفات أولا بأول"، لافتا إلى أن "التصور سيكون أشمل بعد انقضاء الآجال المحددة".
ويأتي ذلك بعد 3 أيام عن إعراب وزير الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون الإسباني خوسي مانويل ألباريس عن "ارتياح بلاده لوتيرة تنفيذ "خريطة الطريق" بين إسبانيا والمغرب.
وأكد ألباريس خلال لقاء صحافي مشترك مع نظيره البرتغالي جواو غوميش كرافينيو، أن تطبيق الخريطة "يتقدم بخطوات ثابتة ووفق وتيرة طبيعية"، مشيرا إلى أن الربط البحري والجوي بين البلدين "استأنف بشكل كامل".
وأمس الأربعاء، قال رئيس الحكومة الإسبانية إن بلاده تعتبر مقترح الحكم الذاتي في الصحراء "أكثر الأسس جدية وواقعية ومصداقية لحل النزاع"، معتبرا أن موقف دعم المقترح المغربي هو "قضية دولة"، وأنه "يسعى من خلال ذلك إلى تحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة".
وفي دفاعه عن الاتفاق مع المغرب، لفت رئيس الحكومة الإسبانية إلى التزام الطرفين بأن المرحلة الجديدة تحكمها مبادئ واضحة، وهي "الشفافية والتواصل الدائم، مع وجود قناة مفتوحة للتواصل بين الطرفين دائما لتوضيح أي سوء تفاهم والحفاظ على الثقة"، واحترام الاتفاقيات السابقة، وتلك التي قد يتم التفاوض عليها في المستقبل.
وكانت المباحثات التي جمعت العاهل المغربي الملك محمد السادس، في الثامن من إبريل/ نيسان الماضي، ورئيس الحكومة الإسبانية، قد رسمت تفاصيل "خريطة الطريق" لإنهاء القطيعة التي استمرت بين البلدين لنحو عام، على خلفية استقبال مدريد زعيم جبهة "البوليساريو" إبراهيم غالي، بـ"هوية جزائرية مزيفة"، للعلاج من فيروس كورونا.
وكشف البيان المشترك الذي صدر عقب انتهاء المباحثات عن اتفاق الجانبين على "وضع خريطة طريق دائمة وطموحة تتضمن معالجة المواضيع ذات الاهتمام المشترك بروح من الثقة والتشاور، بعيداً عن الأعمال الأحادية أو الأمر الواقع".
وبحسب مضامين "خريطة الطريق"، فإنه "سيتم الاستئناف الكامل للحركة العادية للأفراد والبضائع بشكل منظم، بما فيها الترتيبات المناسبة للمراقبة الجمركية وللأشخاص على المستويين البري والبحري، وكذلك إعادة الربط البحري للمسافرين بين البلدين حالا وبشكل متدرج إلى حين فتح مجموع الرحلات".
وذكر البيان المغربي الإسباني المشترك أنه سيتم إطلاق الاستعدادات لعملية "مرحبا" (الخاصة بعملية عبور المغتربين المغاربة عبر الأراضي والموانئ الإسبانية)، وذلك بعد أن كانت قد توقفت السنة الماضية بعد استثناء الموانئ الإسبانية جراء الأزمة الدبلوماسية التي اندلعت بين البلدين في إبريل/نيسان من العام الماضي.
وبموجب "خريطة الطريق" أيضًا، سيجري تفعيل مجموعة العمل الخاصة بتحديد المجال البحري على الواجهة الأطلسية، بهدف تحقيق تقدّم ملموس، وسيتم إطلاق مباحثات حول تدبير المجالات الجوية، بالإضافة إلى إعادة إطلاق وتعزيز التعاون في مجال الهجرة.