كشف تقرير لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، أنّ المنظمات اليهودية التقليدية قللت أخيراً من تبرعاتها التي تقدمها إلى الوكالة اليهودية العالمية لجلب اليهود من شتى بقاع العالم إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي، فيما ارتفعت تبرعات منظمات الإنجيليين الأميركيين لهذه الغاية.
وذكرت الصحيفة أنّ لمنظمات الإنجيليين الأميركيين دوراً كبيراً في تمويل آخر عملية لجلب 300 يهودي من إثيوبيا، في فبراير/شباط الماضي. وبحسب الصحيفة، فقد دفعت السفارة المسيحية الدولية في القدس المحتلة مبلغ 1300 دولار لتغطية تكاليف نقل كل واحد من المهاجرين الإثيوبيين إلى إسرائيل.
ولفتت الصحيفة إلى أنّ هذه الواقعة لم تكن الأولى من نوعها، وأن تبرعات المنظمات اليهودية التقليدية لتشجيع الهجرة إلى إسرائيل ولأهداف أخرى، قد تراجعت في السنوات الأخيرة، وحلّت محلّها تبرعات أتباع الكنيسة الإنجليكانية التي يفضل رعاياها أن يطلق عليهم اسم "المسيحيين الصهيونيين".
ويؤمن هؤلاء بضرورة عودة اليهود إلى البلاد المقدسة "حتى يتسنى الخلاص عند مجيء السيد المسيح في آخر الزمان"، وبالتالي، فإنّ أحد شروط ذلك هو "عودة اليهود" إلى فلسطين.
وأشارت الصحيفة، مع ذلك، إلى أن دعم هذه الجماعات المسيحية للهجرة اليهودية إلى فلسطين بدأ عملياً قبل 30 عاماً مع انهيار الاتحاد السوفييتي، لكن مساهمة هذه الجماعات في حينه كانت ضئيلة وتزايدت مع الوقت، وأن تبرعات مثل هذه الجماعات بدأت تصل في السنوات الأخيرة حتى من بلدان لا توجد فيها جماعات يهودية، مثل الصين والفيليبين وحتى إندونيسيا وماليزيا.
وبالرغم من تراجع وانخفاض أعداد المهاجرين اليهود إلى فلسطين، وبلوغها في العام الماضي نحو 20 ألف يهودي فقط، إلا أنّ الجماعات المسيحية المذكورة مولت تكاليف جلب نحو 30% منهم، لا سيما أنّ المبالغ التي تتبرع فيها المنظمات اليهودية في مختلف أنحاء العالم تراجعت في السنوات الأخيرة بنحو 60-70% من مجمل ما كانت تقدمه للوكالة اليهودية العالمية، ولمنظمات مثل "كيرن هيسود" التي تنشط في تهجير يهود من شتى بقاع الأرض إلى دولة الاحتلال.
ومع ذلك، قالت الصحيفة إنّ هذه الظاهرة لزيادة تبرعات هذه المنظمات المسيحية تلقى عدم قبول من قبل جهات يهودية صهيونية تعتبر التبرعات أمراً مرفوضاً.
وفي السياق، نقلت الصحيفة عن أبراهام فوكسمان، المدير السابق للمنظمة اليهودية الأميركية "الرابطة ضد التحريض" قوله إنّ عدم القدرة على تحمل تكاليف وعبء نقل اليهود وهجرتهم إلى إسرائيل والاضطرار للاستعانة والاعتماد على مسيحيين لهذه الغاية مثله مثل التنازل عن الصهيونية.
وأضاف فوكسمان "يتعين على قادة اليهود في العالم أن يشككوا في دوافع الإنجيليين لإنهم عندما يقولون إنهم بحاجة لليهود في إسرائيل ويريدون أن تكون دولة قوية، فنحن نعرف لماذا. يريدون ذلك كي يعود المسيح المنتظر".