اعتقلت الشرطة الروسية نحو 3917 متظاهرًا، خلال احتجاجات عمّت 52 مدينة، اليوم الأحد، ضد غزو بلادهم أوكرانيا، وفق ما نقلت "رويترز" عن مجموعة تُعنى برصد الاحتجاجات، وذلك بعد عشرة أيام من بدء الغزو.
وأوردت مجموعة "أو في دي-إنفو"، التي تنشط في رصد عمليات الاعتقال التي تطاول تظاهرات المعارضة، اعتقال 11 ألف شخص في البلاد، منذ 24 فبراير/شباط، عندما أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قواته بدخول أوكرانيا لتنفيذ "عملية خاصة".
Anti-war protest in Moscow right now. It’s growing… pic.twitter.com/ziHEFF7FV8
— Mike Galsworthy 🇺🇦 (@mikegalsworthy) March 6, 2022
لكن على الرغم من القمع الذي تمارسه السلطات بحق المحتجين الذين يواجهون احتمال توجيه تهم لهم، تشهد روسيا احتجاجات بشكل يومي.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قد وجّه، اليوم الأحد، نداء للشعب الروسي طالبه فيه بالخروج إلى الشوارع للاحتجاج على الغزو الروسي لبلاده، وإلا فإنه سيواجه الفقر والقمع.
وتحول زيلينسكي، في خطاب بثه التلفزيون من اللغة الأوكرانية إلى اللغة الروسية، قائلا: "يا مواطني روسيا. هذا بالنسبة لكم كفاح، ليس فقط من أجل السلام في أوكرانيا، بل كفاح من أجل بلدكم". وأضاف "إذا التزمتم الصمت الآن فلن يتحدث باسمكم سوى الفقر فيما بعد، ولن يجيب سوى القمع".
وقال إن الروس شأنهم شأن الشعب الأوكراني أمام خيار "بين الحياة والعبودية". وتابع أن القوات الروسية تواصل هجومها في اليوم الحادي عشر من الغزو وتستعد لقصف ميناء أوديسا المطل على البحر الأسود.
وهذا الأسبوع، حضّ المعارض الروسي المسجون أليكسي نافالني، بدوره، الروس على تنظيم تظاهرات يومية، مشددا على أن البلاد يجب ألا تكون "أمة جبانة".
في موسكو، أوقف ما لا يقل عن 560 شخصًا، الأحد، بحسب المرصد، من بينهم أوليغ أورلوف، أحد قادة منظمة "موميريال" غير الحكومية، أبرز منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان في البلاد، والناشطة الشهيرة سفيتلانا غانوشكينا.
#Russia More than 2000 people have been detained in Russia during anti-war protests. This is Moscow. This man is singing the state anthem of #Ukraine pic.twitter.com/4rndvpdK2v
— Hanna Liubakova (@HannaLiubakova) March 6, 2022
وبحسب مجموعة "أو في دي-انفو"، فقد تم أيضًا اعتقال ما لا يقل عن 279 شخصًا في سان بطرسبرغ (شمال)، حيث طوّقت الشرطة ساحة رئيسية.
وتداول عدة نشطاء ومنظمات غير حكومية مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، الأحد، تظهر عمليات اعتقال وحشية مع ضرب بالهراوات.
وسجّلت أولى عمليات الاعتقال في مدينة نوفوسيبيرسك في سيبيريا وفي يكاترينبرغ في الأورال، مع اعتقال 200 شخص.
وكانت الشرطة الروسية قد حذّرت، الجمعة، من أن أي محاولة لتنظيم تظاهرة غير مرخصة، الأحد، سيتم "قمعها على الفور" وستوجّه التّهم للمنظمين وللمشاركين فيها.
وفي محاولة لإسكات أي انتقاد، أصدر بوتين، الجمعة، قانونا يعرّض من ينشر "أخبارا كاذبة" بشأن الجيش الروسي لأحكام بالسجن تصل إلى 15 عاما.
كما يواجه المحتجون على الوجود العسكري الروسي في أوكرانيا غرامات بموجب مادة جديدة في القانون الإداري تحظر التحركات العامة "التي تشوه سمعة القوات المسلحة".
وكان أحد سكان سيبيريا أول ضحايا هذا القانون الجديد، فقد تم تغريمه 60 ألف روبل (450 يورو) لدعوته إلى تظاهرات ضد التدخل في أوكرانيا، بحسب وكالة أنباء "ريا نوفوستي".
(رويترز، فرانس برس)